ضمن الجلسة الأولى من المبادرة الجديدة التي أطلقها الملتقى القطري للمؤلفين خلال شهر نوفمبر الجاري ” لقاء مع كتاب حول للعالم” حاورت الإعلامية بثينة عبد الجليل الكاتب علاء الدين آل رشي مدير قسم التأهيل الأسري في جمعية Damaszener Verein e.V الألمانية حول كتابه” امنح زواجك الحب الدافئ” وتم بث الجلسة مساء الخميس عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
وفي بداية الجلسة عرفت الأستاذة عبد الجليل المبادرة الجديدة باعتبارها منبرا للكتاب العرب حول العالم للتعريف بإنتاجاتهم الأدبية و الفكرية بما يثري الثقافة والفكر في قطر وفي كافة أنحاء العالم وتفتح جسور التواصل و تقلص الهوة الثقافية بين الثقافات المختلفة، و عرفت ضيف هذه الجلسة الدكتور علاء الدين الباحث المتخصص في قضايا المرأة والأسرة والطفل وكتابه الذي يصب في هذا المجال بعنوان ” امنح زواجك الحب الدافئ”.
و قال الدكتور علاء أن فكرة كتابه جاءت نتيجة المزج بين خبرة ميدانية و اطلاع علمي معرفي جعله يقف على ثغرة مهمة و هي افتقار المكتبة العربية و العالمية الى كتب تتحدث عن أسس العائلة المستقرة التي تساهم في بناء جيل واع قيادي مسؤول، حيث أنه من خلال اقامته في اروبا وجد أن الجاليات التي وفدت تعاني كثيرا من نقل امراضها الى المانيا التي تتمتع بخصوصية مجتمعية حيث تمنح الكثير من الحريات فيفهم معنى الحرية بطريقة مغلوطة ويراها البعض تملصا من كل القواعد و الضوابط مما يؤدي الى بروز العديد من الأمراض الأسرية التي كانت موجودة لكن بطريقة مخفية و هو ما جعل العديد من الأسر تنهار، و كانت مهمته التدخل كفريق اسعافي لتأهيل الأسر المتضررة جراء الحرب و التي نزحت من الشرق واستقرت في ألمانيا و كانت يستمع إلى طرفي الخصام ليعرف لماذا يفتقدون الحب الدافئ في حياتهم، وعلى ماذا بنيت حياتهم الأسرية حتى اكتشف أن معظم الأمراض الأسرية هي نتيجة تراكم زمني والتهاون و عدم الموضوعية وانصاف طرف على حساب الاخر، حيث أن الأنظمة السياسية في معظم دول العالم عجزت عن بناء أسرة متوازنة وخلق جوا دافئا داخل الأسرة بعد أن تحولت من الأنس البيني إلى الأنس الشيئي و التحول إلى العالم الافتراضي والأنشطة الخاصة وانتفى معنى الأسرة المبسطة التي كانت تجتمع على أشياء بسيطة، ثم تعمق في البحث ليبحث في طبيعة الزواج سابقا الذي كان يقوم على الأعراف و على زواج الاضطرار الذي لا ينظر للزواج كعلاقة شراكة، وانطلاقا من هذه النقطة حاول البحث عن حلول قصد اصلاح هذا الوضع لاسيما أن هناك تسويق متعمد لفكرة الخيانة الزوجية و تبريرها وجهات تحث على الطلاق من خلال المسلسلات والأفلام وهي مظاهر الخلل و ثقافة مشوهة تتسلل عبر الانهزامات والخيبات المتتالية التي يشهدها العالم.
و اعتبر الدكتور آل رشي أن السبب الرئيسي و الأصلي للطلاق أن معظم الأزواج لم يعودوا يحملون القناعة و غياب الصدق و سيطرة الأنا و عدم وجود شفافية بين الزوجين و دعا الى تحديد مساراتنا و مراجعة الموروث الذي يحوي الغث و السمين ونأخذ منه المفيد لأسرنا على غرار احترام المرأة لزوجها و تقدير الزوج لزوجته، موضحا أنه في بعض الحالات يمكن أ يستمر الطلاق و يحصل الطلاق النفسي عندما تفقد الثقة بين الطرفين.