الملتقى القطري للمؤلفين يلقي الضوء على النسق المضمر في الرواية القطرية مارس 10, 2020

عقد الملتقى القطري للمؤلفين جلسة كاتب وكتاب الأسبوعية أمس الثلاثاء 10 مارس 2020 ناقش خلالها كتاب “النسق المضمر في الرواية القطرية” للأستاذ مرسل الدواس الذي ألقى الضوء على الأبعاد الاجتماعية والثقافية المبطنة في الروايات القطرية.

وطرح هذا البحث الذي قدمه الأستاذ الدواس في رسالة الماجستير أهمية الأنساق الثقافية والاجتماعية في الروايات القطرية وأبرز المضامين التي تلامس الواقع القطري على كافة الأصعدة. وبين الكاتب أن إبداعات الروائي القطري لا تقتصر على رصد الواقع والتفاعل معه، والإسهام في تصويبه، أو تشخيصه، بل تعدى الأمر الجانب الكمي، والتقريري، إلى الجانب الإبداعي والفني، وإلى التمكن من أدوات السرد، وتقنياته. 

وقد تناول الكاتب عينة من الأنساق الثقافية والاجتماعية التي طرحها الروائيون القطريون في الفترة الممتدة بين سنة 1993 إلى سنة 2018 وتناول بالتحليل الكمي والكيفي عددا كبيرا من الروايات وخرج بعدد من الاستنتاجات والملاحظات. 

ويأتي البحث في الأنساق الثقافية تماشيا مع التحولات الكونية، والمحلية التي عاشها المجتمع القطري و تأثر الرواية بمحيط صاحبها و بيئته و قد ساهمت بعض الروايات التي درسها الأستاذ الدواس في إبراز الوجه الحضاري لدولة قطر في فترة زمنية و هي نهاية القرن الماضي و بداية الألفية الجديدة   و هو ما مكنه الكشف عن المخزون الثقافي للمجتمع و الكتاب في آن واحد. 

وقال الأستاذ الدواس أنه لم يلاقي صعوبة في استخراج المضمر وقراءة الأنساق المضمنة بين الأسطر والأحداث باعتباره إبن البيئة القطرية وعلى دراية بخصائصها ومميزاتها. كما أنه تمكن من توظيف اللغة وتطويعها لإخراج بحثه بأسلوب شعري نثري يعكس حبه للشعر ويشد القارئ. 

 وأكد صاحب البحث أن اتباع المنهج التأويلي سهل عليه استخراج العديد من الأنساق الاجتماعية والثقافية ومكنه من تبين مراحل تطور السرد في الرواية القطرية من المرحلة الوصفية في بداية التسعينات ثم مرورا بالمرحلة التجريبية وصولا إلى المرحلة الرمزية التي تعتبر مرحلة متقدمة تدل على نضج الرواية، مشيرا إلى الانعطافات الكبرى التي شهدتها الرواية الانعطافة الأولى سنة 1993 والانعطافة الثانية سنة 2016 التي لم تقتصر على المستوى الكمي وتضاعف الانتاجات الروائية، بل أيضا على مستوى تطور السرد.

 وأوضح الأستاذ الدواس أن الجوانب المضمرة التي تكشف ثقافة المجتمع هي في الواقع وليدة الوعي الجديد والفضاء المفتوح الذي أعطى فرصة للكاتب القطري للخوض في الكثير من المسائل التي كانت مخفية ومنطقة محظورة.  وعبر الكاتب القطري عن أمله في أن تتمكن الرواية القطرية من الوصول إلى العالمية لا سيما عن طريق الترجمة وهو ما بدأت بوادره تظهر لا سيما بعد بعض التجارب الناجحة في ترجمة بعض الروايات على غرار روايات الكاتب الأستاذ جمال فايز.

ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية باعتباره هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة والرياضة تعنى بالاهتمام بالمؤلفين، ويهدف الملتقى إلى الاهتمام بالمؤلفين وبخاصة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين وفق قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي.