اعلام الملتقى-
استضاف الملتقى القطري للمؤلفين ضمن مبادرة المنصة الثقافية التي يشرف عليها ويديرها الكاتب الشاب حمد التميمي والتي تبث يوميا عبر قناة يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي مساء الخميس التربوية والناقدة الثقافية الأستاذة كلثم عبر الرحمن التي سلطت الضوء على “النظرية الفكرية في مدرسة فرنكفورت”.
حيث استعرضت الناقدة القطرية تجربها من خلال شرح أسباب اختيار البحث في مجال الدراسات الثقافية في مدرسة فرنكفورت باعتبارها أول نظرية نقدية تبحث في أنساق المجتمع مما هو مسكوت عنه وتهتم بالتجديد من الناحية الثقافية.
و عرفت في البداية مفهوم النقد حسب أعضاء مدرسة فرانكفورت و هو الوقوف على الظاهرة الاجتماعية بأدوات التجزئة والتفكيك ثم طرح حلول مستحدثة باعتبار النقد أساس تقدم الشعوب والدول و تطورها، و دعت النخبة المثقفين إلى تقديم حلول بديلة تتماشى مع متطلبات العصر واحتياجات الشباب بما يدفع مسار الثقافة إلى الأمام و يسرع مسار الحركة الإبداعية، مشيرة إلى أنها لا تتبنى أفكار المدرسة في مجملها نظرا للاختلافات الثقافية بين بلد نشأة المدرسة وبين بيئتنا العربية الإسلامية لاسيما فيما ما يتعلق ببناء المجتمعات ومفهوم الحرية في بعدها الإنساني، ومن جهة أخرى أشارت إلى أننا نلاحظ ظاهرة خطيرة وهي أن الصناعات الثقافية بدأت في العقود الماضية تبتعد عن الرسالة الإنسانية رغم أنها من المفترض أن تكون الغاية الأسمى من الفن و الابداع و الثقافة فقد أصبح يخدم بشكل أكبر الاقتصاد وأجندة السياسة تحت شعار العولمة و التأثير الإعلامي و الرسائل المبطنة التي لا تخدم قيم المجتمع والمبادئ الإنسانية.
و دعت الشباب الى توسيع ثقافتهم الإعلامية و الاطلاع على كتاب صناعة الثقافة للكاتب ثيودور ادورنو و كتاب الانسان ذو البعد الواحد للفيلسوف و المفكر الأمريكي الألماني هربرت ماركوزه، ليمكنوا من فهم الرسائل الإعلامية الموجهة لهم و عدم التأثر السلبي بها، حيث اهتم الباحثون منذ ستينات القرن الماضي بسيطرة الانسان على التكنولوجيا و العالم الافتراضي لاسيما ماركوزه الذي أصيب بالإحباط بسبب سيطرة التكنولوجيا على الانسان و تم بعد ذلك تطوير هذه النظرية على يد يوغن هبرماس لتكون أكثر اعتدالا و مواكبة للعصر و دعت الى عدم احداث قطيعة مع التكنولوجيا و دعت الى تحقيق التوازن بين الحداثة وأدواتها و الروح الاجتماعية و الانفتاح و التعددية الثقافية نظرا لكونها واقعا معيشا يجب تقبله.