الملتقى القطري للمؤلفين يسلط الضوء على رواية “ثم لم يبق أحد “ أكتوبر 7, 2020
في إطار التعاون بين الملتقى القطري للمؤلفين ومكتبة قطر الوطنية، ناقشت الأستاذة رنا العاني اخصائية معلومات بالمكتبة الوطنية مساء الأربعاء رواية “ثم لم يبق أحد ” للكاتبة أغاثا كريستي، وذلك ضمن فقرة “اخترت لكم من مكتبة قطر الوطنية” التي تستمر على مدار شهر أكتوبر الجاري وتبث عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
وعرفت الأستاذة العاني الرواية بكونها رواية بوليسية تدور أحداثها حول عشرة أشخاص لا يجمعهم أي قاسم مشترك يلبون دعوة غامضة من أشخاص غامضين إلى جزيرة معزولة في جنوب إنجلترا ، وفجأة خلال تناول العشاء يسمعون صوتا لمضيف مجهول عبر مكبر صوت يتهمهم بارتكاب جرائم لم يعاقبهم عليها القانون فما يلبث أحد المدعوين أن يسقط ميتا، ويبدأ الذعر حينما يكتشف المدعوون أن القاتل ليس الا واحد منهم، ثم يتناقصون واحد تلو الاخر.
و انتقلت بعد ذلك الى تعريف الكاتبة التي ولدت في 15 سبتمبر من عام 1890 في مدينة ليفون في إنجلترا و توفين في 12 يناير 1970 في مدينة اكسفورشاير و هو روائية و كاتبة مباحث انجليزية، و تم بيع حوالي 100 مليون نسخة من كتبها، كما تم ترجمة كتبها الى حوالي 100 لغة/ و بدأت آغاثا كتابة أول رواية تحريرية لها أثناء عملها كممرضة أثناء الحرب العالمية الأولى و تمكنت من نشر قضية ستايلز الغامضة سنة 1920، تلقيت تعليمها في البيت مثل العديد من أبناء العائلات الميسورة بحسب عادات بلادها آنذاك ، و حصلت على أول جائزة سنة 1926 عن رواية مقتل جاك اكرويد حيث تمكنت من كتابة 75 رواية بعد حصولها على جائزتها الأولى و كانت كتبها الأكثر مبيعا في إنجلترا و الولايات المتحدة، و تم تحويل بعد رواياتها الى مسرحيات على غرار رواية المصيدة عام 1952 و أصبح بعضها أيضا أفلاما تلفزيونية.
و أشارت إلى أن هذه الرواية “ثم لم يبق أحد” تم نشرها سنة 1939 و تشتهر باسمين أخرين هما “عشرة زنوج صغار” و “عشرة هنود صغار” و هي أسماء عنصرية و مرفوضة في وقتنا الحالي، وهي أكثر رواياتها مبيعا بيعت منها 100 مليون نسخة و هي تحتل المرتبة السابعة في قائمة أكثر الكتب مبيعا في العالم، و استوحى عنواها الأصلي عشرة زنوج صغار من أغنية هزلية أمريكية كتبها سيبتيموس وينير سنة 1868 كان لها العديد من التنويعات، و يعتبر الكثير هذه الأغنية عنصرية و مسيئة، كلمات الأغنية “عشرة هنود صغار ذهبوا لتناول العشاء، اختنق أحدهم وبقي منهم تسعة، تسعة هنود صغار سهروا الى وقت متأخر جدا، أفرط أحدهم في النوم فبقي منهم ثمانية، ثمانية هنود صغار سافروا الى ديفون قرر أحدهم البقاء فبقي منهم سبعة، الى نهاية الاغنية هندي صغير بقي وحيدا، ذهب و شنق نفسه ثم لم يبق منهم أحد.
وأشارت إلى أن جميع شخصيات الرواية ارتكبوا جرائم لا يمكن معاقبتها بالقانون، فمارستون، على سبيل المثال، كان مسئولاً عن موت طفلين بطريقته المستهترة في القيادة، وبدلاً من أن تتم مُقاضاته بشكل عادل، سُحبت منه رخصة قيادته لفترة قصيرة. السيد والسيدة روجر أهملا عن عمد العناية بسيدتهما المريضة للاستلاء على أموالها . الجنرال ماك آرثر أرسل عشيق زوجته في مهمة انتحارية أثناء الحرب. الآنسة برينت قتلت خادمتها نفسها بعد أن طردتها الأخيرة بقسوة من المنزل عندما حملت بغير زواج. وارغريف حكم على متهم بريء بالإعدام. آرمسترونغ أمات مريضة بعملية جراحية أجراها لها وهو ثمل. بلور كذب تحت القسم في محاكمة أحد المتهمين بالانتماء إلى عصابة لإدانته، وبعدها مات الرجل في السجن. لومبارد ترك مجموعة من السكان الأصليين للبلاد يموتون في حرش إفريقي. وفيرا كلايثورن أرسلت صبياً كان في رعايتها عن عمد ليسبح بعيداً عن الشاطئ ويغرق، وبُرأت بسبب ظروف القضية.
ويتوالى موت الشخصيات لأسباب غامضة، بشكل يتبع أُغنية معلقة على جدار غرفة كل منهم، وعلى طاولة في غرفة الجلوس كانت هناك صينية عليها عشرة تماثيل صغيرة لهنود، كانت تنقص واحداً كلما مات أحدهم.
في النهاية يموت العشرة، وتجد الشرطة الجزيرة فارغة إلا من عشر جثث، دون أن يمكن حل الجريمة وكشف المجرم. رسالة في زجاجة تكشف تفاصيل الجريمة فيما بعد، وتكشف القاتل الحقيقي الذي كان أحد القتلى.
وأضافت الأستاذة العاني أن هذه الرواية تطرح العديد من التساؤلات منها عن الجريمة والعقاب، حيث أن العديد من الأشخاص يقدمون على ارتكاب جرائم لا يمكن أن يحاسبهم عليها القانون رغم علم الجميع بذنبهم، و طريقة عيش المجرمين مع ذنوبهم التي تلاحقهم و تؤرق ضمائرهم.
و في نهاية الجلسة استعرضت بعض الكتابات النقدية عن الرواية ، حيث كتبت الناقدة لورا تومسون في صحيفة الدايلي تيليغراف أن أغاثا كريستي تعتمد الأسلوب المقتصد في مفرداته قائلة “ان الرواية ليست عملا أدبيا كلاسيكيا و لكنها قصة مثلى في جنسها الأدبي ” فيما انتقدها الروائي و الكاتب السينمائي الأمريكي رايموند تشاندلر قائلا أنها رواية فاشلة فغالبية جرائم القتل التي ترتكب فيها لا يمكن أن تعكس الواقع ، و أنها تكتب معادلات متحولة في الجبر، و ان الرواية تتسم بصياغتها الجاهزة و كأنها آلة تدور.