استضاف الملتقى القطري للمؤلفين ضمن الجلسة الثانية من مبادرة المنصة الثقافية التي يشرف عليها الكاتب حمد التميمي والتي تبث يوميا من الأحد الى الخميس عبر قناة يوتيوب السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية محمد الكواري الذي طرح موضوع ” التعليم المستدام”.
واستهل الأستاذ الكواري محاضرته بطرح مجموعة من التساؤلات حول كيف جاءت فكرة التعليم المستدام و ما هي الخلفية التاريخية لهذه الفكرة و من يسوق لها و ماهي الغاية منها
و أكد أن الهدف الرئيسي و الأساسي من التعليم المستدام هو تحقيق التنمية المستدامة ، حيث ظهرت هذه الفكرة من خلال التغيرات المناخية التي حدثت خلال الثورة الصناعية الكبرى حيث أن العالم عانى من الدمار بعد الحرب العالمية الثانية و بعدها بدأت عملية الإصلاح و البناء من خلال انشاء المصانع و الطائرات و القطارات و حركة كبيرة للإصلاح و هو ما نعكس إيجابا على الاقتصاد لكن كان لها بعض المخلفات السلبية من بينها الانبعاثات الغازية الكبيرة و أطنان من ثاني أكسيد الكربون أدى الى تغيرات مناخية خطيرة في العالم و حصول العديد من الكوارث الطبيعية من زلازل و فيضانات و ارتفاع حرارة الأرض الذي أدى بدوره الى الحرائق في الغابات و ثقب طبقة الأوزون بشكل كبير و تدمير العديد من الأراضي الزراعية و تضاعفت نسب التصحر و هو ما أثر على الاقتصاد و الناحية الاجتماعية و انتشرت المجاعات و بالتالي انعكس على الصحة و التعليم والعدالة الاجتماعية و المساواة بسبب الاستنزاف و كان بعض المفكرين و العلماء يدقون ناقوس الخطر و ينبهون الى تأزم الأوضاع البيئية و بالتالي الاقتصادية و الاجتماعية و الإنسانية و لكن التهافت على الربح المادي والإنتاجية و جشع الشركات الكبرى جعلها تتغاضى عن هذه التنبيهات، بعد ذلك جاءت مجموعة من العلماء الذي بدأوا في السعي لإنقاذ كوكب الأرض من الدمار و حمايته ليكون صالحا للحياة للأجيال القادمة، ومن نشأت فكرة الاستدامة و تم تعريفها رسميا من خلال منظمة الأمم المتحدة و تحديدا لجنة التنمية البيئية و هي تلبية احتياجات الحاضر دون المساس باحتياجات الجيل المستقبلي و تواصلت هذه الجهود الى أن تم سنة 2005 اعتماد وثيقة التعليم للجميع من قبل الأمم المتحدة و هي وثيقة تحث الدول على استحداث مناهج جديدة حديثة تركز على العيش المستدام و التنمية المستدامة و أصبحت هذه اللغة لغة العصر الجديد، وبدأ مفهوم التنمية المستدامة يتداخل مع الجهود للقضاء على الفقر و الجهل و الجوع و توفير المياه النظيفة و الصرف الصحي و حقوق الانسان.
و في سنة 2008 أطلقت دولة قطر رؤيتها 2030 التي تهدف الى تحويل قطر الى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة و تأمين العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل و اصبح التنمية المستدامة النهج الجديد لقطر بالاعتماد على الركائز الأربعة و هي البشرية و الاجتماعية و الاقتصادية و البيئية، و في سنة 2015 اعتمدت منظمة الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة و هي 17 هدفا.
وختم السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية مداخلته بالتأكيد أن التعليم المستدام أصبح حاجة في الوقت الحالي لذلك ودعا الى ضرورة وضع مناهج جديدة للتنمية المستدامة لتنشئة جيل جديد يحمل مسؤولية التنمية المستدامة من خلال ابتكارات للقضاء على الجوع وحماية البيئة وإرساء فكر جديد يؤمن بضرورة ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية لكي لا يقع استنزافها.