عقد الملتقى القطري للمؤلفين أمس الثلاثاء 25 فبراير 2020 جلسة كاتب وكاتب الأسبوعية ناقش خلالها كتاب ” الأنساق الثقافية في القصة للقطرية” للكاتب الدكتور رامي أبو شهاب وذلك ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للقصة الموافق ل 21 فبراير من كل سنة.
وقال الدكتور أبو شهاب في الجلسة التي أدارها الإعلامي الأستاذ صالح غريب منسق شؤون الأعضاء بالملتقى القطري للمؤلفين أنه اعتمد على 48 قصة بكل من اللغتين العربية والإنجليزية لمجموعة من الكتاب القطريين لاستخراج وتبيان الأنساق الثقافية وابراز تأثر أصحابها ببيئتهم ومحيطهم.
وقال إنه طبق دراسة ثقافية وقام باستخراج الأبعاد الثقافية والحضارية و قدم قراءة في التحولات الاجتماعية في المجتمع القطري من خلال المجاميع القصصية التي تبناها بالتحليل، إذ اعتبر أن دراسة الظواهر الاجتماعية تعتمد على ممارسة نشاط ثقافي في النصوص و قراءة ما بين سطورها.
وأكد الدكتور أبو شهاب أن لكل ثقافة أنساقها المحتفلة عن بقية الثقافات، وأن القصة حمالة للمعاني وثرية بالأنساق المبطنة بين طيات الأحداث والكلمات. معتبرا أن القصة القطرية من بين القصص الأكثر ثراء من حيث تجسيدها وملامستها لصلب الظواهر والقضايا الاجتماعية إما بطريقة مضمرة أو صريحة في أحيان أخرى.
وبين الدكتور شهاب أن بحثه هذا ليس الأول الذي يهتم بالقصة القطرية لكن بقية الأبحاث ركزت على العناصر الفنية وأغفلت الأنماط الثقافية الموجودة في القصة القطرية وهو ما حفزه على اجراء هذا البحث.
وحدد الدكتور أبو شهاب مجموعة الأنساق الثقافية الواضحة من بينها “الفضاءات المحايدة” إذ اعتبر أن كتاب القصة القطريين تعمدوا تحييد المكان وإضفاء الغموض عليه حيث ظلت أسماء الأماكن التي تدور فيها أحداث قصصهم غير واضحة رغم أن جميع الدلائل تشير إلى مدينة الدوحة أو غيرها من المدن القطرية. و النسق الثاني الذي تبينه الدكتور من خلال دراسته التحليلية هو “الاستئثار و الانفصال” وهو طريقة التمثل للجسد الانثوي في القصة لاسيما لدى الكاتبات القطريات اللواتي اتخذن نظرة متعالية للجسد الأنثوي و كانت معظم كتاباتهم انعكاسا لمواقفهم المقاومة للمنظور الذكوري لجسد المرأة، و كانت تدعو بطريقة صريحة أو مبطنة لتقديم فكرة الروح و عدم التركيز على الجسد، معتبرا أن القصة القطرية تناولت باستفاضة العلاقة بين المرأة و الرجل و صورتها على أنها علاقة غير صحية وغير متوازنة و مبتورة في معظم الأحيان و دائما ما تنتهي بالفشل. النسق الثقافي الآخر الذي بينه الدكتور رامي هو نسق الحيرة من العولمة والحداثة الذي تبينه لا سيما في قصص الكاتب جمال فايز التي كانت تنقل دائما مشاعر الحنين إلى الماضي وصورة الدوحة قبل الأبراج وضوضاء الرافعات والشاحنات والمخاوف من تهديدات الحداثة والعولمة على القيم المجتمعية والأخلاقية. حيث أن القصص القطرية ركزت على التقدم الحضري والعمراني على حساب المنظومة الأخلاقية ورحيل قيم الاصالة واستبدالها بقيم الحداثة وتبنت موقفا جدليا رافضا في معظم الأحيان. النسق الثقافي الخامس في القصة القطرية هو القلق على القيم والخوف من التحول الذي برز بشكل واضح لدى الكتاب القطريين حيث لم يخف الكتاب قلقهم من التنوع ومن الآخر المختلف والتهديدات التي يشكلونها على الثقافة والهوية المحلية. النسق السادس وهو أسئلة الآخر وتضمين القضايا العربية والعالمية وتأثيرها على الأحداث والثقافة والفكر في قطر، كما أنه هناك تركيز على البعد العرقي والخوف من الغرب والصورة الذهنية للقطري في عيون الآخر والعكس.
وفي هذا السياق أكد الدكتور أبو شهاب أن القصة القطرية ليست مهادنة كما يبدو عليها في الوهلة الأولى بل هي في معظمها مسائلة للمفاهيم المجتمعية والقضايا الاجتماعية المسكوت عنها، حتى أن بعض الأعمال تتناول قضايا ميتافيزيقية وناقشت الخطاب الديني المتزمت والعديد من القضايا السياسية التي يتم تناولها بطريقة تخدم سياق الأحداث.
ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية باعتباره هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة والرياضة تعنى بالاهتمام بالمؤلفين، ويهدف الملتقى إلى الاهتمام بالمؤلفين وبخاصة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين وفق قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي.