خبيرة التطوير الاستراتيجي د.بثينة الأنصاري : المبادرات التي تشجع على الاجتهاد و الالتزام تخدم رؤية الدولة و تعزز الهوية يناير 4, 2021

قدمت الدكتورة بثينة الأنصاري خبيرة التطوير الاستراتيجي  مساء الخميس محاضرة ثانية حول دور التطوير الاستراتيجي في تعزيز الهوية الوطنية القطرية بعنوان”دور مؤسسات الدولة في تعزيز الهوية الوطنية من خلال المبادرات” و ذلك عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.

 استهلت د. الأنصاري هذه المحاضرة بتعريف المبادرة بكونها  الفكرة أو المشروع الذي يحرك المياه الراكدة و التي يحدث التغيير سواء في الرؤية أو الأفكار أو على أرض الواقع من خلال أدوات و برامج جديدة مواكبة لمتطلبات السوق المحلي و العالمي فهي تعتبر المحرك الأساسي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات و هي الدعامة الأساسية للدفاع عن المجتمع من الغزو الثقافي و الاجتماعي و مجابهته من خلال تعزيز الهوية الوطنية و الاعتزاز بالتاريخ والحضارة و الإنجازات.

و قالت إن المؤسسات لها دور مهم  في بناء المبادرات التي  تعزز الهوية  الوطنية القطرية  موضحة الفرق بين المبادرات الفردية و مبادرات مؤسسات الدولة، حيث أن المؤسسات تعتمد على ثلاث عناصر أساسية لتحديد مبادراتها و هي المهمة و الرؤية و القيم.

مشيرة إلى وجود نوعين من المبادرات الأفقية و الثانية عمودية، حيث أن المبادرات  الأفقية  هي التي تخاطب جميع فئات المجتمع دون استثناء و هي منتشرة بطريقة بسيطة ، أما العمودية تستهدف فئة معينة من المجتمع  و لها العديد من الشروط و الخصائص لأنها موجهة و تخدم مجموعة بعينها.

.

و تتأتى أهمية المبادرات من قدرتها على تهيئة البنية التحية القوية لاستشراف المستقبل الذي يوضح السيناريوهات الممكنة لمدة 20 سنة القادمة  ووضع خطة لتحقيق الأهداف و استغلال المواد المتاحة  لوضع حلول لما قد يحتاجها  المجتمع في المستقبل.

 و أوضحت أن هناك ثلاث دوائر من المجموعات  التي لها  تأثير مباشر على خلق المبادرات و هي دائرة الاهتمام و نسبة كبيرة من  أفراد المجتمع   و هم أصحاب التعليقات السلبية  الذين يتصيدون الأخطاء و يعتقدون أنهم الأجدر و الأقدر على حل جميع المشاكل  التي عجزت المؤسسات على حلها.

الدائرة الثانية دائرة التأثير و هي نسبة قليلة من المجتمع و هم الذي يساهمون في تحريك عجلة الاقتصاد و الثقافة و السياسة و الذي يرغبون في تقديم الإضافة للمجتمع و يساعدون بقية الافراد  لتطوير مهاراتهم و هي ثقافة مطلوبة في المجتمعات و هم أصحاب المبادرات 

 

 أما الدائرة الثالثة  فقد حددها العلامة الكاتب في التنمية البشرية ستيفن كوفي في كتابه ” العادات السبع” الذي ذكر أن هناك معادلة تتكون من ثلاث عناصر و هي البيئة و ردة الفعل و التي تؤدي بعدد من المخرجات في حال جمعها ، وتحقق  النتائج على أرض الواقع و قد  دعا صاحب هذه المعادلة  إلى ضرورة التركيز  على ردود  الفعل و عدم التأثر بالبيئة بشكل كبير حتى تتمكن من تحقيق مخرجات و نتائج ذات فائدة على المؤسسات.

كما نصحت  الخبيرة الاستراتيجية أصحاب  المبادرات  بالتحلي بالصبر  والتفاؤل وضرورة التأكد من مطابقة المبادرة لأهداف المؤسسة وكونها تحل مشكلة موجودة  و تجربتها و التأكد من جدواها قبل عرضها لكي لا  يتم رفضها 

و ذكرت ثلاث أنواع من افراد المجتمع الأول هو الفرد  الذي يعمل على توصيل رسالته 

النوع الثاني الذي يقدم اقتراحات و حلول و مبادرات  أما الفئة الثالثة و في الفئة المنتقدة التي تعيب على كل ماهو جديد و ترفضه و التي يكون لها تأثير سلبي.

و استشهدت بمبادرتين  كانت شاركت فيهما الأولى مبادرة تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية لدى المؤسسات و تعزيز القطاع غير الربحي و تسعى هذه المبادرة على حث أصحاب المؤسسات لا سيما الخاصة على ضمان حقوق الأفراد سواء كانوا موظفين او عملاء لها وتدعوهم  إلى دعم الموظفين  و هي مختلفة عن التسويق و تختلف عن منظومة الرعاية و غايتها فقط خدمة  المجتمع ، 

المبادرة الثانية جائزة التميز في الأداء الحكومي و هي مبادة مهمة لاسيما ان الدولة تستعد لاستقبال كأس العام 2022 و توقعت الدكتورة الانصاري أن هذه المبادرة ستكون نتائجها مبهرة و ستحسن من مستوى آداء الموظفين في القطاع الحكومي و أن  تحقق تعزيز الهوية القطرية لان جودة الأداء  الحكومي و المنافسة مهمة جدا نظرا لتنوع الفئات المستفيدة من خدماتها و هذه المبادرة تعزز ثقافة الاجتهاد و الالتزام و تشجع على  تحديث الآليات و السياسات المتبعة . واعتبرت هذه المبادرة مدرجة ضمن رؤية الدولة.

و أكدت  الدكتورة الأنصاري على ضرورة وجود مؤشر يدل على تحقيق الهدف و هي بطاقة التوازن الذي يجب أن تعتمد  في تقييم المشاريع و المبادرات في المؤسسات الربحية و غير الربحية وبالتالي يمكن تحديد النتائج التي تمكن من قياس مدى نجاح المبادرة و جدواها 

 

و يشار الى أن هذه المحاضرة هي تتمة للمحاضرة الأولى التي كانت قد قدمتها الأسبوع الماضي و التي تحدثت فيها عن تعزيز الهوية القطرية من خلال التخطيط الاستراتيجي و تطرقت فيها لتعريف الهوية الوطنية و عناصرها و أهم التحديات التي تواجهها ولأهمية التخطيط الاستراتيجي و أهدافه و مؤشرات قياس الأداء و انتهت بالمتابعة و التقييم.