خلال الجلسة الثانية من مبادرة ضيف مع دكتور حسن رشيد، حاور الناقد والكاتب الدكتور حسن رشيد مساء السبت الكاتب علي عبد الله الأنصاري حول “رحلته في بلاد الأناضول و مسيرته الشعرية”، وتم بث الجلسة التي تم تسجيلها بمكتبة وزارة الثقافة والرياضة عبر قناة يوتيوب الملتقى.
وفي بداية الجلسة قال الدكتور حسن رشيد أن ضيف هذه الحلقة يطرح على الساحة الإبداعية مجموعة من الأسئلة، هل ان الابداع وراثي لا سيما أن لدينا في تاريخنا العربي العديد من النماذج التي أورث فيها الإباء ابناءهم موهبة الكتابة، و علي الانصاري هو فعلا تأكيد لامكانية وراثة المواهب فجده الشيخ إبراهيم ارتبط باطار العقيدة و من ثم مارس العملية الإبداعية أما الاب الشيح عبد الله كان معروفا باهتمامه بنشر الكتب و تناول الابداع اما الأولاد و خاصة الابن الكبير الدكتور محمد فهو مبدع و الشيخ إبراهيم أيضا و الابن الأصغر ضيفنا الليلة فقد ارتمى في حضن الابداع.
و أكد الانصاري أن الاسرة لها دور كبير في تحديد اتجاه بوصلة الأبناء و خاصة في الاهتمام بالقراءة و الكتابة و تلقي المعرفة و الفضول و الشغف المعرفي فيصبح الابن لديه غيرة على الكتابة، فهو تلقف هذا الشغف من جده ووالده و أخيه الكبير و بقية أفراد العائلة من نساء و شباب فقد عاش طيلة حياته محاطا بنوعية فريدة من محبي العلم و المعرفة و الثقافة و الادب و كانت يتم تداول المعلومات خلال الجلسات النقاشية و المجالس و جلسات السمر و هو ما خلق نوع من الإرث، و بمجرد توجيه هذا الإرث الى مجال معين يخرج العمل الإبداعي دون جهد لأنه حصيلة تنشئ و بيئة محبة للعلم، و لا يبقى أما الابن أو الفرد من هذه العائلة سوى صقل الموهبة و الاهتمام بها.
وقال أنه بدأ الاهتمام بالكتابة الإبداعية منذ الصغر فقد كانت تجذبه اللوحة الأدبية من قصيدة من خطاب أو مقال فيجد نفسه يسافر مع الشعراء و يحفظ الشعر و صارت له علاقة قوية بالأغنية الفصيحة و هو ما كان له تأثير كبير في توجيه البوصلة نحو الابداع.
وعن عشقه لأدب الرحالة ورحلته إلى بلاد الاناضول قال في الذاكرة العربية ثرية في أدب الرحلات و هم جزء من، و ان تكلمنا عن تاريخ البلدان الاسكندنافية فلا يعرف لها تاريخ قبل كتاب ابن فضلان الذي ارسله الخليفة في رحلة الى بلاد القرن فوجد نفسه مضطرا الى اكمال المسير الى شمال أوروبا، فهذا الأدب انتقل الى الذاكرة الاوربية عن طريق الكاتب ماركو بولو الا أنه لم يكن أديبا بل كان تاجرا، ومعظم كتاب الرحلات كانوا ضباطا أو قضاة أو أدباء أو شعراء، فاولوا شلبي كان من أهم كتاب الرحلات و قد كتب رحلته الى إسطنبول بأسلوب لطيف و هوما جعل كتاباته تلقى رواجا كبيرا.