خلال الجلسة الأولى من المنصة الثقافية: الدكتور سيف الحجري يناقش أهمية القيم في تحقيق كرامة الفرد والمجتمع نوفمبر 8, 2020

استضاف  الملتقى القطري للمؤلفين يوم  الاحد 8 نوفمبر في الحلقة الافتتاحية من  المبادرة الجديدة  “المنصة الثقافية” والتي يشرف عليها الكاتب القطري  الشاب حمد التميمي  السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية الدكتور سيف الحجري والذي تحدث عن أهمية القيم في تحقيق كرامة الفرد والمجتمع، و تم بث  الجلسة عبر قناة يوتيوب.

 و اعتبر الدكتور الحجري أن القيم تلعب الدور الرئيسي  في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار و أيضا  في حفظ كرامة الفرد و المجتمع ، و عرف القيم بكونها مصلحا جامعا لكلمة قيمة وهي تعني الثمن الغالي و هي مجموعة من الصفات و الاخلاقيات التي يتميز بها البشر عبر العصور و هي تقوم على حياة المجتمعات في تعزيز النماء و الاستقرار و يمكن تجسيدها من خلال الأفعال و الأقوال، و ما يدل على  أهمية القيم أ ن الله سبحانه و تعالى أرسل الرسل والأنبياء الى الأمم و كان شغلهم الشاغل هو تعزيز قيم هذه المجتمعات، فهؤلاء الأنبياء كان لهم رسائل مليئة بالقيم سواء فيما يخص علاقة الفرد بخالقه أو في علاقته بأخيه الانسان حتى تستقر الحياة في الأرض ، كما أكد الأنبياء على أهمية علاقة الانسان ببقية المخلوقات على الأرض، و أيضا دعوا الانسان للمحافظة على ارثه و التراكم الحضاري للإنسانية و تقدير المعرفة لما لها من فائدة للأجيال القادمة.

 وأضاف أنه من أهم البراهين الأخرى على أهمية القيم هو البرهان التاريخي الذي كشف اندثار و اختفاء العديد من الحضارات التي وصلت الى درجة عالية من التقدم لكن تراجعت  في قيمها و أخلاقها و فقدت حضارتها نتيجة اهمالها في تربية النشء و عدم محافظتهم على ارثهم.

و أوضح أن مرجعيات القيم تختلف فالنسبة لنا كمسلمين مرجعيتنا الأساسية هي تعاليم الدين الإسلامي الحنيف و السنة   و السيرة النبوية المليئة بالتجارب والغنية بالعبر التي تجعل الانسان آمنا في الدنيا و الاخرة، و كذلك تجارب السلف الصالح التي انتقلت لنا   و التي كانت غنية بالتكافل و التعاون و التراحم و الصدق و الأمانة و كانت خير مرجع للأولياء لنقلها لأبنائهم لتصبح جزء من حياتهم و سلوكهم اليومي سواء كانت قولا أو فعلا،

و اوضخ أن التربية  السليمة و تعلم القيم يبدأ من الاسرة التي يجب أن تقوم بدورها في تربية الأبناء على القيم الحسنة و الفاضلة منذ الطفولة المبكرة، مؤكدا أن  هناك العديد من التحديات التي تواجه المربين و الاسرة الحاضنة حيث أن الفجوة بين الأجيال توسعت و اصبح من الصعب نقل القيم و الحسنات من الآباء للأبناء و لم يعد الامر بالسهولة و السلاسة التي كان عليها في الماضي و أصبحت الاسرة مجبرة على بذل جهود أكبر، و بالتالي اصبح تعارض القيم و الاختلافات يتجلى بشكل أوضح في المجتمعات المصغرة كالحي الذي أصبح يحوي  أشخاص من مشارب مختلفة و أصبح التعامل أكثر صعوبة، أما الحاضنة الثانية للتربية فهي المدارس من التعليم المبكر الى الجامعة فهي في غاية الأهمية و دورها لا يقتصر على المعرفة بل هي تتحمل جزء  من المسؤولية في جعل هؤلاء الافراد افراد فاعلين و نافعين لمجتمعاتهم و مؤثرين، كما أن المجتمع أصبح فيه الكثير من المؤثرات التي يتقاطع معها النشء و التي قد تكون في بعض الأحيان بعيدة عن الصفات المحببة و القيم الخاصة للمجتمع.

و خلص ضيف المنصة الثقافية في نهاية مداخلته إلى أن كل هذه المنظومة يجب أن تعمل بطريقة متكاملة و بنفس الجهد لتحقق الهدف الموحد  المرجو هو المحافظة على القيم التي يمكن توظيفها في أي نشاط بشري لأنها لا تتغير بتغير الزمن لكنها تدعم بالمعرفة مشيرا الى أن القيم  تواجه العديد من التحديات التي لم يمكن تجاوزها إلا من خلال تكاتف جميع الجهود.