في محاضرة بثها الملتقى عبر حسابه يوتيوب: أحمد الراشد: القراءة غذاء الروح ومفتاح عالم الكتابة و بهما يزدهر الفكر يونيو 6, 2020

بث الملتقى القطري للمؤلفين مساء الخميس محاضرة بعنوان “لماذا أقرأ و لماذا أكتب” قدمها الأستاذ أحمد الراشد عبر قناة الملتقى  على يوتيوب، و ذلك في إطار الاستعداد لإطلاق حملة ” أطلق فكرك بلقمك” بداية شهر يوليو.

و تحدث  الراشد في بداية المحاضرة عن أهمية الكتاب من منطلق ديني باعتبار ان الله سبحانه و تعاله جعل القران معجزة خالدة ودستورا للأمة الإسلامية، و أشار الله إلى القران باعتباره كتابا “ذلك الكتاب لا ريب فيه”  والكتابة وسيلة تخدم العديد من الأهداف، أهمها جعل الامة تتطور و تتقدم  بالقراءة و الفكر و الثقافة  و الادراك العميق والاستنتاج السليم.

و قال إن الله سبحانه و تعالى جعل القرآن  دستورا الامة و هو دليل على أهمية  الكتاب، و تتأتى هذه الأهمية من ثلاثة عناصر أساسية مرتبطة بالكتاب أولها  القراءة حيث ان  أول آية في القرآن  “اقرأ” ثاني عنصر هو  الكتابة و هو قد أيضا في كتاب الله  في نفس السورة “الذي علم بالقلم”، أما العنصر الثالث  فهو التفكر و التدبر في القراءة و الكتابة ،اذا تفقد عملية القراءة والكتابة معناها دون فكر و الدليل على ذلك قوله تعالي “ليدبروا آياته” حيث أنه  لابد استخلاص الفكرة من القراءة و من طرح فكرة عند الكتابة.

و عدد مجموعة من الشروط  الأساسية لإنجاح عمليتي  القراءة  والكتابة وهي التحلي بالعزيمة  و الاستمرار و الاستمتاع ،باعتبار أن العزيمة هي مفتاح باب  القراءة ، فعادة ما يكون هنالك تململ و ضيق الوقت و الملل و الضجر الذي يشعر به القارئ لكن   يجب محاربتها من خلال الإصرار وتخصيص مدة زمنية قصيرة يمكن أن تكون   5 دقائق  في البداية و المواظبة على هذه العادة التي تصبح جزءا من الروتين اليومي ،هذه المدة القصيرة ستتحول يوما بعد يوم الى مدة أطول لا شعوريا  و يجد القارئ نفسه قد قطع شوطا كبيرا في القراءة دون أن يشعر، ثم يصل الى مرحلة الاستمتاع و تصبح القراءة تغذية للروح و سيسعى القارئ تلقائيا الى ممارسة القراءة، الخطوة الثانية تخصيص الوقت و المكان المناسب لممارسة القراءة  التي تصبح  عنصرا أساسيا في الجدول  اليومي، المرحلة الثالثة الوصول الى مرحلة تشكيل مهارة اختيار الكتب و هي مرحلة  لا يمكن الوصول اليها الا بعد المرور بالمراحل السابقة حيث يصبح القارئ قادرا على   اختيار الكتب التي تناسب فكره و ميوله، المرحلة الموالية هي مرحلة الخروج بأفكار من الكتاب و تنمية القدرة التحليلية و الخروج باستنتاجات  حيث يحصل القارئ  على قوة ادراك عالية  لفهم ما بين السطور و لا يقف عند السطر و المعنى الظاهر للكلمة بل يكشف ما ورائها بعد أن يضعها في سياقها الاجتماعي و التاريخي و الجغرافي و الثقافي .

و نصح الأستاذ الراشد  ببعض الكتب التي اعتبر أنها مفيدة ولابد من الاطلاع عليها و هي كتاب ” الشيخ  و البحر” لمانغوي و كتاب آلام فارتر  ل يوهان غوته و هي كتب متوفرة ويمكن  الحصول عليها بسهولة  كما أنها كتبت  بأسلوب شيق  و تضمنت طرحا مميزا حيث نجح أصحابها في  اختيار الكلمات المناسبة في كل موقف  و في طرح  فكرة بسيطة و قوية في نفس الوقت.

كما نصح  بتوسيع الفكر في المرحلة الموالية من خلال  قراءة بعد الكتب لراسبوتين ،فيكتور هيغو، ماركيث  ، دوستويفسكي ، و هو مؤلفات مترجمة الى اللغة العربية  و متوفرة في مختلف المكتبات  تحتوي على فكر و اهداف و رسالة بأسلوب مميز مشيرا إلى أن الاطلاع على الأعمال المختلفة لا يعني بالضرورة تأييد صاحب الكتاب أو مشاركته آرائه.

 

.

و حسب رأي ضيف الملتقى المراحل السابقة و قائمة المؤلفات لا يمكن أن تكتمل إلا بقراءة  كتاب سقوط الحضارة لكولن ولسون الذي قال  إنه جمع جميع التجارب  الكتابية السابقة ،اذ اخذ مقتطفات من الكتب سابقة الذكر  و كشف المعاني المبطنة  بين السطور حيث قسم كتابه ل 20 فصلا  خصص كل فصل لأحد الكتاب السابقين الذين تركوا بصمتهم و خلدوا أسماءهم.

ثم انتقل الأستاذ الراشد للمحور الثاني  من المحاضرة الرئيسية  هو “لماذا أكتب”  و قال إن الكاتب يجب أن يكون  صاحب فكر و رسالة و رؤية سواء في القصص القصيرة او الرواية أو حتى الرسائل  و كلها يجب أن تصل إلى المجتمع .

و ألقى الضوء على أهم خطوات  الكتابة  بداية من  القراءة لا نفتح عالم الكتابة دونها و هي التي تمكن الكاتب من تعلم  أساليب جديدة و تصنع اسلوبه الخاص ،ثم  مرحلة التجربة  من خلال  كتابه كل الأفكار ، اذ شجع على الكتابة كل ما أراد إيصال رسالة أو التعبير عن فكرة أو خاطرة أكتب حيث سيتم اكتساب  العديد من المهارات الجديدة  و القدرة على تطويع الكلمات إضافة  تطوير  المخزون اللغوي  من التعابير الدقيقة و المناسبة لكل مقام و يكون  الكاتب أسلوبه الخاص و يطبع بصمته في كل ما يكتب   حيث تعكس الكلمات شخصية صاحبها و فكره ، مشيرا إلى  أن أهم المؤلفين في العالم يلتزمون بنفس الأسلوب في مختلف أعمالهم رغم اختلاف الأفكار و القصص التي يطرحونها.

 و في نهاية المحاضرة أشار الأستاذ الراشد إلى أهمية النقد الذي اعتبره عملية طبيعية نظرا لاختلاف الفكر ووجهات النظر و هي عملية ضرورية لتجويد الاعمال مؤكدا أن النقد لا بد أن يوجه للعمل لا لصاحبه موضحا  انه دليل على اجتهاد الكاتب في إيصال فكره و رؤيته .