محاضرة حول جهود دولة قطر في حماية اللغة العربية بملتقى المؤلفين
اعلام الملتقى
قدمت الأستاذة الدكتورة فاطمة محمد السويدي العميد المساعد لقطاع اللغات و الإعلام والترجمة كلية الآداب و العلوم بجامعة قطر صباح الإثنين محاضرة بعنوان” جهود دولة قطر في حماية اللغة العربية” و ذلك ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي يقيمها الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية و الثقافة و العلوم و التي تستمر إلى غاية 1 مارس، و قد تم بث المحاضرة مباشرة عبر حساب الملتقى على انستجرام.
و قالت الدكورة السويدي إن دولة قطر تبدل جهودا كبيرا في حماية و تعزيز اللغة العربية ليس فقط في دولة قطر بل و خارجها مؤكدة أن هناك العديد من التحديات التي تواجه اللغة العربية من بينها واقع تراجع اللغة العربية أمام اللغات الاخرى و الذي يرجع الى التركيبة السكانية القطرية حيث أن أكثر من 2 مليون نسمة من العمالة الوافدة من الجنسيات غير العربية و هوما جعل قطر تعاني خلل في تركيبة السكان، إضافة الى أن اللغة الدارجة هي لغة هجينة و ادخال بعض الألفاظ باللغات الأجنبية في المحادثات اليومية وهو جعل اللغة الانجليزية لغة التعامل الرسمي في العديد من المؤسسات ، و لا يقتصر التوجه على المؤسسات بل تسرب إلى عامة الناس حيث أصبح أغلبية المواطنين يتوجهون الى المدارس الخاصة لتدريس أبنائهم في مدارس الانجليزية من أجل سوق العمل ومستقبل الأبناء و هو ما أثر على عواطف و ميول الشاب و أطفال الذي يتشربون المبادئ من اللغة، التحدي الثاني هو تحدي الهوية و لحسن الحظ أن المجتمع و الدولة كانت على وعي بهذه القضية و بذلت جهودا كبيرة للحفاظ على الموروث الثقافي من خلال الإدارات و المؤسسات ، فالهوية و الوطنية تتشكل باللغة و تتشكل اللغة بها لأن الهوية تقع في سطور ما تعلمه اللغة في كل يوم و من كل شخص و في كل وقت،لكن اللغة العربية تعاني من زهد أهلها بها و انصرافهم عنها و عدم التفاتهم لها وهو ما يدعو إلى اعادة الاعتبار لها.
الإشكال الثالث الذي تواجهه اللغة العربية هو العولمة فالتعليم أكثر المجالات التي يظهر فيها تأثر المجتمع بالتغيرات الاقتصادية و الاجتماعية ، و هو متأثر بالتوجه العالمي و قد ظهر ما يعرف باقتصاد المعرفة و هو يعني التنافس مع القوى العالمية عن طريق المعرفة حتى على حساب اللغة الأم و هو ما جعل الدول تتجه الى اللغة الانجليزية.
و اوضحت الدكتورة السويدي أنه رغم التحديات ألا أن المواطن العربي مازال يميل فطريا للغته الأم و قد سارعت الأمة في كافة البلدان في خدمة لغالتها و أسست المراكز للتخطيط اللغوي للمحافظة على لغتها من الاندثار و الضياع و على هذا الاساس ساقت بعض الجهود التي قدمتها دولة قطر و التي أكدت أنها جهود كبيرة و كثيرة أولها أصدار قانون قانون حماية اللغة العربية الذي يلزم جميع الجهات الحكومية و غير الحكومية باستخدام اللغة العربية في جميع الأنشطة التي تقوم بها و أكدت أن جزء من المواطنة المحافظة على اللغة العربية الاصيلة و قد لقي هذا القانون الصدى القوي من الاهتمام و الترقب في أن تترجم تشريعاته في الدستور، و على سبيل المثال أيضا من بين الجهود التي ذكرتها الدكتوة أن جامعة قطر كانت سباقة في وضع برامج لتعزيز اللغة العربية لدى الناشئة فجعلت اللغة العربية اللغة الرسمية و لغة طرح المقررات.
الانجاز الآخر الذي تمت الإشارة إليه هو معجم الدوحة التاريخي للغة العربية سنة 2018 و هو ذاكرة جميع ألفاظ العربية و تسجيل تاريخ ظهورها و دلالاتها و تطوراتها و الشواهد على صحة المعلومات الواردة و هو انجاز كبير و هو من بين المعاجم المأصلة شديدة الثراء و هو توجه عالمي خطت نحوه الدول المتقدمة خطى جبارة،.
كذلك كان للمؤسسات الثقافية دور في تعزيز اللغة العربية من بين هذه المؤسسات جامعة قطر فكانت لها اسهامات كبيرة داخل الجامعة و خارجها قبل اصدار قانون اللغة العربية ، كذلك اقامت العديد من الفعاليات و المحاضرات و الندوات التي تكون اللغة العربية مركزها و هدفها و اعتماد اللغة العربية كلغة بحث و تدريس،إضافة الى مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها و الذي تم إنشاؤه منذ سنة 1986 و الذي يقوم بتعليم اللغة العربية بجودة عالية و هو يعد واحدا من أكثر المراكز التخصصية استقطابا للدارسين.
و اشادت ايضا بجهود مؤسسة كتارا في تعزيز اللغة العربية من بين مشاريعها مهرجان اللغة العربية سنة 2016 من خلال العروض و المسرحيات أضافة الى مذكرة الضاد التي تزخر بالمعلومات عن العلوم العربية في كافة المجالات و مجلة الضاد الشهرية التي تقدم المعلومة بطريقة بسيطة و مشوقة إضافة الى جائزة كتارا للرواية العربية .
و أكدت جهود وزارة الثقافة و الرياضة في هذا المجال حيث أنها قدمت الكثير للغة العربية من خلال المراكز و الاصادارات و المسابقات و حرصها على التواصل مع مؤسسات المجتمع القطري وجهود الملتقى القطري للمؤلفين الذي أقام مجموعة كبيرة من الفعاليات بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية و الثقافة و العلوم.