مبادرة المنصة الثقافية ديسمبر 3, 2020

استضاف الملتقى التربوية ومؤلفة قصص الأطفال الأستاذة أسماء الكواري التي سلطت الضوء على “القصص المسموعة والقصص المقروءة”.
حيث قالت أن عملها و شغفها بعالم الطفل جعلها مهتمة بأدب الطفل وهو أدب راسخ بدأ مع بداية البشرية فلا يمكن الفصل بين بداية البشرية و قصص الأطفال فأول القصص التي قصت عبر التاريخ هي قصة سيدنا آدم و نزوله من الجنة فهي أم الحكايات التي تناقلتها البشرية عبر العصور.
و أكدت أن العائلة هي المسؤولة الأولى عن تربية و تنشئة الأبناء فالأبناء أمانة وتوجيههم و توعيتهم مسؤولية كبيرة لذلك لا بد من تقديم القصة المناسبة التي تليق بهم، فالقصة ليست مجرد سرد لغوي بل هي العبرة و الحكمة و الأحداث و الرسائل التي نريد أن نوصلها و القناعات التي نهدف الى ترسيخها في أبنائنا، فعند الحديث عن القصة لا بد من الفصل بين القصة المكتوبة و القصة المروية و بين المراحل العمرية المستهدفة من القصة، فلا بد للقصة أن تكون حاضرة في حياة الطفل منذ ولادته الى أن ينضج و أن ترافقه مدى حياته الى ان يشيب، ففي بداية العمر نقدم للطفل القصة المروية المسموعة فهي التي تجعله يستمتع بها كذلك تحمل في طياتها إضافة الى المعلومات التي يحتاجها الطفل العديد من القيم والرسائل التي تساهم في بناء شخصيته، فحتى حديث الأم مع طفلها حديث الولادة عن مشقة الحمل ورحلته للوصول إلى الحياة وهي قصة عميقة ذات بعد انساني فالطفل في بداية عمره مستعد لسماع القصص حتى لو كانت عميقة وفيها خيال ومجموعة من الأفكار و تزخر بالكلمات المتنوعة، أما الكلمات في القصة المكتوبة فتمييز ببساطتها أقل كلمات و أقل عمقا لكن أكثر ألوانا لتخلد القصة و تعكس في مخيلة الطفل و ذاكرته البصرية، و في سن 3 أو 4 سنوات يصبح الطفل راغبا في المشاركة فب القصة المسموعة و إضافة أحداث عليها و هي أهم الفترات لاستثمار ذكاء الطفل الوجداني و العقلي و هنا يجب على الوالدين اشراك الطفل في ابداء الرأي و لكن ليس في تغيير الأحداث، اما بالنسبة للقصة المكتوبة فتكون زاخرة بالكلمات و الصور و تمنح للطفل الفرصة في التفكير و المشاركة في القصة سواء في البداية أو النهاية،.
أما من عمر 6 إلى 10 سنوات تكون القصص الخيالية هي المجال الرئيسي للطفل فهو دائم البحث عن الخيال و الخروج للطفل والمجال متاح له للمشاركة في القصص الخيالية و ليس في القصص الواقعية و التاريخية والدينية ففي هذه الحالة يكون مسموحا له بالتحليل و الاستنتاج و لكن مع المحافظة على أحداث القصة.