استعرض كتابك “طريقك للتحكم بعالم من اختراعك” أكتوبر 21, 2020
ضمن جلسة اخترت لكم من مكتبة قطر الوطنية التي يقدمها الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية كل يوم اربعاء على مدار شهر أكتوبر الجاري والتي تبث عبر قناته يوتيوب، استعرضت الأستاذة إيمان الشمري اخصائي معلومات كتاب “طريقك للتحكم بعالم من اختراعك” للكاتبة القطرية الدكتورة مجد خالد الزيارة.
واستهلت الأستاذة الشمري الجلسة باقتباس من غلاف الكتاب ورد تحت العنوان الرئيسي “سأجعلك مؤلفا سينمائيا” حيث أن هذا الكتاب هو خلاصة أفكارها و خبراتها حيث أن سيرتها الذاتية تزخر بالخبرات الأكاديمية و العملية في الكتابة، فهي حاصلة على الدكتوراه الفخرية في الكتابة الإبداعية من جامعة كاليفورنيا للعلوم والتكنولوجيا و هي مبتكرة المدرسة الفنية الجديدة المعاصرة و التي تسمى الرواية السينمائية” التي تقوم على تعليم الناشئة تذوق علم السيناريو، أول اصداراتها مذكراتي المشفرة و هو عبارة عن مدوناتها الشخصية و التي كانت تكتبها منذ صغرها و التي ترجمها الكاتب باللغة العربية و الفرنسية واعتمد جزء منها في مناهج بيروت، كما أنها أصدرت رواية تيريترا و التي تندرج ضمن مدرستها الأدبية الجديدة” الرواية السينمائية” و أيضا كتاب “محكمة ديك” و الذي يصب في ذات المدرسة، وهي أيضا ممثلة حملة الأيادي البيضاء اعلاما من أجل المرأة التابعة لجامعة الدول العربية منذ سنة 2008، و دخلت لكتاب غينيس من خلال العمل المبدع المرأة النموذج، و قدمت عدة ورشات عمل و محاضرات في اسكوتلندا و لندن و هي أيضا سيدة أعمال، كما كانت قد حلت ضيفة على المكتبة القطرية في عدة مناسبات لتقديم ورش للكتابة خلال العام الماضي و العام الحالي.
و يعد كتاب “طريقك للتحكم بعالم من اختراعك” خلاصة أفكارها و تجاربها حيث تقول في مقدمة الكتاب “كما أن نهرا يرفد آخر لتكوين تيار دافق كذلك صبت الكتابة مختلف مؤلفاتها في هذا المؤلف، فشكلت بذلك مدرسة جديدة لمعرفة جديدة غير مسبوقة.
ينقسم الكتاب الى سبع مشاهد و قد اخترت مصطلح مشاهد ليعوض مصطلح الفصول في الكتب التقليدية حيث يضمن المشهد الأول الاستعداد للتأليف الذي يتضمن ولادة فكرة، كذلك ايماننا بقدراتنا، سر الايمان بالقدرات و سر التوجه، أما المشهد الثاني فيتحدث عن القصص التي تحتاج إليها لتحقيق ما تأمله من الكتابة و كيف تقنع الجمهور بفكرتك و كيف تؤثر في الجهور و طريقة امتلاك مهارات كتابية مقنعة، في حين يتحدث المشهد الثالث عن اساسيات المشاهد السينمائية من حوار وشخصيات والحبكة والمعالجة والموسيقى والمؤثرات الصوتية والمناظر والشكل الخاص بالنص السينمائي ” الفيلم” و المونتاج و الفيلم بين الفصول والمشاهد، أما المشهد الرابع فيتناول مواصفات المؤلف الناجح و الشروط اللازمة ليتمكن الشخص من اتقان الكتابة من خلال قوة جذب الانتباه و الاحترافية و تنمية الذات و الظهور في مظهر حسن، المشهد الخامس يركز على كيف ستحصل على تعاقد لتجد عملا ككاتب سيناريو، كيف تعرف شروط الدفع و كيف تنجو ككاتب سيناريو حيث أن بعض القصص قد تودي بحياة أصحابها، أما المشهد السادس فيتضمن كيف تبدأ في كتابة قصة و كيف ترسم شخصياتها، المشهد السابع يتمحور حول المصطلحات الخاصة بالسينما، والجزء الثامن و الأخير فيحتوي على المراجع الخاصة و التي يمكن الاستفادة منها في حال أردت توسيع معارفك، كما أن رواية تيريترا فهي مستلهمة من أسطورة جلجامش من بلاد الرافدين التي تتحدث عن شخصية يملأها الشر و لكنها استطاعت أن تخرج من المشاكل و المصاعب حيث أنها مزيج رائع بين الأسطورة القديمة العتيقة و تم تطبيقها في المجتمع القطري كأن تريترا هي نفسها شخصية جلجامش في المجتمع القطري، فهي تصف المجتمع القطري بكافة مكوناته بطريقة معاصرة و جميلة و فكاهية رغم الرعب الذي تتسم به بعض المشاهد.
و تعد تريترا تطبيقا عمليا للمدرسة التي تتبناها الدكتورة مجد في رواياتها السابقة سينمائيا حيث تتميز الرواية السينمائية بعناصر أكثر دقة في وصف المشهد كأنه مشهد سينمائي، كذلك في “محكمة ديك” الموجهة للأطفال و في نفس الوقت للبالغين تتحدث عن قاض في كوكب التعاسة سافر الى كوكب السعادة و خاض تحديات جديدة تؤثر في مساره الشخصي و نظرته للحياة، و هي مليئة بالعبر في طريقة التعامل مع الحياة و الصعوبات التي تواجهنا، كذلك طريقة استخدام المال بطريقة عادلة” حيث تقول الدكتورة مجد الكثير من الحكم فتقول في بداية الكتاب” ولادة فكرة هي عملية أما كتابة السيناريو فهو ناتج عهن هذه العملية، فهي تأخذ بيدي الراغبين في الكتابة و تبين لهم أن عملية الاستعداد للكتابة و التأليف يتطلب الممارسة،و شبهت تعلم الكتابة بتعلم الطبخ، فكتب الطبخ لا تجهل الشخص طباخا ماهرا بل التجربة و الممارسة و بينت الفرق بين قواعد الكتابة، أصول الكتابة و أهمية الايمان بالذات و القدرة على التأليف و الذي يعتبر نصف الطريق “ان لم تكن مؤمنا بذاتك فلن يقنعك أحد أنك كاتب”، كما تحدثت عن سر التوجه وهو أقرب الى فلسفة السرنديب المعروف في سيريلانكا والمقصود به البركة بمعنى أنه بمجرد أن تنوي أن تصبح كاتبا فكل الطرق تتيسر أمامك، كما أكدت أهمية الاطلاع على كتب حول كتابة السيناريو، كما قدمت لمحة تاريخية عن تاريخ السينما و استعرضت نماذج عديدة من الأفلام السينمائية، و عادة ما تشجع الدكتورة مجد في جميع الورش التي تقدمها على قاعدة المثيرة تخالف المتداول و هي في “العجلة السلامة و في التأني الندامة” لأن الالهام قد يغادرنا اذا لم ندون ما يخطر ببالنا فورا .