قدمت الدكتورة بثينة الأنصاري خبيرة التطوير الاستراتيجي مساء الخميس محاضرة ثانية حول دور التطوير الاستراتيجي في تعزيز الهوية الوطنية القطرية بعنوان”دور مؤسسات الدولة في تعزيز الهوية الوطنية من خلال المبادرات” و ذلك عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
استهلت د. الأنصاري هذه المحاضرة بتعريف المبادرة بكونها الفكرة أو المشروع الذي يحرك المياه الراكدة و التي يحدث التغيير سواء في الرؤية أو الأفكار أو على أرض الواقع من خلال أدوات و برامج جديدة مواكبة لمتطلبات السوق المحلي و العالمي فهي تعتبر المحرك الأساسي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات و هي الدعامة الأساسية للدفاع عن المجتمع من الغزو الثقافي و الاجتماعي و مجابهته من خلال تعزيز الهوية الوطنية و الاعتزاز بالتاريخ والحضارة و الإنجازات.
و قالت إن المؤسسات لها دور مهم في بناء المبادرات التي تعزز الهوية الوطنية القطرية موضحة الفرق بين المبادرات الفردية و مبادرات مؤسسات الدولة، حيث أن المؤسسات تعتمد على ثلاث عناصر أساسية لتحديد مبادراتها و هي المهمة و الرؤية و القيم.
مشيرة إلى وجود نوعين من المبادرات الأفقية و الثانية عمودية، حيث أن المبادرات الأفقية هي التي تخاطب جميع فئات المجتمع دون استثناء و هي منتشرة بطريقة بسيطة ، أما العمودية تستهدف فئة معينة من المجتمع و لها العديد من الشروط و الخصائص لأنها موجهة و تخدم مجموعة بعينها.
.
و تتأتى أهمية المبادرات من قدرتها على تهيئة البنية التحية القوية لاستشراف المستقبل الذي يوضح السيناريوهات الممكنة لمدة 20 سنة القادمة ووضع خطة لتحقيق الأهداف و استغلال المواد المتاحة لوضع حلول لما قد يحتاجها المجتمع في المستقبل.
و أوضحت أن هناك ثلاث دوائر من المجموعات التي لها تأثير مباشر على خلق المبادرات و هي دائرة الاهتمام و نسبة كبيرة من أفراد المجتمع و هم أصحاب التعليقات السلبية الذين يتصيدون الأخطاء و يعتقدون أنهم الأجدر و الأقدر على حل جميع المشاكل التي عجزت المؤسسات على حلها.
الدائرة الثانية دائرة التأثير و هي نسبة قليلة من المجتمع و هم الذي يساهمون في تحريك عجلة الاقتصاد و الثقافة و السياسة و الذي يرغبون في تقديم الإضافة للمجتمع و يساعدون بقية الافراد لتطوير مهاراتهم و هي ثقافة مطلوبة في المجتمعات و هم أصحاب المبادرات
أما الدائرة الثالثة فقد حددها العلامة الكاتب في التنمية البشرية ستيفن كوفي في كتابه ” العادات السبع” الذي ذكر أن هناك معادلة تتكون من ثلاث عناصر و هي البيئة و ردة الفعل و التي تؤدي بعدد من المخرجات في حال جمعها ، وتحقق النتائج على أرض الواقع و قد دعا صاحب هذه المعادلة إلى ضرورة التركيز على ردود الفعل و عدم التأثر بالبيئة بشكل كبير حتى تتمكن من تحقيق مخرجات و نتائج ذات فائدة على المؤسسات.
كما نصحت الخبيرة الاستراتيجية أصحاب المبادرات بالتحلي بالصبر والتفاؤل وضرورة التأكد من مطابقة المبادرة لأهداف المؤسسة وكونها تحل مشكلة موجودة و تجربتها و التأكد من جدواها قبل عرضها لكي لا يتم رفضها
و ذكرت ثلاث أنواع من افراد المجتمع الأول هو الفرد الذي يعمل على توصيل رسالته
النوع الثاني الذي يقدم اقتراحات و حلول و مبادرات أما الفئة الثالثة و في الفئة المنتقدة التي تعيب على كل ماهو جديد و ترفضه و التي يكون لها تأثير سلبي.
و استشهدت بمبادرتين كانت شاركت فيهما الأولى مبادرة تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية لدى المؤسسات و تعزيز القطاع غير الربحي و تسعى هذه المبادرة على حث أصحاب المؤسسات لا سيما الخاصة على ضمان حقوق الأفراد سواء كانوا موظفين او عملاء لها وتدعوهم إلى دعم الموظفين و هي مختلفة عن التسويق و تختلف عن منظومة الرعاية و غايتها فقط خدمة المجتمع ،
المبادرة الثانية جائزة التميز في الأداء الحكومي و هي مبادة مهمة لاسيما ان الدولة تستعد لاستقبال كأس العام 2022 و توقعت الدكتورة الانصاري أن هذه المبادرة ستكون نتائجها مبهرة و ستحسن من مستوى آداء الموظفين في القطاع الحكومي و أن تحقق تعزيز الهوية القطرية لان جودة الأداء الحكومي و المنافسة مهمة جدا نظرا لتنوع الفئات المستفيدة من خدماتها و هذه المبادرة تعزز ثقافة الاجتهاد و الالتزام و تشجع على تحديث الآليات و السياسات المتبعة . واعتبرت هذه المبادرة مدرجة ضمن رؤية الدولة.
و أكدت الدكتورة الأنصاري على ضرورة وجود مؤشر يدل على تحقيق الهدف و هي بطاقة التوازن الذي يجب أن تعتمد في تقييم المشاريع و المبادرات في المؤسسات الربحية و غير الربحية وبالتالي يمكن تحديد النتائج التي تمكن من قياس مدى نجاح المبادرة و جدواها
و يشار الى أن هذه المحاضرة هي تتمة للمحاضرة الأولى التي كانت قد قدمتها الأسبوع الماضي و التي تحدثت فيها عن تعزيز الهوية القطرية من خلال التخطيط الاستراتيجي و تطرقت فيها لتعريف الهوية الوطنية و عناصرها و أهم التحديات التي تواجهها ولأهمية التخطيط الاستراتيجي و أهدافه و مؤشرات قياس الأداء و انتهت بالمتابعة و التقييم.