ضمن الجلسة النقدية النقاد وما يقاربون: الملتقى القطري للمؤلفين يسلط الضوء على أهمية العتبات كمدخل لتحليل النصوص الأدبية نوفمبر 16, 2020

 اعلام الملتقى 

ضمن الجلسة الثالثة  من المبادرة النقدية النقاد وما يقاربون و التي يشرف عليها و يديرها الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب و مناهج الدراسات النقدية و المقارنة بجامعة قطر والتي تبث كل يوم اثنين عبر قناة يوتيوب، استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الناقد المغربي الدكتور عبد المالك أشهبون متخصص في الأدب العربي والنقد المعاصر والحائز على جائزة كتارا  للأبحاث والدراسات النقدية في دورتها الأخيرة  لمناقشة دور العتبات في تحليل النصوص الأدبية بين القضايا و الإشكاليات.

وعبر الدكتور عبد المالك أشهبون  عن سعادته بالمشاركة في المبادرات النقدية التي يقدمها الملتقى القطري للمؤلفين في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وطريقة تأقلمه مع الوضع الذي فرضه انتشار فيروس كورونا واستغلاله العالم الافتراضي لمد جسور التواصل والتبادل بين المثقفين لا سيما النقاد في مختلف بلدان العالم وتوجه بالشكر لوزارة الثقافة والرياضة القطرية لما تبذله من مجهود لإيصال صوت المثقفين ورسائلهم.

و أكد أن العتبات  هي مدخل النقد الجديد في عالم السرديات  بسماته الشعرية و أن كتاب خطاب الحكاية شكل قفزة نوعية في عالم النقد فقد استحدث مفاهيم جديدة في مجال السرديات على المستوى النظري و التطبيقي و قد اعتمد على رواية بروست  البحث عن الزمن الضائع و طبق عليها مقولاته فأحدث  هذا الكتاب ضجة كبرى جعلت صاحبه جيرار جينات يكتب كتابا ثانيا ليعيد قراءة مشروعه الشعري مرة أخرى، و قدم الناقد المغربي لمحة تاريخية عن نشأة خطاب العتبات الذي انطلق مع كتاب جينيت( عتبات) الصادر سنة 1987، الذي انتقل به صاحبه من مفهوم النص المكتفي بذاته إلى مجال آخر في إطار مشروعه التكاملي و هو علاقة النص بالنصوص الأخرى، أو ما سماه بالمتعاليات النصية،  و هو مشروع متكامل من حيث الأفكار و المصطلحات ،إذ يعتبر أن النص لا يكون مغلقا دائما بل منفتح على نصوص أخرى التي تصاحبه وتحاذيه، وتدور في فلكه، وعلينا عند دراستها أن نحذرها كما عبر عن ذلك مؤسس دراسة العتبات ، كما أشار إلى ضرورة رجوع كل كاتب و ناقد الى موروثه النقدي ليجد بعض العتبات غير الموجودة في الحضارات الأوروبية و الغربية.

  وتحدث عن مشروعه في خطاب العتبات  في السردية العربية الذي تضمن جانبا تعريفيا بالعتبات و جانب آخر لأدوات الكتابة، و ثالثا محاولة الاجتهاد للإضافة النوعية لهذا المبحث خاصة في كتابه ( عتبات الكتابة في الرواية العربية)  فلم يكن هذا الكتاب مجرد إعادة و اجترار معلومات سابقة حيث اشتغل بعمق على صور أغلفة الروايات، ودراسة العنوان، وخطاب المقدمات ، واعيا بمقلة المؤسس (احذروا العتبات) لأن الكثير من النقاد و الباحثين لا ينتبهون إلى كون الباحث في العتبات لا يعزلها عن محتوى النص و صميمه الذي انتجت فيه و هوما يشكل علاقة تضايفية بينهما فلا يمكن أن تفهم العتبات الا من خلال قراءة النص فالنص في كثير من الأحيان يشير الى العتبة حين يتحدث النص عن نصه الموازي فيصبح العنوان جملة جوالة في النص مشيرا الى أنه في بعض الأحيان يعطينا العنوان إشارات مغلوطة عن محتوى النص على غرار عنوان رواية ذاكرة الجسد الذي قد يحيل للقارئ في الوهلة الأولى الى التفكير في الجسد على المستوى الملموس لكن ما يقرأ الرواية سيفهم أن المقصود بالجسد هو الوطن فمن لا يقرأ النص يمكن أن يسيء الفهم، اما المقدمات فتنقسم الى ثلاث أنواع المقدمة الذاتية و الغيرية و المقدمة التخييلية التي يوليها بعض الكتاب اهتماما كبيرا فيمكن أن يصل عدد صفحاتها 20 صفحة في حين يرفضها البعض الاخر رفضا قاطعا و أكد على ضرورة الدقة في المصطلح الذي يمكن أن يتسبب في الفوضى في حال كان غير مناسب و يجعل المتلقي يصاب بالتشويش و الحيرة و الارتباك .

 و ختم الناقد بأهمية دراسة العتبات دون إغفال ربطها بنصها، كما يجب الالتفات إليها من قبل الباحثين والدارسين لأنها أو مدخل لفهم النصوص الأدبية وغيرها، لأن العتبات نصوص محاذية لنصها الأصلي بها يقرأ ويفهم ويؤول لهذا عليا أن حذر في دراستنا للعتبات النصية.