ضمن مبادرة اخترت لكم من مكتبة قطر الوطنية استعرض المُلتقى القطري للمؤلفين رواية ” 100 عام من العزلة” للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز ترجمة الأستاذ صالح علماني ، وذلك من خلال لطيفة خالد أخصائي المعلومات في مكتبة قطر الوطنية، و تم بث الجلسة عبر قناة يوتيوب الملتقى
و تعد هذه الرواية أحد أهم الروايات التي كتبها غابرييل غارثياماركيث، وأثناء كتابتها اعترف لأصدقائه أن كتابتها قد أرهقت تفكيره وأتعبته، واستهلكت منه 18 شهر من الوقت، وقد وصف كتابة الروايات بأنها عملية انتحارية!
وقد كان أول نشر لها سنة 1967م، والتي انتشرت بشكل كبير في كافة أنحاء العالم، وقد بيع 8 آلاف نسخة في أسبوع واحد، ومن هنا بدأ نجاح كاتبها على نطاق أكبر، وقد تم بيع عدد أكبر من الرواية وطبعت العديد من النسخ حتى بلغت نصف مليون نسخة خلال ثلاثة سنوات.
وقد ترجمت تلك الرواية إلى 20 لغة من بينهم اللغة العربية، وقد حازت على أربع جوائز دولية، وقد وصل ماركس لقمة نجاحه وعرفه الجمهور عند بلوغه سن الأربعين.
وعرفت اخصائي المعلومات الكاتب غابرييل غارسيا ماركيز بأنه روائي، وصحفي، وناشر، وناشط صحفي كولمبي، ولد في كولومبيا عام 1927م، وقضى أغلب حياته في أوروبا والمكسيك، ويعد من أشهر كتاب الواقعية العجائبية، وتعد روايته ” 100 عام من العزلة” هي الأكثر تمثيلاً لمثل هذا النوع من الأدب.
وبالإشادة لشدة نجاح تلك الرواية، تم إطلاق هذا المصطلح على هذا النوع من الأدب بدءً من سبعينيات القرن الماضي، وفي عام 2007 أصدرت الأكاديمية الملكية الإسبانية ورابطة أكاديميات اللغة الإسبانية طبعة شعبية تذكارية من الرواية.
وقد تميز غارسيا بعبقرية أسلوبه ككاتب، وموهبته في تناول الأفكار السياسية، ولكن انتقده معظم الكتاب لافتقاره للخبرة الكافية في الساحة الأدبية، وأنه يكتب فقط عن تجاربه الشخصية وعن خياله الخاص، وبذلك قد أجمعوا أن أعماله يجب أن لا تكون ذات قيمة!
وقد رد غارسيا على ذلك بأنه قد اتفق معهم في كون الإلهام لا يأتي من الكتب وإنما يأتي من الموسيقى، وعلى الرغم من ذلك فلا يمكن لأحد أن ينكر فضل غارسيا في إعادة تشكيله للأدب وصياغته في كولومبيا بشكل خاص، والقارة الأمريكية اللاتينية بشكل عام.
وقد كاتب روايته خلال فترة تواجده بالمكسيك، وقد كانت سبباً في حصولهم على جائزة نوبل في الأدب عام 1982، وقد اعتبرت واحدة من أهم الأعمال الأدبية في تاريخ أسبانيا، وظهر ذلك خلال المؤتمر الدولي الرابع للغة الإسبانية الذي عقد في قرطاجة عام 2007.
بالإضافة إلى كونها أهم أعمال غارسيا فقد أصبحت أهم أعمال أمريكا اللاتينية، وقد نال غارسيا العديد من الجوائز الأدبية طوال مسيرته مثل: وسام النسر الأزتيك عام 1982م، وجائزة رومولوغاييغوس عام 1972م، كما أنه اشتهر بالعديد من الأعمال الأخرى مثل ليلة الكروانات ومؤكد في ما وراء الحب، كما أنه قد ألف العديد من القصص القصيرة، بالإضافة إلى كتابته لخمس أعمال صحفية، وقد توفى غابرييل غارسيا ماركيز في مدينة مكسيكو بالمكسيك عام 2014، عن عمر ناهز 87 عاماً.
