ضمن المبادرة النقدية النقاد وما يقاربون الأسبوعية والتي يشرف عليها ويديرها الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة بجامعة قطر والتي تبث كل يوم إثنين عبر قناة يوتيوب، استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الناقدة الدكتورة عزيزة عبد الله الطائي من سلطنة عمان المتخصصة في الأدب العربي الحديث لمناقشة “من أدب الطفل إلى سؤال الذات الكاتبة”
قالت الدكتورة عزيزة الطائي إنها تحاول مقاربة موضوع الكتابة للطفل و المحافظة على تراثه و هويته من خلال الأدب في زمن العولمة كفرد من المجتمع و ليس من منطلق كونها باحثة متخصصة في المجال، ولكن باعتبارها فردا من هذا المجتمع العربي الذي يعيش تخبطا و صراعا نظرت إلى الموضوع نظرة قريبة معمقة نظرا لكونها أما تخشى عن أبنائها من الزلل و تحاول بناء شخصيات متوازنة و قيادية إضافة إلى تخصصها و عشقها لهذا المجال، فقد وجدت أن الطفل العربي هو طفل مهمش يواجه العديد من التحديات و يحتاج إلى الترفيه والأمان و أن يكون جزء من هذا العالم و يثبت وجوده رغم الإقصاء الذي يتعرض له إضافة ما يعانيه من حروب و تشرد و فقر و جوع فهو لا يجد رعاية حتى من المبدعين و المثقفين، فمعظم الأدباء العرب ينهلون من الثقافة الغربية فكتاباتهم تستند بالأساس على الكتب المترجمة و على المعطيات الخاصة بالثقافة الغربية فلا يمثل الطفل العربي في بعده الاجتماعي كما أن الكاتب لا ينظر إلى الأشياء و الأفكار و المفاهيم بعين الطفل ويخاطبه بلغة و فكر بعيد عنه كل البعد و لا يلبي احتياجاته و لا يلامس واقعه .
و أضافت الناقدة العمانية أن الأزمة قد تعمقت مع انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في تأزيم وضع التعليم و الأفراد و الأسر وهو ما وسع الهوة بين الطفل و المجتمع لأنه لم يتم تهيئته لكيفية ممارسة التعليم عن بعد حيث طغى في الآونة الأخيرة الجانب الرقمي الذي لا يراعي في أغلب الأحيان احتياجات الطفل و خصوصياته العمرية مشيرة إلى أن الاحتياجات تختلف مع تقدم سن الطفل وما يجب أن يأخذه الكاتب بعين الاعتبار، و شبهت الطفل بالشجرة الصغيرة التي تحتاج الى عناية لتمتد و لذلك يجب أن يفهم الكاتب و الأهل على حد السواء ميول الطفل و اتجاهاته ومراعاة خصوصية بيئته و ثقافته المحلية، فيجب مراعاة المشترك بين الدول العربية و هو ما لم يتوفر على أرض الواقع و دعت المؤسسات الراعية إلى وضع خطة شاملة و توحيد السياسات و الأطر ليشعر الطفل أنه أمام مكتبة مفتوحة في العالم الرقمي الذي أصبح جزء لا ينفصل عنه، مؤكدة أن غياب النقد في مجال أدب الطفل في العالم العربي هو ما جعل هذا المجال غير قادرا على مواكبة التطورات في العالم.
و تحدثت عن كتابة الذات و تدوينها في الأدب العماني و الذي كان موضوع تخصصها الأكاديمي وبحوثها العلمية، مؤكدة أن الكتابة الذاتية ما هي إلا استكمال لبعض الوجوه التي كشفت ذاتها باعترافاتها للآخرين ومشاركتهم بوحها، باعتبار أن هذا النوع من الكتابات ضارب في القدم في سلطنة عمان سواء في السرد أو الشعر، فالكاتب العماني كتب في شتى الاختصاصات من مذكرات و يوميات و السيرة الذاتية فهو لا يخشى البوح و الاعتراف و قد شهد هذا النوع من الكتابات تطورا و تسارعا ملحوظا وهو ما ساهم في تصفح التاريخ من خلال الرواية فالكاتب العماني أرخ تفاصيل مجتمعه والمكان الذي يمكن أن يكون بطلا سرديا