محاضرة بعنوان: جهود دولة قطر في حماية اللغة العربية فبراير 8, 2021

محاضرة حول جهود دولة قطر في حماية اللغة العربية بملتقى المؤلفين 

 

اعلام الملتقى

قدمت الأستاذة الدكتورة فاطمة محمد  السويدي العميد المساعد لقطاع اللغات و الإعلام والترجمة كلية الآداب و العلوم بجامعة قطر صباح الإثنين محاضرة بعنوان” جهود دولة قطر في حماية اللغة العربية” و ذلك ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي يقيمها الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية و الثقافة و العلوم و التي تستمر إلى غاية 1 مارس، و قد تم بث المحاضرة مباشرة عبر حساب الملتقى على انستجرام. 

 و قالت الدكورة السويدي إن دولة قطر تبدل جهودا كبيرا في حماية و تعزيز اللغة العربية ليس فقط في دولة قطر بل و خارجها مؤكدة أن هناك العديد من التحديات التي تواجه اللغة العربية من بينها واقع تراجع اللغة العربية أمام اللغات الاخرى و الذي يرجع الى التركيبة السكانية القطرية حيث أن أكثر من 2 مليون نسمة من العمالة الوافدة  من الجنسيات غير العربية و هوما جعل قطر تعاني خلل في تركيبة السكان، إضافة الى أن اللغة الدارجة هي لغة هجينة و ادخال بعض الألفاظ باللغات الأجنبية في المحادثات اليومية وهو جعل اللغة الانجليزية لغة التعامل الرسمي في العديد من المؤسسات ، و لا يقتصر التوجه على المؤسسات بل تسرب إلى عامة الناس حيث أصبح أغلبية المواطنين يتوجهون الى المدارس الخاصة لتدريس أبنائهم في مدارس الانجليزية من أجل سوق العمل ومستقبل الأبناء و هو ما أثر على عواطف و ميول الشاب و أطفال الذي يتشربون المبادئ من اللغة، التحدي الثاني هو تحدي الهوية و لحسن الحظ أن المجتمع و الدولة كانت على وعي بهذه القضية و بذلت جهودا كبيرة للحفاظ على الموروث الثقافي من خلال الإدارات و المؤسسات ، فالهوية و الوطنية تتشكل باللغة و تتشكل اللغة بها لأن الهوية تقع في سطور ما تعلمه اللغة في كل يوم و من كل شخص و في كل وقت،لكن اللغة العربية تعاني من زهد أهلها بها و انصرافهم عنها و عدم التفاتهم لها وهو  ما يدعو إلى اعادة الاعتبار لها.

الإشكال الثالث الذي تواجهه اللغة العربية  هو العولمة فالتعليم أكثر المجالات التي يظهر فيها تأثر المجتمع بالتغيرات الاقتصادية و الاجتماعية ، و هو متأثر بالتوجه العالمي و قد ظهر ما يعرف باقتصاد المعرفة و هو يعني التنافس مع القوى العالمية عن طريق المعرفة حتى على حساب اللغة الأم و هو ما جعل الدول تتجه الى اللغة الانجليزية.

و اوضحت  الدكتورة السويدي  أنه رغم التحديات ألا أن المواطن  العربي مازال يميل فطريا للغته الأم و قد سارعت الأمة في كافة البلدان في خدمة لغالتها و أسست المراكز للتخطيط اللغوي للمحافظة على لغتها من الاندثار و الضياع و على هذا الاساس ساقت بعض الجهود التي قدمتها دولة قطر و التي أكدت أنها جهود كبيرة و كثيرة أولها أصدار قانون قانون حماية اللغة العربية الذي يلزم جميع الجهات الحكومية و غير الحكومية  باستخدام اللغة العربية في جميع الأنشطة التي تقوم بها و أكدت أن جزء من المواطنة المحافظة على اللغة العربية الاصيلة و قد لقي هذا القانون الصدى القوي من الاهتمام و الترقب  في أن تترجم تشريعاته في الدستور، و على سبيل المثال  أيضا من بين الجهود التي ذكرتها الدكتوة أن جامعة قطر كانت سباقة في وضع برامج لتعزيز اللغة العربية لدى الناشئة فجعلت اللغة العربية اللغة الرسمية و لغة طرح المقررات.

الانجاز الآخر الذي تمت الإشارة إليه هو معجم الدوحة التاريخي  للغة العربية سنة 2018 و هو ذاكرة جميع ألفاظ العربية و تسجيل تاريخ ظهورها و دلالاتها و تطوراتها و الشواهد على صحة المعلومات الواردة و هو انجاز  كبير و هو من بين المعاجم المأصلة شديدة الثراء و هو توجه عالمي خطت نحوه الدول المتقدمة خطى جبارة،.

كذلك كان للمؤسسات الثقافية دور في تعزيز اللغة العربية من بين هذه المؤسسات جامعة قطر فكانت لها اسهامات كبيرة داخل الجامعة و خارجها قبل اصدار قانون اللغة العربية ، كذلك  اقامت العديد من الفعاليات و المحاضرات و الندوات التي تكون اللغة العربية مركزها و هدفها و اعتماد اللغة العربية كلغة بحث و تدريس،إضافة الى مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها و الذي تم إنشاؤه منذ سنة 1986 و الذي يقوم بتعليم اللغة العربية بجودة عالية و هو يعد واحدا من أكثر المراكز التخصصية استقطابا للدارسين. 

 و اشادت ايضا بجهود مؤسسة كتارا في تعزيز اللغة العربية من بين مشاريعها مهرجان اللغة العربية سنة 2016 من خلال العروض و المسرحيات أضافة الى مذكرة الضاد التي تزخر بالمعلومات عن العلوم العربية في كافة المجالات و مجلة الضاد الشهرية التي تقدم المعلومة بطريقة بسيطة و مشوقة إضافة الى جائزة كتارا للرواية العربية .

و أكدت جهود وزارة الثقافة و الرياضة  في هذا المجال حيث أنها قدمت الكثير للغة العربية من خلال المراكز و الاصادارات و المسابقات و حرصها على التواصل مع مؤسسات المجتمع القطري وجهود الملتقى القطري للمؤلفين الذي أقام مجموعة كبيرة من الفعاليات بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية و الثقافة و العلوم.