وتعتمد هذه الرواية على عنصر الخيال الذي يجعل القارئ يذهب إلى الحياة البسيطة المليئة بالصراعات بين الأحرار والمحافظين والعديد من الصعاب،وتمتد أحداثها لعشرة عقود من الزمن، فهي قصة لسبعة أجيال من بوينديا، وقد غادر الجد المؤسس لماكوندو، خوسيه أركاديوبوينديا، وابنة عم زوجته،أورسولا إيغواران،ريوهاتشا ، كولومبيا بعد قتل خوسيه لأركاديو بعد مصارعة ديوك نتيجة لتلميحه بأن خوسيه كان عاجزا جنسيا.
ذات ليلة في رحلة هجرتهم ، حلم خوسيه أركاديو بـ “ماكوندو” عندما كان يخيم بجوار النهر، مدينة المرايا التي تعكس العالم المحيط بها،وبعد أن استيقظ ، قرر إنشاء ماكوندو على النهر ، وبعد أيام من التشرد في تلك الغابة، أسسها ماكوندو على أنها مدينة فاضلة.
تخيل خوسيه بوينديابأن ماكوندو كجزيرة محاطة بالمياه، ومن خلاله اخترع العالم تبعاً لتصوره ،وبعد فترة وجيزة من إنشائها، أصبحت ماكوندو مدينة تتكرر فيها الأحداث غير العادية والاستثنائية، بما في ذلك عدة أجيال من بوينديا، الذين كانوا غير قادرين أو غير راغبين في الهروب من المصائب المحيطة بهم.
على مر السنين، كانت المدينة معزولة عن العالم الخارجي، وبصرف النظر عن الزيارات السنوية لمجموعة من الغجر، فقد أظهروا للمواطنين تقنيات مثل المغناطيس والتلسكوبات والجليد.
ويدعى زعيم الغجر ميلكياديس، بأنه يحافظ على علاقة وثيقة مع أركاديو، الذي أصبح أكثر انعزالاً، ومهووسًا بدراسة أسرار الكون التي أظهرها له الغجر، في النهاية ، أصيب بالجنون، وتحدث فقط باللاتينية، واتصلت به عائلته بشجرة الكستناء لسنوات عديدة حتى وفاته.
أخيرًا، تم فتحت ماكندو أمام العالم الخارجي وحكومة كولومبيا المستقلة حديثًا،وأجريت انتخابات مزيفة بين حزبي المحافظين والليبراليين في المدينة، مما دفع أوريليان وبوينديا للانضمام إلى الحرب الأهلية ضد حكومة المحافظين، وأصبح قائدًا ثوريًا بارزًا، حارب لسنوات عديدة، ونجا من العديد من الاغتيالات، لكنه سئم الحرب في النهاية ووقع معاهدة سلام مع المحافظين،وعاد إلى ماكوندو بخيبة أمل وصنع بعض الأسماك الذهبية في الأستوديو الخاص به طوال حياته.
وقد أراد الكاتب يوصل فكرة رئيسية وهي: أن الزمن لا يسير في خط مستقيم، وإنما يسير في دائرة، وقد اتفقت تلك الرواية والتي هي من وحي الخيال مع أحداث كولومبيا وانفصالها عن أسبانيا وإعلان استقلالها وحربها الأهلية التي اندلعت عام 1885م.
وأخيراً وليس آخراً تستمر فعاليات ذلك المُلتقي حتى الأسبوع المُقبل حيث تعرض ندوة أخرى على سيادتكم ويعرض عدد جديد من المقالات المكتوبة التي تخص حياتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعلمية.