نظم الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع المركز الإعلامي القطري، مساء اليوم، قراءة نقدية لرواية أرض الحكائين للكاتبة الدكتورة حنان الفياض عضو هيئة التدريس بجامعة قطر.
شارك في الجلسة النقدية التي تم بثها على حسابات المركز على منصات التواصل الاجتماعي كل من الدكتورة امتنان الصمادي أستاذة الادب العربي في الجامعة الأردنية ، والدكتور مراد مبروك أستاذ النقد والأدب الحديث في جامعة قطر، والدكتورة نورة فرج أستاذة الأدب والنقد في جامعة قطر، والدكتورة صيتة العذبة رئيسة قسم اللغة العربية بجامعة قطر.. فيما أدارت أطوارها الدكتورة فاطمة السويدي أستاذة الأدب والنقد في جامعة قطر.
و قالت د. السويدي إن الرواية تطرح إشكاليات عميقة و دفينة في المجتمع العربي و خاصة فيما يتعلق بالعصبية القبلية و العنصرية و اشكالها و ارتباطها بالبنية الفكرية و الثقافية مشيرة إلى أن هذا النص المهم يبحث عن مخرج للواقع و يذكرنا بروايات عالمية تتكلم عن أهمية دور المرأة في التغيير الاجتماعي، مؤكدة أن هذه الرواية تحمل هاجسا أخلاقيا و ثقافيا في ثنيايا عرضها لمواقف اجتماعية حيث تناولت مراحل تحولات المجتمع بفعل التغيرات الاقتصادية و البنية الثقافية و الفكرية
.و أشارت أن التغيير يتطلب طموحا و رغبة شديدة في الإنجاز إضافة إلى التأمل العميق لواقع المجتمع بناء على الوعي بأنواعه.
و عبرت عن اعجابها باختيار. الكاتبة ، لأرض جديدة برؤية جديدة. تسكنها المرأة الواعية من خلال الاعتماد على السرد و المجاز الذي التقط المشاعر العميقة.
من جانبها قالت الدكتورة نورة محمد فرج إن هذه الرواية تنتمي الى الدستوريات التي أصبح لها حضور في الأدب العربي لكنها في نفس الوقت استخدمت لغةٍ شعرية للتعبير عن تناقضات العالم ، و هي رؤية استشرافية للمستقبل و نقد الواقع المعيش، و اضافت أن هذا العمل هو بمثابة إدانة مجتمعية و هجائية للذهنية العنصرية في المجتمع و تحديدا فيما يتعلق بالدم المخلوط ، و أضافت أن الإدانة تجسد من خلال العنوان الذي يعبر عن مجتمع يعتمد على تناقل الحكايات و يجعل الاخر مادة للمتعة، و رغم انتقال الحكائين الى منطقة ثانية لكنهم حملوا معهم عقليتهم .
و أشارت إلى أن الدكتورة استخدمت تقنية تعدد الأصوات و ذلك لتعدد الاحداث و هو ما يجعل القارئ يرى الاحداث بأشكال مختلفة و من منظور مختلف مع كل صوت ،فصوت المرأة تكلم عن معاناتها من عنصرية الرجل، و الرجل ايضا تحدث عن هذه العقلية العنصرية فيما يخص الدماء المخلوطة،
و قدمت د . امتنان الصمادي قراءتها للرواية التي قالت إن
فيها بعد استشرافي بخصوص التقدم العلمي و التقني و فيها معادلة الشرق و تفوقه تقنيا على الغرب و هي رؤية متفائلة سعت الكاتبة من خلالها أن توجه انظار المتلقي الى سيطرة التقدم العلمي على البشرية و أن الماضي يمكن ان يصبح ثقلا على كاهل الانسان
الذي يفرح بالتغيير دون وعي بسلبياته
كما سلطت الرواية الضوء على مسائل الحب و الارتباط بشروطه فالرجل يتزوج من يختاره الأهل ويخون في فلسفة الحب
و اضافت أن الشخصية الرئيسية شخصية إشكالية و تحمل معاني كثيرة و هي تمثل الوطن الذي يتعامل مع إشكالية الدم المخلوط ، كما الرواية تحمل جانب تجريدي من خلال شخصية الجنين ” الفواز ” الذي اصبح بطلا يشارك في الأحداث و يقضي على الممارسات السلبية في المجتمع و يجتمع حوله مجموعة من الشبان الذين يؤمنون بالعدالة و يحصل التغير على يديه بعد ان عاصر مع والدته شتى أنواع الظلم و المعاناة.
و أكدت أن الدكتورة حنان أوصلت رسالة مفادها أن الشخص لا يختار نسبه و انما يحدث بمحض الصدفة و أن المفلس هو ما يملك حريته.
و قال د مراد مبروك أستاذ النقد و الأدب الحديث في جامعة قطر أن هذه الرواية تعتبر واحدة من أهم الروايات التي صدرت في العقد الأخير في الأدب القطري ، و قد انبهر باللغة الشعرية رغم كون الكاتبة متخصصة في النحو و قد شدته الرواية لدرجة أنه لم يتمكن من التوقف عن القراءة الى حين الانتهاء منها
حيث أنها جددت لديه الشك في قوانين المجتمع و أشاد بالكاتبة التي وصفها بالشخصية المحترفة في العمل الابداعي ، حيث طرحت مجموعة من الإشكاليات ووظفت تقنيات لكتاب عالميين و اخذت شكل التحقيق الصحفي
لتضيف شكلا جديدا في تقنيات التشكيل الروائي الفريد و المبتكر فهو يمزج بين السيناريو و التحقيق و السرد.
و دعا النقاد و القراء الى الاطلاع على الرواية. و ودراستها
و ختمت د. صيتة العذبة الجلسة النقدية بالتأكيد أن هذا العمل سيبقى في ذاكرة كل من يقرأه لأنه مميز و يستحق التوقف، من حيث اللغة التي كانت بطلا من ابطال الرواية لإنها كانت طازجة و فيها الكثير من الشعرية
كما احتوت على البعد الصوفي الرقيق المبتدي في ثنايا الرواية التي يمتزج فيها الفنتازيا و الخيال العلمي و البعد المجتمعي و الرومنسي هو ما جعلها عصية على التصنيف نظرا لتفاصيلها المتعددة