مبادرة المنصة الثقافية ديسمبر 9, 2020

استقبلت المنصة الثقافية الأكاديمية المتخصصة في اللسانيات الدكتورة عريب محمد عيد التي قدمت محاضرة بعنوان “حضور الكلمة عند غياب الجسد” حيث استهلت محاضرتها باستذكار حادثة لقاءها لاحدى زميلاتها منذ أيام التي بدت مبتسمة و مبتهجة لكن تعلو محياها  علامات  التعجب و عندما سألتها عن سبب ذلك قالت أنها قابلت طالبتها مؤخرا بعد غياب طال مدة شهرين بسبب التدريس عن البعد و قد بادرنها بالقول أن وزننها قد ازداد وأنهن لاحظن ذلك من نبرة صوتها ،و ما هو ما ستوقفها وجعلها تستحضر قول ابن جني في كتابه الخصائص اذ يقول”قال بعض مشايخنا إني لا أحسن أن أرى انسانا في الظلمة” وهو ما جعلها تتساءل هل أن المشاهدة فعلا تثري الخطاب اللغوي، لكنها استنتجت أن المخيلة تحجب الصورة وأن الكلمة تحضر حين يغيب الجسد فكما يقول الجاحظ  فالإشارة و اللفظ شريكان فاللغة هي المظهر الخارجي الذي يعتمر في النفس ، و طرحت سؤال فأين الكلمة و الجملة من الاتصال اذا غابت الصورة و هل يمكن للبيان اللفظي أن يغني عن البيان الحركي و هب يمكن أن يحدث الأثر في الافهام؟.

و أكدت أنه لإنجاح العملية التواصلية و تحقيق الهدف منها لابد من ابراز نغمة الصوت عند غياب الصورة لاسيما في مرحلة التعليم عن بعد الذي فرضته طبيعة المرحلة الحالية حيث أن نغمة الصوت هي نوع من أنواع التعبير فقد سميت بأشباه اللغة أو اللغة المصاحبة و هي تتمثل في التثاؤب و الضحك و العطس و الكحة إضافة الى الانفعالات التي تصاحب الكلام ، و أيضا يمكن الوقوف عليها في سرعة الالقاء أو بطئه وفي  حدته و طبقة الصوت التي تبين لنا مشاعر المتحدث من تعجب أو دهشة أو استفسار أو استهزاء، فنبرة الصوت تكشف العديد من الأشياء  مثل جنس المتحدث و سنه و مكانته الاجتماعية وحالته المزاجية ومدى تعمقه وتخصصه في المجال الذي يتحدث به وأيضا مدى ثقته في نفسه .

و لخصت إلى أن إلى أن التعليم عن بعد لا يمكن أن يشمل كل المعادلات التعليمية من تواصل لفظي وعاطفي وتفاعلي بين الطالب و المدرس لذلك لا يمكن للتعليم عن بعد أن يقوم بنفس وظيفة التعليم المباشر فهي عملية تعليمية منقوصة و غير متكاملة.