د.بثينة الأنصاري في محاضرة نظمها الملتقى القطري للمؤلفين: لا بد من التخطيط الاستراتيجي و تقديم المبادرات الهادفة لتعزيز الهوية الوطنية القطرية يونيو 11, 2020

ضمن حملة تعزيز الهوية الوطنية القطرية التي أطلقها الملتقى القطري للمؤلفين منذ  شهر مارس الماضي، قدمت الدكتورة بثينة  الأنصاري خبيرة تطوير استراتيجي و موارد بشرية  مساء الخميس محاضرة بعنوان ” تعزيز الهوية الوطنية من خلال التخطيط الاستراتيجي وبناء المبادرات” عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.

و عرضت دكتورة الانصاري في مستهل محاضرتها محاور و عناصر الهوية الوطنية  و أهم التحديات التي تواجه الهوية ودور التخطيط الاستراتيجي في حمايتها و تعزيزها .

وعرفت الهوية بكونها مجموعة من الصفات و السمات التي يتحلى بها شخص أو مجموعة وتصبح سلوكه مشيرة إلى أنه لكل أمة خصائص و سمات تتميز بها عن غيرها و تخسر الأمم كل معاني وجودها و استمرارها في حال خسرت هويتها.

 

 و ذكرت  أن أهم عناصر الهوية الوطنية التي تساعد على التخطيط الاستراتيجي هي الموقع الجغرافي حيث تشترك الأمة في حدود جغرافية واحدة وأرض واحدة ، و التاريخ المشترك على مر العصور والأيام  إضافة الى اشتراكهم  في نظام مالي واحد كالعملة المستخدمة و العلم  باعتباره الرمز  الذي يجمع  أبناء الشعب الواحد والقضية الواحدة، والحقوق المشتركة مثل حق  التعليم حق التعبير عن الرأي وحق الحياة بكرامة وعزة على أرضهم وحق الملكية  وحق العمل وغيرها من الحقوق التي تجسد معاني الهوية الوطنية . و أيضا الواجبات الفردية والجماعية،.الواجبات الفردية التي يقوم بها كل  فرد في مجال عمله وتخصص، .أما الواجبات الجماعية فهي التي يتعين على المؤسسات القيام بها نحو مواطنيها كمؤسسات التعليم والصحة والبيئة والسلطة الحاكمة بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية .

و تحدثت د. الأنصاري عن أهمية٠ التخطيط الاستراتيجي  الذي  يضمن استمرار الهوية الوطنية للأجيال  القامة من خلال المبادرات ، و تبدأ هذه العملية من خلال تقييم البيئة الداخلية  المتمثلة في نقاط القوة و نقاط الضعف  البيئة الخارجية وهي  الفرص و التحديات .

و من ثم يتم تحديد الأهداف  بطريقة دقيقة فلا بد أن تتوفر في الأحداث مجموعة من الصفات وهي أن تكون قابلة للقياس و تكون مناسبة للعصر و تكون أيضا قابلة للتنفيذ وتحدد بفترة  زمنية معينة لا يجب تجاوزها لتحقيق الهدف. 

كما ذكرت خبيرة التطوير الاستراتيجي جملة من المؤشرات لقياس الأداء  منها مؤشرات كمية و هي الإحصاءات و البيانات الرقمية المختلفة و أخرى تطبيقية تتعامل مع عمليات الإدارة الموجودة و مؤشرات توجيهية توضح إن كانت الإدارة تتحسن و تتقدم أو العكس  و مؤشرات كفاءة فيما يتعلق بالموارد المالية و الطبيعية و البشرية و الزمنية  إضافة الى مؤشرات الفعالية في تحقيق المتطلبات وفق المواصفات و مؤشرات إنجاز العمل  و مؤشرات تشغيلية عملية،

و عددت د.بثينة مجموعة  من التحديات التي تواجه الهوية الوطنية القطرية  من بينها كثرة استعمال اللغات الأجنبية بدل اللغة العربية  في المعاملات اليومية و خاصة في فئة الشباب و دعت إلأى اطلاق العديد من المبادرات لتعزيز اللغة العربية التي تعتبر عنصرا مهما و أساسيا للهوية القطرية  لاسيما  أن المجتمع القطري يتميز بكثرة الجنسيات المقيمة و تنوع العادات و اللغات و هوما قد يؤثر على الهوية   .

واعتبرت أن الدور الأساسي لتعزيز الهوية الوطنية يقع على عاتق قطاع التعليم في الدولة التي يجب التي تهتم بركائز الهوية بالتعاون مع العائلة  لحماية الهوية لكي لا يتأثر بالعوامل الخارجية مثل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام و غيرها.

كما دعت العائلة القطرية إلى  زرع  المبادئ و القيم الأخلاقية الأصيلة للشعب القطري في الناشئة لكي تحافظ على الهوية الأخلاقية  التي وارثها عن الأجيال السابقة.

و استشهدت  بالتجربة الفلسطينية في المحافظة على الهوية الوطنية و اعتبرتها نموذجا متميزا في القدرة على المحافظة على الهوية رغم الاحتلال حيث انهم استمدوا ثقافتهم من الأدب و الفنون و لاسيما الشعر حتى انهم تمكنوا من التعريف بهويتهم للعالم بطريقة راقية و تعلق في الأذهان  و هي تجربة لابد الاستفادة منها.

مشيرة الى ان الظروف الاستثنائية تساهم في تعزيز الهوية الوطنية و هو ما حصل مع قطر في بداية الحصار حيث ظهرت الروح الوطنية و انتماء ووفاء الشعب القطري لبلاده و حكومته و اتحاده ليكون صوتا واحدا و موقفا موحدا  و أكد أن وحدته و حبه لوطنه و اعتزازه به جزء من هويته.