ضمن مبادرة النقاد وما يقاربون: الملتقى القطري للمؤلفين يناقش تأثيرات التكنولوجيا في الرواية من الورقية إلى الرقمية نوفمبر 23, 2020

ضمن المبادرة النقدية النقاد وما يقاربون الأسبوعية والتي يشرف عليها ويديرها الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة بجامعة قطر والتي تبث كل يوم إثنين عبر قناة يوتيوب، استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الناقدة القطرية المتخصصة في النقد المقارن   الدكتورة صيتة العذبة أستاذة الأدب والنقد الحديث المساعد بجامعة قطر لمناقشة “تأثيرات التكنولوجيا في الرواية من الورقية إلى الحاسوبية” وهو من بين القضايا النقدية التي تشتغل عليه إلى جانب الإبداع الأدبي.

في مستهل الجلسة شرحت الدكتورة صيتة مفهوم الأدب المقارن ليس جديدا بالمعنى المتعارف عليه فهو يرجع الى أدبيات الأدب الأمريكي و تحديدا مع مؤسسه هنري راماك الذي اعتبر أن الأدب المقارن هو دراسة الأدب خلف حدود بلد معين  و هو باختصار مقارنة أدب معين مع أدب آخر أو آداب أخرى أو بمناطق أخرى من التعبير، و هذا التعريف أحدث ضجة في حينه باعتبار المدرسة الامريكية كانت تهدف إلى تجاوز المدرسة الفرنسية، لذلك حاولت أن توسع الأدب المقارن و تدخله في دراسة حقول معرفية  أخرى لمقارنتها بالأدب، و من بين أهم المقارنات التي اهتمت بها الدكتورة صيته هي المقارنة بين الأدب و العلم وبخاصة الجانب التكنولوجي منه، الذي أصبح كثيرا ما يتلاقى و يتمازج مع الأدب،  بعد أن كان كل منهما حقل مستقل بذاته، وأوضحت أنه ليتمكن الأدب المقارن من تحقيق أهدافه في المقارنة بين آداب الشعوب المختلفة و بين المجالات المعرفية الأخرى، لا بد عليه أن ينفتح على هذه الأخيرة، و هو ما بدأ مع بداية الثورة التكنولوجية و دخلت مجموعة من المفاهيم الجديدة المتعلقة بانفتاح الأدب على بقية الحقول المعرفية والفنية من رسم وموسيقى وتلفزيون و التكنولوجيا و أصبح الحديث عن علاقة التأثير و التأثر بين الأدب والتكنولوجيا التي تثمر انتاجا جديدا مواكبا للتطورات و لاحتياجات الجيل الجديد الذي أصبحت التكنولوجيا جزء من واقعه مؤكدة أن العلاقة بين الأدب و التكنولوجيا صار من بين موضوعات الأدب المقارن فهو حقل صار يثير اهتمام معظم الدراسين المتخصصين في هذا المجال فالأدب المقارن طريقة تفكير تفتح جسور التواصل بين الثقافات المختلفة و المجالات المعرفية المختلفة فالشبكة العنكبوتية تطرح احتمالات واسعة للدراسات الثقافية.

وأضافت أن العالم الرقمي يقترب أكثر فأكثر من الإنسان وخير دليل على ذلك هو إقامة هذه الجلسة الأدبية والفكرية عبر وسيط تكنولوجي ومن هنا يتجلى التقارب والتكامل بين المجالين فالمبدع اليوم يمارس فعلي الإنتاج والتفاعل عبر هذه الوسائط ويتنقل عبرها لأشكال أدبية كثيرة وهوما دفع المبدعين الى التوجه إلى هذا الفضاء..

وأوضحت أنها تتبعت تأثيرات التكنولوجيا في الرواية العربية وجدت أن الـتأثير انقسم إلى ثلاثة أقسام أولها متعلق بالرواية المطبوعة التي يتضح تأثير التكنولوجيا فيها من خلال عملية الطباعة والتقنيات والصور  المتبعة لإخراجها وقسم ثاني استخدم التكنولوجيا كوسيط لنقل الحكاية فهناك روايات كتبت في شكل إيميلات  وبعض الروايات الأخرى يتجلى في أحداثها تأثر الكاتب بالتكنولوجيا كذلك العديد من الروايات التي تنشر في المنتديات التي تكون في شكل سلسلة فيصدر كل جزء جديد متأثرا بتفاعل القراء و اقتراحاتهم و هنا يتجلى البعد التفاعلي فالكاتب لم يعد يكتب انطلاق من بعده الفكري الذاتي بل أصبح يتأثر بتعليقات مئات القراء الذي شاركوا بشكل من الأشكال في رسم مسار الرواية ، و هناك مرحلة أخرى من الـنشر و هي إصدار الكتاب في شكل رقمي و إبقاء روحه الورقية ليتمكن القارئ من تحميل الرواية و قراءتها عبر الوسيط التكنولوجي أما المرحلة الأكثر تطورا فهي الروايات التي لا يمكن طباعتها أو تحويلها إلى نسخة ورقية و لا يمكن أن تقرأ إلا عبر شاشة الحاسوب لأنها تحتوي على روابط وأصوات و هي الرواية الرقمية التفاعلية، وهو نوع من الروايات يكاد يكون منعدما إلا من بعض المحاولات الفردية و هوما يتطلب التمكن التكنولوجي للروائي مشيرة إلى بداية الأدب الرقمي في الغرب تعتبر قديمة نسبية 1986 ،   في حين أن أول تجربة في العالم العربي كانت سنة 2001 كما كان لبعض الروائيين العرب في الآونة الأخيرة تجارب في هذا المجال على غرار الروائي الجزائري واسيني الأعرج الذي استأنس بآراء قراءه على الفيس بوك ليطور شخصيات روايته الأخيرة كذلك الروائية القطرية كلثم جبر نشرت بعض فصول روايتها على تويتر خلال هذه الجائحة لتستفيد من ملاحظاتهم في روايتها الجديدة التي ستصدر قريبا.