ضمن رسالة مثقف عربي: الملتقى القطري للمؤلفين يناقش الواقع الأخلاقي المعاصر وسؤال المعنى اعلام الملتقى- نوفمبر 22, 2020

ضمن الجلسة الرابعة والأخيرة من سلسلة المحاضرات  التي قدمها الدكتور ربيع حمو عضو الأمانة العامة لمنتدى كوالالمبور للفكر في فقرة رسالة مثقف عربي الأسبوعية طرح الدكتور حمو مساء الأحد موضوع” الواقع الأخلاقي المعاصر وسؤال المعنى” وتم بث الجلسة عبر قناة يوتيوب الملتقى.

 حيث قال الدكتور المغربي أننا في حاجة الى مسائلة الواقع الأخلاقي المعاصر و طرح جملة من الأسئلة حول واقع الأخلاق و مدى أهمية الحديث عن سؤال المعنى و اذا كان هناك واقع أخلاقي واحد ، و أكد أن المقصود من سؤال المعنى هو الرؤية التي فرضتها العولمة وواقعها على البشرية تحت مسمى الكونية فأصبحنا نسمع مصطلح الأخلاق الكونية و هي في الحقيقة رؤية تسعى إلى سلخ المجتمعات من هويتها الحضارية بل و سلخ الانسان من هويته الأخلاقية و فطرته  و التي تهدف الة انتاج الانسان المعاصر و الذي يأتي في صورة نموذج يروج له مشيرا ان التطور التكنولوجي الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة صاحبه تردي أخلاقي كبير في مختلف المجالات من اقتصاد و سياسة و العلاقة مع الشعوب و الأمم الأخرى  بينما الانسان المعاصر يتجاوز كونه فردا مشخصا لأنه صار فكرة كجردة عبرت الآفاق لتروج لنموذج خلقي و نموذج ذهني و سلوكي .

و أضاف ان الواقع الأخلاقي المعاصر يطمح أن ينتج انسانا جديدا ينسجم مع رؤيته وفق قيم جديدة تتملص من كل بعد معياري ثابت لأن تلك المعايير تمنح الانسان و المجتمع القوة و الصلابة التي تجعله يقرر و يختار حقيقته و تمكنه من مقاومة الاستعباد بمختلف أنواعه، سواء كانت الاستعباد لقيم الاستهلاك و او الاستعباد لمرجعية تريد فرض هيمنتها.

مؤكدا أن ثورة الاعلام و الاتصال أحدثت اثرا كبيرا في تشكيل هذا الانسان المعاصر فتسلطت الفكرة على الانسان و بم تعد تقبل منه الاخلاق الدينية و مقتضيات الفطرة السليمة و قواعد الاجتماع البشري و الأسري التي سنها الله تعالى للإنسان و أقرتها مختلف الشرائع حيث أنتج هذا الواقع قيما لا إنسانية بعيدة كل البعد عن الفطرة الإنسانية و منها الحرية المتسيبة و التنافس المفترس و الربح المتوحش و العنف و الأنانية و المادية المطلقة، وهو ما أدى الى ابعاد الانسان عن القيم التراحمية  و أدخله في دائرة العلاقات التعاقدية النفعية ففقد الانسان معنى وجوده و غفل عن طرح التساؤلات الوجودية التي تمكنه من استرجاع ذاته و هويته و تصحيح المفاهيم الزائفة ليتمكن من عيش قينة الحرية الحقيقية التي لا تتحقق الا بتزكية نفسه و تجرده من كل عبودية الا لله تعالى، فلا تؤطر تصرفاته فقط خشية الرقابة القانونية و انما يكون الوازع الديني خير مسدد لتصرفاته و تبعا لذلك تتحقق قيمة الحرية و الأمانة و تؤهله لتحقيق قيمة العمران  التي توجهه لحسن عمارة الأرض بالصلاح و ما يفيد نفسه ووطنه و الإنسانية جمعاء.