استضاف الملتقى القطري للمؤلفين ضمن جلسة ” تأملات ” الكاتب مختار خواجة الذي تحدث عن كتابه “سؤال الأخلاق بين النص والحياة” الصادر عن دار الأصول العلمية بإسطنبول 2018.
وأوضح مختار خواجة أن الكتاب يتناول مجموعة من المواضيع الأخلاقية المختلفة والتي كانت في الأصل مقالات نشر بعضها في صحيفة العرب القطرية وبعضها في مواقع أخرى،.
وترجع أهمية مقاربة الكتاب لكونها تحاول تجاوز الأطر التي اغتربت عن النص لصالح فلسفات أو اتجاهات أخرى ولهذا فمن الضروري العودة للنص وفهم تأسيسه للأخلاق.
وينقسم الكاتب مقسم لقسمين الأول فيما يتصل بالفرد والثاني فيما يتصل بالجماعة عبر القصص القرآني وفي الشق الأول يبحث الكتاب الجوانب المتعلقة بمصدرية الأخلاق حيث يجد أن الأقوام المكذبة لجأت للعادات والتقاليد وما سبق من أحوال الأولين لتؤسس نظرتها للحياة والأخلاق وفي مقابل ذلك يدعو القران الكريم للفطرة وعدم تغييرها وانما تهذيبها لتعمل عملها في نفع الإنسان.
وتطرق خواجة إلى التمييز بين الغرائز والطباع والأخلاق حيث تغدو الغريزة طاقة حافزة للحاجات الاساسية ولكن الطباع تمارس ضبطا على الغرائز فان تكرست الطباع غدت خلقا وبهذا المفهوم يمكن فهم حديث العلماء عن الاخلاق الجبلية بحسبانها طباعا تكرست فغدت أخلاقا بتعزيز البيئة.
كما تطرق الكاتب إلى أهمية التمييز بين أنماط الحياة منطلقا من كون الحياة الدنيا ليست الحياة الراهنة بل نمطا من الحياة يكتفي بالراهن ولا يلتفت للمستقبل ولهذا فهي حياة استهلاكية والحياة المنشودة هي الحياة الطيبة التي تتأسس على الايمان والعمل الصالح وينتفي فيها الخوف والحزن فتنطلق طاقات الانسان للعمران
وفي محور الأخلاق الجماعية تناول الكاتب، أسس النداء الالهي الأول لبني آدم عليه السلام حيث أمروا بأخذ الزينة عند كل مسجد والأكل والشرب دون اسراف وهذا يشير لتأسيس الحضارات حول المراكز الدينية وأهمية اتباع الأنبياء والتمسك بالتقوى والإصلاح وترصد الآيات الانزياح نحو منظومة الفاحشة والتي تتضمن الإثم والبغي بغير الحق وتتضمن الكذب على الله، ولضبط ذلك فالله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بإقامه القسط والاتجاه للمراكز الدينية والالتفات للبعث كعقيدة.
وتناول الكتاب كذلك قصة نوح عليه السلام وتأسيسه للشكر كمضاد للكبر واشكالية قوم عاد وحضارة القوة الباطشة وثمود وحضارة الإسراف والفساد وإبراهيم عليه السلام والأساس الأخلاقي كمعزز للفكرة الدينية وكون المجتمعات ولو امتلكت فكرة دينية مشوهة فبإمكانها الفعل الناجح والوصول لنجاح حضاري مقبول عموما وتناول الكاتب في حديثه كذلك المعطيات الحضارية في قصة يوسف عليه السلام وسمات مجتمع عصره وموسى عليه السلام وسمات مجتمع قوم فرعون والدلالات الاجتماعية التي تحملها قصة العبد الصالح وقصة أهل الكهف واختتم بتناول احتواء النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين بالحوار والنصح حتى انتهى تأثيرهم.