حلت خبيرة التطوير الاستراتيجي والموارد البشرية الدكتورة بثينة الأنصاري ضيفًا على المنصة الثقافية للحديث عن “استشراف المستقبل و رؤية قطر الوطنية 2030”
و استهلت محاضرتها بتقديم لمحة تاريخية عن التغيرات التي طرأت على المجتمع القطري و العالم أجمه في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي حيث ظهرت مجموعة من المفاهيم الجديدة منها التغير المناخي و الاحتباس الحراري و ثقب الأوزون و العولمة و آخرها ريادة الأعمال و ثم الابتكار و الابداع، و قالت إنها استغلت هذا المنبر للحديث عن مفهوم في غاية الأهمية و هو “استشراف المستقبل” الذي يعتبر علما قديما لكته دخل عالم الأعمال حديثا و مر بمراحل مختلفة أهمها مرحلة الفلاسفة الذين كانوا ينادون بالمدينة الفاضلة ثم انتقل الى مرحلة التخطيط حيث عملت العديد من الدول على انشاء مجلات و جرائد بعنوان” المستقبل” ثم المرحلة الأخيرة و هي مرحلة النتائج التي رافقها التغيير المناخي و انتشار الفقر و الجوع و البطالة و عدم المساواة بين الجنسين، حتى سنة 2015 حيث استحدثت الأمم المتحدة أهداف عالمية أطلق عليها أهداف التنمية المستدامة و يبغ عددها 17 هدفا تتنوع بين التغير المناخي و المساواة الاجتماعية و الحد من الفقر و الجوع .
و أضافت أنه عند الاطلاع عن رؤية قطر التي تركز على الاستثمار في رأس المال البشري و التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و البيئية يمكن الملاحظة أنها تركز في حماية كوكب والأرض و الانسان، فقطر قطعت شوطا كبيرا في قطاعي التعليم و الصحة و هو ما اتضح بشكل جلي خلال أزمة كورونا.
حيث استشرف كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس تغييرات كبيرة في قطاع التعليم و الصحة و البنوك و دعا الى الاستعداد تغيير منهجية الصحة و التعليم والأعمال فهو يعتبر أن تقدم أي دولة مرتهن بركزتين اثنين و هما الصحة و التعليم مشيرة أن دولة قطر كانت سباقة و قطعت شوطا كبيرا في التغيير لخدمة أهداف التنمية المستدامة، و هو ما يثبت أهمية الاستشراف لا سيما مع توقع التغيرات الكبيرة التي ستطرأ على سوق العمل حيث سيتم انخفاض الطلب على بعض الوظائف و ستختفي وظائف أخرى بسبب التقنيات التي أصبحت أساسية في سوق العمل لذلك لا بد من وجود استراتيجية تعزز الشراكة بين قطاع التعليم والقطاعات الأخرى التي تعنى بفرص العمل في السوق لاستحداث تخصصات جامعية تتماشى مع طبيعة المرحلة القادمة و متطلباتها، و ذكرا أننه من بين التخصصات التي سيقل الطلب عليها هي خدمة العملاء ، أمناء المكتبات و بعض المهندسين في بعض القطاعات حيث ستحل التكنولوجيا محلهم و ستحل محلها وظائف جديدة مثل المبرمجين و العاملين بقطاع تحليل البيانات و دعت الطلاب الى التخصص في المجالات التكنولوجية التي تتعامل مع الذكاء الاصطناعي.