مبادرة المنصة الثقافية ديسمبر 7, 2020

استضافت المنصة الثقافية مساء الاثنين المحكم الدولي لمنظمة التوست ماستر الدولية الأستاذ عبد الله حمدان ليطرح موضوع” فن الكلام” الذي أكد أن فنون الكلام أو ما يعرف بالخطابة و الالقاء كلها مرادفة لشيء واحد لكن العديد من الباحثين يجدون صعوبة في إيصال علمهم و أفكارهم و رسائلهم للناس رغم أهميتها فبعض الأشخاص لا يجيدون التعبير عن أفكارهم ولا يمكن أن يحدث كلامهم أي فرق أو تغيير يذكر، بينما يمكن للبعض الأكثر أن يتحدث لدقائق معدودة قد تغير مجرى حياة المستمع، و الفرق بينهما أن الأول لم يتمكن من ايصال فكرته بالطريقة المناسبة رغم أنه قد يكون أكثر علما و معرفة في حين أن الثاني عرف كيف يتحدث فأوصل فكرته بشكل واضح و أثر بشكل أيسر وأبلغ.
وأضاف أن أول خطيب عرفه التاريخ حسب الدراسات هو كورك الذي خطب ضد الدولة الاغريقية حتى ترد الى الفقراء حقوقهم حتى تمكن من تحقيق غايته، في حين أن أول من أصل لعلم الخطابة وكتب فيه كان أرسطو في كتابه” الخطابة” الذي شرح فيه معنى الخطابة وكيف يجعل من الفرد خطيبا متميزا ومازال هذا الكتاب يعد مرجعا لكل باحث ودارس في هذا العلم، مشيرا أن فنون الكلام لا تقتصر على الخطابة فهناك أيضا المناظرة والمفاوضات والحوار وغيرها الكثير، لكن تبقى الخطابة الأهم والأشهر بينها.
وأكد أن الخطاب تنقسم إلى نوعين و هي الخطابة المعدة و المرتجلة ، فالمعدة هي أن تحضر كلاما و تحسنه و تجمله لتلقيه في وقت لاحق أما المرتجلة فهي وليدة اللحظة والموقف وقد اشتهر العرب كثيرا بحسن التخلص بارتجالهم للكلام المناسب في الوقت المناسب وكانوا الأشهر في الخطابة و كانوا يتبارون في الفصاحة و حسن البيان، ومن أشهر الخطباء العرب قس ابن ساعدة و له خطبته الشهيرة التي يقول في مطلعها “أيها الناس اسمعوا واعوا أنه من عاش مات و من مات فات و كل ما هو آت آت” و هذه الخطبة تتميز كغيرها من خطابات العرب بالسجع، حتى أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان له خطيب و هو ثابت ابن قيس الأنصاري رضي الله عنه نظرا لأهمية الخطابة رغم أنه كان فصيحا بليغا شديد التأثير في الناس إلا أنه اختار ثابت ابن قيس ليبين أهمية الكلمة البليغة و أهمية معرفة و اتقان فنون الكلام في التأثير على الناس.
ودعا المثقفين و أصحاب المعرفة إلى تعلم فن الخطابة ليتمكنوا من التأثير في الناس، ونصحهم بتعلم صناعة ما يقول كيف يقول وكيف يستمع، حيث ان صناعة الخطاب أو المحتوى تتطلب معرفة الجمهور أو الفئات المستهدفة من الخطاب لأن معرفة الجمهور تسهل اختيار الموضوع، أما الشرط الثاني فهو ضرورة التشبع و الإغراق فيما تريد أن تتحدث عنه لأن الالمام يمكن المتحدث من النظر الى الموضوع بصورة كاملة يمكنه عرض أي جزء منها للجمهور، وثالثا هو احتواء الخطاب على ثلاث عناصر أساسية و هي المقدمة التي يمهد بيها للموضوع والمتن الذي يحتوي الأفكار الرئيسية والتي يجب أن تكون مرتبة بشكل سهل حتى تصل للمستمعين بكل سلاسة والخاتمة التي لابد أن تلخص الحديث.
أما لتعرف كيف تقول فلا بد من توفر مهارتين أساسيتين وهما طريقة استخدام الصوت ولغة الجسد التي تتطلب المحافظة على تواصل بصري مع الجمهور وايماءات اليد وتعابير الوجه التي تعكس مشاعر المتحدث.
أما فن الاستماع فلكي تكون متحدثا بارعا لا بد أن تكون مستمعا بارعا لأن الاستماع بشكل جيد يجعلك تفهم من أمامك وبالتالي يمكنك التأثير عليه بشكل أفضل ولتوصل له الرسالة المناسبة له.