الملتقى القطري للمؤلفين يناقش “ثلث ساعة انتظار” يونيو 6, 2020

بث الملتقى القطري للمؤلفين  مساء الثلاثاء جلسة جديدة من جلسات كاتب و كتاب التي تعقد أسبوعيا  عبر برنامج ميكروسوفت تيمز للتعريف بالكتاب و مناقشة مؤلفاتهم حيث استضافت  الجلسة الكاتب القطري الشاب محمد أحمد آل شريم وحاوره الأستاذ صالح غريب مدير البرامج في الملتقى.

حيث طرح الكاتب مجموعته القصصية “ثلث ساعة انتظار” الصادرة عن دار روزا سنة 2018 و التي تقع في 96 صفحة مقسمة ل 13 قصة قصيرة في مواضيع مختلفة ومتنوعة تصب في مجملها في أهمية الوقت و تشترك في ثلاث عناصر أساسية و هي الوقت و المكان و طغيان المشاعر  .

واعتبر صاحب “ثلث ساعة انتظار” أن مجموعته القصصية بسيطة في طرحها وعميقة في معانيها و تأويلاتها، حيث وضع فيها جزءا من روحه و تجربته في الحياة وضمن فيها بعض الابعاد الفلسفية للحياة وسعى أن تكون القصص تفاعلية و اختار الكلمات بعناية لتكون حمالة معان.

فكان في كل قصة يحاول  أن يخاطب القارئ و يقترب منه و يحضنه من خلال كلماته  و الأحداث التي رغم تحديد الزمان و المكان فيها ألا أنها تتجاوز الحدود لتعانق المشاعر البشرية في بعدها الواسع و العام.

 القصة الأولى في المجموعة القصصية  كانت  بعنوان “شمال ..جنوب” حول تعلق الأهالي  بدوار الصدفة الموجود في مدينة الوكرة و أهميته بالنسبة لسكان  المدينة ومستعملي الطريق الذين ربطتهم به علاقة وطيدة و صار جزءا من يومهم و من حياتهم و كونوا معه علاقة عاطفية متينة ، و رغم بساطة القصة الا أنها تعمل معان عميقة أهمها أن للحب معان وتجليات  و أوجه كثيرة و ليس مقتصرا على حب الأشخاص. 

ومن بين القصص القصيرة قصة “سري الجميل” التي كتبها بينما كان في مجلس شبابي مع أصدقائه حيث ربط اللقاء بالسر الجميل باعتبار أن لكل شخص سر جميل يخفيه عن الجميع قد يفكر فيه وسط الجميع لكنه يظل شيئا خاصا يحتجزه في فكره.

أما قصة موعد الرحيل فقد اعتبرها الكاتب قصة يعيشها الجميع و يتشاركها الأشخاص في مختلف أصقاع العالم فمن لم يجرب ألم فراق حبيب او مكان عزيز على قلبه، و قد طرح الكاتب هذا الموضوع في شكل تساؤلات عن موعد الرحيل بعد أن استحالت الحياة  مع الشريك.

أما قصة “اشتقت لك جدا” التي بدأ في كتابتها منذ 2015 فقد جمعت ثلاثة قصص كتبها في أزمنة و أمكنة مختلفة و هي تعبر عن تجارب الشباب و علاقة الصداقة التي تربطهم من البحر الذي أصبح ليس مجرد مكان بل هو ملجأ وقت الضيق ويمكن مخاطبته  و كشف خبايا النفس أمامه كما لا تقدر أن تفعل أمام شخص.

من بين القصص التي جاءت في هذه المجموعة قصة “هناك” التي كتبها في الأردن على جرف جبل  و استلهمها من المكان و رغم تحديد مكان الأحداث بدقة إلا أن الكاتب حاول أن يجعل هذه القصة تتعدى المكان و الزمان و تلامس مشاعر القارئ أينما كان فمجرد أن يغير المكان يشعر أن القصة تنطبق عليه و تتحدث عنه حيث أن موضوعها يحاكي المشاعر و الروح.

كل هذه القصص تخاطف المشاعر الدفينة و المتقلبة في كل شخص لهذا طلب الكاتب من قراءه أن يقرؤوها أكثر من مرة و في حالات نفسية  و عاطفية مختلفة ليجدوا أجزاء من تجاربهم و شخصياتهم  و احداث حياتهم بين سطور كل قصة  و قد سعى الكاتب أن تكون علاقته بقراءه تفاعلية و مستمرة حتى إن الإهداء في عتبات القصة وجه للقارئ الذي أصبح جزء من حياة الكاتب و قريبا منه بمجرد تصفح الكتاب الذي يكشف خبايا روحه و عقله.

 و ذكر الكاتب الشاب أنه غير عنوان المجموعة القصصية أربع مرات ليرجع في النهاية و يستقر على العنوان الأول  الذي يجمع العناوين الفرعية حيث وجد أنه الأكثر تعبيرا عن مواضيع القصص التي جاء بعضها في شكل تساؤلات أو خواطر لكنها تصب كلها في النهاية في مجال تطوير الذات، حتى أنه في خاتمة المجموعة القصصية وجه كلمه للقارئ قائلا” أحب أن تكون هذه الكلمات قريبة مني و منكم”.

و بخصوص مشاريعه المستقبلية قال آل شريم إنه يستعد لإصدار رواية جديدة متكونة من قصص قصيرة في مجال تطوير الذات  وهي تجربة جديدة لذلك يركز في المرحلة الحالية على تكثيف قراءاته في مجالات مختلفة لتوسيع الافاق و تطوير كتاباته مشيرا إلى أنه يرحب بالنقد البناء البعيد عن التجريح.