عقد الملتقى القطري للمؤلفين أمس الأحد 1 مارس 2020 جلسة بعنوان ” تجربة كاتبة من آسيا” استضاف خلالها الكاتبة الإندونيسية أسما ناديا التي تحدثت عن تجربتها وأحلامها وطموحها ومصادر الهامها، وتأتي هذه الاستضافة ضمن مساعي الملتقى للانفتاح على التجارب المختلفة والاستفادة منها وتوطيد العلاقات الثقافية وتوسيع التبادل بين مختلف الثقافات.
وعبرت الكاتبة الاندونيسية عن سعادتها بهذه الاستضافة من دولة قطر ومن الملتقى القطري للمؤلفين حيث اعتبرتها فرصة لتبادل الخبرات والتجارب وعقد الشراكات المثمرة التي من شأنها إثراء الثقافة للجانبين.
وتحدثت الكاتبة باستفاضة عن أهم أعمالها ورواياتها التي بلغ عددها 58 وفي انتظار تدشين كتابها 59 والتي تم تحويل بعضها إلى أفلام ومسلسلات لقت رواجا وتشجيعا في اندونيسيا.
وقالت الأستاذة أسما إن جل كتاباتها تتمحور حول الإسلام والقضايا الإنسانية والمجتمعية لاسيما قضايا المرأة وإن كتاباتها هادفة تسعى إلى التنمية الذاتية والتنمية البشرية لأنها تشجع الناس على الاستفادة من أخطائهم وتحسين أنفسهم والتمسك بمبادئهم وتلهمهم لينهضوا بمجتمعاتهم ويتحدوا جميع الصعوبات التي تعترضهم، مؤكدة أن الأعمال التي تدعو إلى إصلاح الذات والمجتمع ستخلد وتخلد صاحبها.
واعتبرت الكاتبة الإندونيسية نفسها سفيرة لدولتها وسفيرة للإسلام لأن كتاباتها الإسلامية شجعت العديد من الأشخاص للتعرف على الدين الإسلامي وأثارت فضول الكثير حول الإسلام وغيرت بعض الأفكار السلبية حوله لا سيما أعمالها التي تم تحويلها إلى أفلام.
وتحدثت الكاتبة عن احلامها ومشاريعها المستقبلية مؤكدة أن تطمح إلى الانتقال للعيش في دولة عربية لمدة من الزمن حتى تتمكن من التعرف على عاداتها و تقاليديها و تتشبع بثقافتها لتتمكن من كتابة قصة تحمل عبق الزمان و ألوان المكان مؤكدة أن لدولة قطر مكانة خاصة في قلبها و أنها تتمنى أن تتطلع على بعض الروايات و القصص للمؤلفين القطريين و أن تتمكن من التسويق لدولة قطر بالشكل المناسب، أما عن كتابها الحالي الذي مازال لم يرى النور بعد، قالت الكاتبة إنه يتحدث عن الفرص الثانية و التشبث بالحلم و الاستمرار و عدم الاستسلام و أهمية العزيمة و التحدي لتحقيق الأحلام.
كما قالت الكاتبة إنها ترفض الدخول إلى عالم السياسة لأنه يحد من جماهيريتها ويجعلها تحسب على طرف سياسي دون آخر ويشغلها عن الكتابة وهي ترغب في التفرغ للكتابة التي تمكنها من التعبير عن كل ما يجول في خاطرها ويقدم الإجابات على العديد من الأسئلة التي تطرح في المجتمع.
أيضا تحدثت أسما ناديا عن طموحها بإنشاء 1000 مكتبة صغيرة للأطفال في القرى الفقيرة لتفتح للأطفال نافذة على العالم ليروا من خلالها العالم ويسافروا عبر صفحات الكتب إلا أنها لم تتمكن من انشاء سوى 272 مكتبة إلى الآن وأنها في حال لم تتمكن من تحقيق هذا الحلم في حياتها ستورثه لابنتها الكاتبة هي الأخرى وأشارت إلى أن جميع أفراد عائلتها كتاب زوجها وابنتها وابنها.
وأشارت الكاتبة إلى أن التنوع الثقافي واختلاف العادات والتقاليد في إندونيسيا ساعدها على تنويع مواضيع كتاباتها وفتح الافق لمخيلتها ولم يشكل عائقا أمامها مؤكدة أن الشعب الاندونيسي متقبل للاختلاف ومتسامح يتسم بالابتسامة والتفاؤل والرضاء ومتكافل حتى أنه في حال الازمات يتبرع الكتاب بمجهودهم وكتاباتهم لمساعدة المتضررين على تجاوز الأزمة وهو ما حدث عندما ضربت موجات تسونامي البلاد سنة 2004 حيث اتفق مجموعة من الكتاب على التشارك في كتابة عمل أدبي والتبرع به للمنكوبين.
ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية باعتباره هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة والرياضة تعنى بالاهتمام بالمؤلفين، ويهدف الملتقى إلى الاهتمام بالمؤلفين وبخاصة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين وفق قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي.