استضاف الملتقى القطري للمؤلفين ضمن جلسات المنصة الثقافية التي يشرف عليها ويديرها الكاتب الشاب حمد التميمي والتي تبث يوميا عل مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالملتقى الإعلامي مساء الأحد المختص في علم النفس السلوكي الدكتور عبد الرحمن العبد الله الذي سلط الضوء على أهمية الثقافة النفسية.
و قال الدكتور أن الله عز و جل وهبنا جسدا وعقلا ونفسا ومشاعر ، لكن إلى الآن يجهل معظم الناس كيفية التعامل مع النفس رغم كونها الأساس في التحكم في بقية الجسم نظرا لأن جهل الانسان بنفسه و جهله الثقافة النفسية يجعله لا يلاحظ تصرفاته التي تكشف المشاكل، فعندما يتثقف الانسان نفسيا سيكون قادرا على السيطرة على نفسه و التحكم في انفعالاته ،مشيرا أن معظم التصرفات السلبية و الامراض الجسدية سببها بالأساس نفسي لان الضغوطات و الإحباط لا يمكنه التحكم في انفعالاته فيضغط على نفسه و تتراكم الضغوطات النفسية وتتولد الأمراض، ودعا إلى الغوص في أعماق النفس و تثقيفها للسيطرة على الانفعالات و التحكم في ردود الأفعال ليتمكن الشخص من إحداث التوازن بين الجانب النفسي والجسدي و تجنب الأمراض.
فالفكرة السلبية يمكن أن تؤثر على الجسد وتتسبب في ارتفاع ضغط الم وتسارع دقات القلب أو حتى الاغماء، فهي تبدأ في البداية فكرة صغيرة قد تكون وهمية لكن عدم السيطرة عليها منذ البداية يجعلها تكبر وتتضاعف إلى أن تصبح وكأنها واقع بالنسبة للمريض، فحديث النفس يجعل الشخص يبني شبكة من الأوهام ثم تتثبت الفكرة و الحل الأمثل لتجنب سيطرة الأفكار السلبية على النفس هو الحركة و النشاط الجسدي مثل ممارسة الرياضة،
و أضاف أن أفضل طريقة التعامل مع الأشخاص السلبيين الذين يحاولون احباطك و تقزيمك هي توجيه ملاحظاتهم للجهاز العقلي و ليس للجهاز العاطفي و عدم الاستسلام للشعور السلبي و بناء ما يسمى ” بالحائط السيكولوجي”، وهنا تكمن أهمية الثقافة النفسية التي تجعل الفرد قادرا على تحكيم العقل بدل الانجرار وراء العاطفة، لا سيما عندما يعلم أن الشخص السلبي هو في الواقع يحاول أن يسقط عليك صفاته السلبية، و مع ادراك هذا الواقع يصبح من الأسهل التعامل مع هذا الشخص الذي يصبح كتابا مفتوحا.
وأشار إلى أن العقل يرفض النهي والأوامر فهو دائم يقاومها ويرفضها ويتصرف عكسها فعند ايقاننا لهذه المعلومة نصبح قادرين على تجنب شخصنة المشاكل والتعامل مع الأشخاص حسب طبيعة الجهاز العصبي.
كما قدم عدة نصائح للتعامل مع الرفض وهو أول جرح نفسي يتعرض له الانسان منذ طفولته حيث إنه لا بد للشخص أن يعطي نفسه ايحاءات قوية و يرفع معنوياته و لا يستسلم للإحباط الذي قد يشعر به بعد تعرضه للرفض.
وختم المحاضرة بالتأكيد على أهمية الثقافة النفسية التي تمكن الفرد من تجاوز العديد من المشاكل والصعوبات و التحديات التي تواجهه في حياته اليومية و بالتالي تجنب المشاكل الصحية المترتبة عنها.