ضمن مبادرة ماذا أهديت لقطر: الدكتور حسن رشيد يستعرض مسيرته و انجازاتها التي يهديها لقطر اعلام الملتقى- ديسمبر 22, 2020

ضمن الجلسة الرابعة من مبادرة «ماذا أهديت لقطر»، التي أطلقها الملتقى القطري للمؤلفين، بداية ديسمبر الجاري، تزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر، استعرض الناقد  القطري الدكتور  حسن عبد الله رشيد  أهم إنجازاته الثقافية، ومحطاته الإبداعية التي  بهديها لقطر وتحدث عن مسيرته الطويلة التي عاصر خلالها مختلف التطورات والمحطات الكبرى في تاريخ الاعلام والثقافة في قطر.

وقال الدكتور رشيد إن التحاقه بإذاعة قطر كان من أهم محطات حياته و شكل نقلة نوعية في مسيرته،و كان قد التحق بالاذاعة مع مجموعة  من أوائل الطلبة في الشهادة الثانوية تتكون من قرابة 35 طالب لم يستمر معظمهم في المجال الذي يتطلب حسب رأيه شغفا وموهبة والذي كان صعبا جدا باعتباره ليس  عملا روتينيا  بل هو رسالة سامية و مهمة نبيلة الغاية منها خدمة الوطن والمجتمع،وكان مخيرا بعد الاستمرار في الاذاعة أو الالتحاق بمجال آخر بعد أن لكنه بفضل دعم و توجيه بعض القائمين في الإذاعة قرر الاستمرار و سافر الى القاهرة لدراسة الاعلام  و قد استفاد كثيرا من هذه التجربة حيث كان الاساتذة على درجة عالية من الكفاءة و الثقافة و الخبرة في مختلف المجالات المرتبطة بالاعلام و الفن و الثقافة بشكل عام، لكن كان خريح ثانوي في حيت أن بقية الملتحقين بالمعهد متخرجون من الجامعة و  هن ما ضاعف التحدي بالنسبة له و قررعدم العودة إلى وطنه إلا بعد أن يحص العلم الكافي و الثقافة الازمة ليقدم الاضافة  وهو ما جعله يتميز في الدراسة و يكون من بين الأوائل.

بعد العودة من القاهرة و الحصول على الشهادة عاد إلى الاذاعة وكان شريكه في المكتب حسام رمزي أحد مؤسسي الاذاعة الشاعر والوزير السابق حيدر محمود و قد استفاد من خبرتهما و نقاشاتهما المستمرة في الأدب والثقافة و قد ساهما في تغذية ذاكرته و توسيع معارفه، و كانت الاذاعة بالنسبة له الجامعة الثانية خاصة أنها كانت تزخر بالكفاءات من شتى الجنسيات العربية الذي تعلم منهم احترام المستمع، و قد قدم بعد ذلك برنامجه الشعبي الأول”مساكم الله بالخير” تعلم من خلاله الاقتحام و القيام بالعمل الميداني و الاقتراب من المواطن و محاورته حتى تمكن أن يضع قدمه بثبات في هذا المجال، و بعدها انتقل الى محطة جديدة و هي تقديم الأخبار في التلفزيون كأول اعلامي قطري يدخل المجال والتي أعتبرها من أصعب المهام،وتتالت بعد ذلك انجازات الدكتور حسن في المجال الاعلامى و بنى لنفسه مسيرة حافلة بالنجاح في مختلف مجالات الاعلام من ثقافة و رياضة و سهرات.

و عاد الدكتور حسن ليغوص أكثر في الحديث عن تجربته في الدراسة في القاهرة حيث أكد أن سافر في البداية للدراسة في الكويت و قضي فيها شهرين لكن نظرا لنقص المراجع و الكتب انتقل الى القاهرة التي كان يعتبرها أهم مدن الثقافة و الكتابة في تلك الفترة حيث كانت تجربة ثرية بكل من القاييس سواء من حيث الخبرة التي يكتسبها خارج الجامعة أوسع من تجربة الجامعة في حد ذاتها إضافة الى كثرة الكتب حيث كانت الساحة الثقافية في أوج انتاجها وعطاءها.

وأكد الدكتور رشيد أن الأرضية كانت مهيئة للشباب للعطاء و الابداع في في سبيعيات و ثمانينات القرن الماضي حيث لقي الشباب دعما كبيرا من قبل المثقفين وكيار الاعلاميين الذي كانوا يحتضنون المواهب الشابة ويفتحون لهم المجال،و هوجعله يقتحم أكثر في مجال و يخوض تجارب متنوعة من بينها كتابة ديويتو أغنية ومجموعة من القصص القصيرة و استثمر الحراك الثقافي و الأجواء العامة المحفزة، و قد لاحظ وجود فراغ كبير في مجال النقد لاسيما أن المتخصصين في هذا المجال قد انسحبوا و ابتعدوا و قرر ترك بصمة في هذا المجال للأجيال القادمة و حتى يسد الثغرات الموجودة و يمنع التلاعب بالتاريخ لاسيما في وجود بعض الأقلام الدخيلة التي كانت تكتب ما لا يليق  و لم تكن موضوعية وحيادية 

و قد أصدر عددا من المؤلفات في هذا المجال في مختلف مجالات النقد لتكون أعمالها مرجعا و مصدرا موثوقا للدارسين والباحثين، و أشار أن تواجده في العديد من اللجان و المشاركة في عدة هيئات ساهم في تقديمه إلى الأخر.

و أكد أن واجب المثقف ولاسيما الجيل القديم من المثقفين توثيق تجربته باعتباره شاهدا على العصر حتى لا يفتح المجال للأقلام غير المتمكنة أو التي تحمل أجندات معينة  من غزو الذاكرة الجماعية و التاريخ القطري غهو مازال يحلم برصدج الحراك الفني في مختلف المجالات و هو ما يعتبره واجبا وطنيا مقدسا ، اضافة الى تعزيز المسيرة و دعم المواهب الشابة التي ستحمل المشعل  من بعد.