بث الملتقى القطري للمؤلفين مساء السبت الحلقة الثانية من مبادرة أدب الطفل التي تشرف عليها الكاتبة و الفنانة التشكيلية لينا العالي و استضافت في هذه الجلسة التي بثت على قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى الكاتب الجزائري يوسف بعلوج لتسليط الضوء على “جوائز أدب الطفل”
و اعتبر بعلوج أن المسابقات و الجوائز هي محطة مهمة في حياة المبدع تضيف لمسيرته ولاسمه لكن الغاية الأساسية من الكتابة تبقى إنتاج نصوص جيدة و هادفة مؤكدا أن واقع النشر في العالم العربي محكوم بمنظومة غير صحية و لا تفرز الأسماء الجديدة بناء على الجودة و المعايير الفنية وهو ما جعله يتوجه للمسابقات التي وجد فيها نوعا من الاعتراف من جهات متخصصة و مشهود لها بالحيادية و الجدية فيكفي أن يتفوق عملك عن بقية الأعمال المشاركة فهذا دليل على نجاح الكاتب و قدرته على المنافسة و البروز.
و قال إن محصلة هذه التتويجات هي التي خلقت انتشار معين لاسمه في الوسط الأدبي وهي نقطة انطلاق لرحلة جديدة في عالم الكتابة و الابداع، موضحا أن معظم الأعمال الموجهة للطفل كانت تسعى لمخاطبة الطفل و ليس للحصول على جوائز.
و ردا على سؤال الأستاذة لينا حول معاييره الشخصية لاختيار المسابقات التي يشارك فيها قال الكاتب الجزائري أن قرار المشاركة يتخذه بناء على عدة معايير و أساسيات أهمها الجهة المنظمة للمسابقة التي يجب أن تكون على درجة كبيرة من المصداقية ثم تتطابق شروط المسابقة مع النص إضافة إلى الامتيازات التي تحصدها من هذه الجائزة و انعكاساتها على مسيرته الأدبية و هل سيتم انتاج العمل كما أنه يفكر في القيمة المادية للجائزة هل هي تقديرية أو لا و كيف ستنعكس على مسيرته الأدبية.
و تحدث عن جوائزه التي وصل عددها الى 9 جوائز من جهات و بلدان مختلفة و كان آخرها جائزة قنبر التي قال إنها مهمة بالنسبة له نظرا لأهمية الجهة المنظمة التي تحظى بثقة و احترام الأدباء و المفكرين في العراق و في الوطن العربي إجمالا و هو يعتبرها انتزاعا لاعتراف في مكان فيه منافسة قوية و شرسة، مشيرا إلى أن كل كاتب يجب أن يضع معاييره الشخصية لاختيار المسابقات فلكل كاتب اعتباراته التي يضعها في الحسبان لبناء قرار المشاركة من عدمه.
مؤكدا في السياق ذاته أنه رفض المشاركة في العديد من المنافسات التي نشرها و عرف بها في “أدبرايز” التي وجد أنها لا تناسب مسيرته و طموحه.
و أضاف أن لكل مشروع كتابة تحدياته و صعوباته الخاصة سواء كان قصة للأطفال أو للكبار أو سيناريو أو مسرحية لكن الكتابة بشكل مستمر تذلل الصعوبات لأنها تكسب الكاتب خبرات وتسلحه بأدوات تمكنه من الابداع في الكتابة سواء على مستوى الفكرة أو الكلمة.
مشيرا إلى أن الكتابة للطفل بالذات فيها الكثير من المحظورات و المحاذير و لا بد أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار لاسيما نظرا لكثرة القيود التي تتطلب مجهود إضافي ليتم صياغة العمل ليتناسب مع الفئة المستهدفة و يوصل الأفكار بطريقة بسيطة و سلسلة و هو ما جعله
يقلل من الإنتاج و يصب اهتمامه على جودة و جدة الفكرة لتترك أثرا إيجابيا باعتبار أن الأب يساهم في تغيير الأفكار عند الأطفال و تزرع فيهم المبادئ و القيم التي ترافقهم مدى الحياة لذلك الأفكار المضمنة في الأعمال يجب أ تكون قادرة على الاستمرار و منافسة بقية الأعمال الموجهة للطفل،
و عن مشاريعه المستقبلية قال ضيف الملتقى إنه يستعد لنشر أكثر من عمل في الفترة القادمة سواء عن طريق الجهات المنظمة للمسابقات أو عن طريق دور نشر مؤكدا أنه يفضل أن يظل العمل حبيس الأوراق على أن ينشر بطريقة غير مقنعة و غير مناسبة .
و تحدث أيضا على مشروع أدبرايز الذي اعتبره مبادرة مهمة حاول من خلالها التعريف بمختلف الجوائز الأدبية في العالم العربي حتى أن هذه المبادرة أصبحت تلعب دور الوساطة بين الكاتب و الجهة المنظمة للمسابقة معبرا عن أمله أن يتم توسيع هذا المشروع و دعمه لأنه مبادرة شخصية تتجاوز امكانيته.
و في نهاية الجلسة وجه العديد من النصائح للكتاب الراغبين في المشاركة في المسابقات من بينها الالتزام بشروط المسابقة من الفكرة و التوجه العام للجائزة و عدم المشاركة في المسابقة الا اذا وجد الكاتب عمله مؤهلا للمشاركة ودعا الكتاب إلى عدم التسرع في نشر الكتب الموجهة للطفل لتخرج بشكل جميل و مميز.
و في السياق ذاته وجه رسالة لأولياء الأطفال الذين يشاركون في المسابقات الموجهة للطفل بعدم تشجيع الأطفال على العش و الاكتفاء بتوجيههم و عدم الكتابة مكانهم و تهيئتهم نفسيا لتقبل الفشل في حالة المشاركة باعتبار الفشل جزءا من التجربة في الحياة.