الملتقى القطري للمؤلفين يناقش حفرة في كف يدي: بين استراتيجية العتبات النصية والمغامرة في البنيات السردية أبريل 13, 2020
بث الملتقى القطري للمؤلفين مساء الاثنين 13أبريل 2020 جلسة نقدية لمناقشة رواية “حفرة في كف يدي” للكاتب القطري عيسى عبد الله عبر برنامج ميكروسوفت تيمز بمشاركة الأستاذ الروائي حجي جابر و أدار الجلسة دكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب و مناهج الدراسات النقدية المقارنة بجامعة قطر.
قال الدكتور عبد الحق إن “حفرة في كف يدي ” رواية اجتماعية اتبعت استراتيجية تجريبية طرحت العديد من القضايا المهمة و الشائكة ، حيث تمكن الكاتب من إضفاء الواقعية على عالم التخييل، و نسج علاقة بين عتبات الرواية العنوان وصورة الغلاف وأحداث الرواية ومضمونها، لكن خيوط الرواية فلتت منه في التنقل بين الرواية الرئيسة والرواية المضمنة “المذكرات ” فكانت المراوحة بينهما تفتقر إلى الانسجام والاتساق، كما أن إطالة الجملة السردية بالوصف قتلها، و من مؤاخذات الدكتور بلعابد على عبد الله انه جعل لغة شخصية سنية “الخادمة” تتجاوز لغة الراوي في حد ذاته من حيث الجمالية والنفس الشعري، كما أن مساحة الحرية المطلقة التي منحها الراوي للشخصيات جعلها تفلت منه و تتجاوز سلطته، واعتبر الدكتور بلعابد أن النهاية الثانية من وضع الكاتب قتلت السيناريوهات الممكنة لتأويلات القارئ وآفاق انتظاراته.
من جهته أشاد الروائي حجي جابر بشجاعة عبد الله الذي اختار المجازفة من خلال وفرة الشخصيات التي كانت معقدة حيث أنه ذهب في بنائها بعيدا متجاوزا بذلك منطقة الأمان التي يلتزم بها العديد من الكتاب لاسيما عند خوض تجربة جديدة، كما بين أن الكاتب سبق الكتابة بمرحلة من التأمل وجعل الأفكار تتخمر ليكون المشهد مكتملا عند الكتابة ،مشيرا إلى أن أهم عناصر قوة هذا العمل الإبداعي تكمن في تمكن صاحبه من تشظية الزمن والمراوحة بين الماضي و الحاضر دون تشتيت القارئ أو جعله يفقد الخيط ،كما أنه نجح في تنويع أصوات الشخصيات و مراعاة الحالة المزاجية للقارئ . في حين كان له مآخذ على الكاتب في عدة جوانب منها الإطالة غير المبررة في سرد الأحداث في بعض الأحيان، في حين أن التحدي الحقيقي أمام الكاتب يكمن في تقديم نص دسم بالمعنى بأقل عدد من الكلمات حيث أن رشاقة اللغة تؤدي أقصاها بأقل استقدام. كما اعتبر أن هناك مبالغة في وصف المشاعر والحالة النفسية للشخصيات حتى تجاوزت مداها في العديد من المواضع و جعلت ردود الفعل تتساوى ولم يكن هناك تدرج في المشاعر بين وضعها الطبيعي و المنعطفات الكبرى في الرواية، و هو ما جعل هذه الردود متوقعة من القارئ.
و ردا على هذه الملاحظات قال عبد الله إن الكاتب لا يستطيع السيطرة على أحداث الرواية وبالتالي على عدد الصفحات، كما أن دور الكاتب يتمثل في دفع القارئ إلى مواصلة القراءة دون الشعور بالممل و لا بعدد صفحات الرواية، مشيرا إلى أنه حاول قدر المستطاع عزل نفسه عن الرواية و ترك الحرية للشخصيات حتى إن الإهداء جاء على لسان الشخصية” سنية، و لم تظهر شخصية الراوي إلا في الصفحة الأخيرة في النهاية الثانية للرواية، حيث أنه تمنى أن لا ننتهي الأحداث بتلك المأساوية، لكن الواقع مأسوي بطبعه.
و أشار الكاتب أنه قام بكتابة هذه الرواية على ستة مراحل و اضطر إلى تغيير أساسها و إعادة بنائها بعد أن كان قد قطع شوطا كبيرا في الكتابة و ذلك لجمع الخيوط المتناثرة، مشيرا إلى أن أحداث حياته أثرت على أحداث الرواية دون أن تظهر فيها، حتى إن اختيار العنوان كان نتيجة تعرضه لحادثة صغيرة بينما كان يقطع غصن شجرة في حديقة منزله ما تسبب له في جرح غائر في كف يده، و قال الكاتب القطري الشاب في نهاية الجلسة أنه فخور بهذه الرواية و أنه سيأخذ جميع الملاحظات بعين الاعتبار و سيعمل على أن يكون الإصدار القادم أكثر حبكة وجدية و انسجاما.
. ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية باعتباره هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة والرياضة تعنى بالاهتمام بالمؤلفين، ويهدف الملتقى إلى الاهتمام بالمؤلفين وبخاصة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين وفق قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي