استعراض رواية الخيميائي لباولو كويلو أكتوبر 14, 2020
اعلام الملتقى
ضمن مبادرة اخترت لكم من مكتبة قطر الوطنية التي يقدمها الملتقى القطري للمؤلفين على مدار شهر أكتوبر بالتعاون مع المكتبة القطرية والتي تبث كل يوم اربعاء عبر قناة يوتيوب، استعرضت الأستاذة ريم السادة اخصائي معلومات من مكتبة قطر الوطنية رواية “الخيميائي” لصاحبها الروائي البرازيلي باولو كويلو.
و في بداية الجلسة قدمت الأستاذة السادة تعريفا بالرواية باعتبارها احدى أهم الروايات العالمية التي حققت انتشارا واسعا في مختلف أنحاء العالم، و تم ادراجها في موسوعة غينيس للارقام القياسية لأكثر كتاب مترجم لمؤلف على قيد الحياة، حيث ترجمت الرواية الى 67 لغة إضافة الى كونها من اكثر الروايات مبيعا على مر التاريخ، فقد بيع منها أكثر من 30 مليون نسخة في أكثر من 170 بلدا، كما حصدت عددا من الجوائز منها جائزة نيلسون للكتاب الذهبي سنة 2004 لكونها من الروايات التي حصدت مبيعات عالية في أسواق المملكة المتحدة، و جائزة كورن الدولية في ألمانيا سنة 2002 كأفضل رواية، و جائزة غران بريكس للأدب في فرنسا عام 1995، بالإضافة الى جائزة فلايانو الدولية لعام 1996 في إيطاليا إضافة إلى العديد من الجوائز في عدة دول.
كما عرفت اخصائي المعلومات صاحب الرواية باولو كويلو الذي ولد سنة 1947 في ريو دي جينيرو بالبرازيل و نشأ في بيئة متدينة محافظة وكان في مراهقته متمردا و انطوائيا و هو ما جعل عائلته تدخله الى مصحة للأمراض العقلية، و في سنوات شبابه تأثر بحركة الهيبيز التي كانت دارجة آنذاك و التي تتسم أفكارها بطابع التمرد على المجتمع و الثورة على التقاليد المجتمعية، التحق بالجامعة على دراسة القانون بناء على رغبة والده لكنه لم يكمل دراسته بعد الانتهاء من السنة الأولى، في بداية حياته توجه الى كتابة الأغاني و قد تأثر بالثقافة العربية الإسلامية و هو ما انعكس في روايته الخميائي التي نشرت للمرة الأولى سنة 1988.
و تدور أحداث الرواية حول راع اندلسي اسمه سانتياغو، و في يأخذنا الراوي للبحث عن كنز مخبئ في اهرامات مصر، و في طريقه للبحث عن الكنز تعترضه احداث و مواقف كثيرة يحاول من خلالها الكاتب إيصال معان دينية و فلسفية عميقة تتمثل في ادراك وجود الرغبة في الوصول الى شيء ما أو تحقيق هدف معين و تسخر الكون و ما فيه للإنسان، حيث توضح هذا المعنى في أكثر من موضع في الرواية، ولعله يبرز في قول الملك لسانتياغو الراعي “كل منا يعرف في مستهل شبابه ماهي اسطورته الشخصية لأن هناك حقيقة كبيرة في هذا العالم، فأي كنت و أي كان ما تفعله فانك عندما تريد شيئا بإخلاص تولد هذه الرغبة في روح العالم، تلك هي رسالتك على الأرض”.
وأضافت أن وجود مثل هذه الحوارات في الرواية أدى الى قول البعض إنها رواية تعنى بالتنمية البشرية وتطوير الذات مؤيدة هذا الرأي الذي قالت إنه قد يكون صحيحا الة درجة ما حيث أن احداث الرواية تدور حول هذا الشاب الراعي ورحلته لتحقيق ذاته و الوصول الى حلمه و هو الكنز المدفون و بذلك يحقق أسطورته الشخصية.
حيث بدأت الرواية مع الاندلسي سانتياغو اللي كان يرعى خرافه و يتجول بهم من مكان الى آخر بحثا عن المرعى، و في أحدى الليالي و بينما كان نائما في احدى الكنائس المهجورة رأى في منامه كنزا مدفونا بالقرب من اهرامات مصر و قد ظل أسيرا لهذا الحلم و في يوم ما التقى سانتياغو بملك يدعي معرفة ما يجول في خاطره و حثه على البحث عن أسطورته الشخصية و تحقيق ذاته، و قرر بعد هذا الحوار بيع غنمه ليتمكن من السفر لتحقيق ذلك الحلم، سافر الى المغرب و هناك تعرض للسرقة من قبل لصوص و هو ما اضطره الى البحث عن عمل لكسب المال ليتمكن من اكمال رحلته، اضطر العمل لدى صاحب متجر للبلور و تمكن من جمع المال الذي يحتاجه، ووجد قافلة للصحراء تنوي التوجه الى مصر فانظم اليها و تعرف الى رجل انجليزي يرغب أن يصبح خيميائيا و تعلم منه الكثير عن لغة الصحراء و اسرارها و خباياها، و تعلم أيضا خلال الرحلة الاستماع إلى صوت قلبه، و حطت القافلة في طريقه في احدى الواحات و هناك تعرف على فاطمة التي نصحته بالمضي لتحقيق حلمه ووعدته بانتظاره في تلك الصحراء، والتقى سانتياغو أيضا رجلا يدعي أنه خيميائي و انه يستطيع تحويل المعادن العادية الى معادن نفيسة و ثمينة، ساعد هذا الخيميائي سانتياغو كثيرا حيث علمه الكثير من الدروس التي جعلته يفكر و ينظر للأمور بحكمة ،أكمل بعدها سانتياغو رحلته للأهرامات و عند وصله شعر بالفرح الجديد لتمكنه من رؤية الاهرامات بعد رحلة مضنية مليئة بالعقبات، و فور وصوله بدأ في البحث عن الكنز، و ما إن بدأ البحث حتى داهمته مجموعة من اللصوص و انهالوا عليه بالضرب و سرقوا ماله، و هو ما جعله يتعجب مما يحدث له لكنه يدخل في لحظة استدراك عميقة جعلته يفكر في العودة الى بلاده و داره والكنيسة المهجورة التي كان ينام فيها مع خرافه لأتن الكنز سيكون مدفونا هناك، و بالفعل رحل سانتياغو و رجع إلى الكنيسة المهجورة، و قام بالحفر هناك ليجد خزينة مليئة بالذهب و شتى أنواع المجوهرات الثمينة و بذلك تنتهي قصة الراعي الاندلسي.
و تعتبر هذه الرواية رواية رمزية لأن الكاتب أراد من خلالها إيصال فكرة ضرورة السعي لتحقيق الأحلام مهما كان الطريق اليها محفوفا بالمخاطر، ووجود الكنز في بلاد الراعي بدل الأهرامات قد يعكس رغبة الكاتب في إيصال فكرة أنه مهما كان ما تبحث عنه قريبا منك و يسهل الوصول اليه في نهاية المطاف الا أن الرحلة قد تكون أهم من تحقيق الهدف نفسه لأنها فرصة لتعلم الكثير و لتحقيق ذاته، الأمر الذي يجعل الرحلة أهم من تحقيق الهدف نفسه.