ضمن مبادرة النقاد و ما يقاربون الملتقى القطري للمؤلفين يناقش من النقد الأدبي إلى الأدب المعرفي ديسمبر 21, 2020

استضاف الملتقىً القطري للمؤلفين ضمن مبادرة النقاد و ما يقاربون الأسبوعية التي يشرف عليها و يديرها  الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب و الدراسات النقدية و المقارنة بجامعة قطر مساء الاثنين الدكتور محمد سالم سعد الله استاذ الادب الحديث بجامعة الموصل بالعراق لمناقشة ” من النقد الأدبي إلى النقد المعرفي” و تم بث الجلسة عبر قناة يوتيوب.

و قال الدكتور سعد الله إن مشروع الاسس الفلسفية لنقد ما بعد البنيوية مشروع حياة كشف العديد من الاسرار النقدية المتعلقة  بعلاقة النقد بالعديد من العلوم و قد تطلب جهدا استثنائيا طرق ابواب النقد منذ عقود، وقد كان بصمته في هذا المسار بتأليف ثلاثة معاجم الاول بتعلق بالمصطلحات البنيوية و معجم لأسماء الاعلام و معجم المصطلحات المتعلقة بهذا المجال موضحا أن المشروع انطلق من مجمل العلاقات  التي تربط النقد  و الادب من جهة و الادب و الفلسفة من جهة ثانية و بين النقد و العلوم الاخرى من جهة ثالثة لإظهار المكانة التي تشغلها الفلسفية في النقد و يوضح اختلال الاطروحات النقدية الغربية غير المتوازنة،

و أكد انه خلص بعد مسيرة طويلة في البحث ان النقد الذي لا يمتلك فلسفة ينطلق منها لا يمتلك أسس بقائه فالفلسفة تمثل ركيزته و شرط استمراره

  و ان النقود المختلفة متحاورة فيما بينها و دخلت في دورة حياة المنهج النقدي الذي يعيش نفس دورة حياة الكائنات الحية و هي دورة منطقية   

معرفية علمية و قد وجد ان النقاد الغربيين الكبار يصلون الى مرحلة تكشف كل اوراقها و تصبح غير قادرة على تقديم الجديد في التحليل النقدي، فالمسيرة النقدية عبر عصور خلت كانت مرتبطة بالفلسفة مؤكدا انه توصل الى مدرسة نقدية جديدة و هي النقد المعرفي المبني على مصطلحات و فكر فلسفي

و اضاف ان النقد يحتاج الى العديل و التحديث المستمر فالنقد الاكاديمي لا يقدم لطلبة و الباحثين ما يغنيهم في كشف اسرار التوجهات العلمية فالقوالب الحالية تحتاج الى اعادة صياغة و هو ما اطلق عليه مصطلح النقد ما بعد الأكاديمية و هو بصدد صياغة بحث في هذا المجال  يتحدث عن التنمية النقدية باعتبار النقد لا يقبل الثبات،

وفد اعتمد في أبحاثه على النظرية التشغيلية للجورجاني التي يعتبرها عقلية عالمية بامتياز ورهن سباق في التنظير للنقد المعرفي  الذي تعامل مع الدال و المدلول كمعطيات للدخول في اطار التحليل، و قد أكد  وجود علاقة بين الفنون المتحاورة ، و دعا الراغبين في دراسة السيميائي في الحقول النقدية العربية الى العودة إلى  المعطيات النقدية العربية القديمة التي مازالت بكرا للاستفادة من الدروس السيميائية بأدوات حديثة لكشف الاسرار المخبأة

وفد اعتمد في ابحاثة على النظرية البلاغية  للجرجاني التي يعتبرها عقلية عالمية بامتياز ورهان السبق في التنظير للنقد المعرفي  الذي تعامل مع الدال و المدلول كمعطيات للدخول في اطار التحليل، و قد اكد الدكتور محمد سعد الله وجود علاقة بين الفنون المتحاورة ، و دعا الراغبين في دراسة السيميائية والمعرفية  في الحقول النقدية العربية  بالحفر في المعطيات النقدية العربية القديمة التي مازالت بكرا للاستفادة من الدروس السيميائية بأدوات حديثة لكشف الاسرار المخبأة،

و أضاف انه بدأ مشروعه في النقد المعرفي منذ قراءة بحث الجورجاني و بدأ في التأسيس له فظهرت معطيات قادته الى الحديث عن منظومة منهجية تعتمد مسارات معرفية فالنقد المعرفي هو نقد شامل واسع و ممتد يستوعب مختلف الميادين النقدية على أساس معرفي وًهو مسار نقدي مستقبلي نظرا لمنهجية العلمية و هل لا يقف عند حقل معين بل يصهر جميعها في بوتقة واحدة لذلك فهو له امكانيات تبشر بكم كبير من المعرفة النقدية التي توسع المعرفة لدى النقاد، فالادراك في هذه المدرسة ينطلق من معارف سابقة وًمن مرجعيات علمية والباحث لانه يشترط سندا معرفيا، لكن هذا لنقد مازال في مرحلة الاشتغال و تطوير أدواته فهو يقدم جهدا اصطلاحيا اذ اوجد مناطق الضعف في مختلف انواع النقد و عززها باجراءات نقدية منهجية، فمختلف النقود السابقة تعتمد على منهجية سياسية استفاد منها النقد المعرفي و بنى عليها تصورا شموليا لتبين جمالية البيان في النص مع تضمين معطيات اخرى تعتمد على مرجعيته الثقافية و الاجتماعية.