الملتقى القطري للمؤلفين يعقد جلسة خاصة بالأستاذة شيخة المحمود: الوزيرة الراحلة امرأة عانقت الشمس فبراير 4, 2020

عقد الملتقى القطري للمؤلفين مساء أمس الثلاثاء 4 فبراير 2020 جلسة خاصة حول الأستاذة شيخة أحمد المحمود وزيرة التعليم السابقة التي توفيت منذ أيام، مع الكاتبة السودانية الأستاذة عواطف عبد اللطيف صاحبة كتاب “امرأة عانقت الشمس” والذي يتناول مسيرة ورحلة حياة المعلمة والشاعرة والوزيرة الراحلة في حقل التعليم وقصة مشوارها العامر بالعطاء والإنجاز والمعاني الإنسانية، كما حضر الجلسة الأستاذ علي المحمود الذي قدم شهادته في المرحومة باعتباره معاصرا لها وشاهدا على مسيرتها وأدارت الجلسة الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين .

واعتبرت الأستاذة عواطف عبد اللطيف أن الوزيرة السابقة كانت امرأة استثنائية بجميع المقاييس سواء على الصعيد المهني أو الشخصي والإنساني وهو ما حفزها على توثيق تاريخها لتخليد رحلتها لتكون نهجا يتبعه الشباب والباحثين عن القدوة الحسنة لاسيما أنها كانت لديها شغف بالتوثيق وكانت شاهدة على إنجازات الوزيرة عن قرب.

وقالت الأستاذة عبد اللطيف إنها حاولت من خلال كتابها “امرأة عانقت الشمس” ربط الملامح العامة لشخصية الوزيرة الراحلة وتوثيقها كي لا تظل مبعثرة في الاعلام وتحويله إلى رواية عن سيرة وقصة حياة عامرة بالإنجازات، حيث تمكنت من متابعة رحلة صعودها إلى المجد، بداية من محيط تربيتها في أسرتها المحافظة و المليئة بالحب و ما طبعته فيها من مميزات سلوكية و فكرية، مرورا بمشوارها في التعليم و تدرجها في السلم الوظيفي، وصولا إلى تقلدها الوزارة لتكون أول سيدة قطرية تتقلد منصبا حكوميا في مجلس الوزراء كوزيرة للتربية والتعليم سنة 2003.

وقالت الكاتبة إن ما ورد في كتابها في مجمله وقائع وحقائق موثقة وموصولة بشهادات أشخاص عاصروا الوزيرة السابقة وشهدوا مسيرتها عن قرب، إضافة الى العديد من المقالات التي كتبت حولها والتي تعدد خصالها من ذكاء وفطنة وتفان في العمل وهوما جعلها قادرة على التدرج بسلاسة في السلم الوظيفي.

واستشهدت الأستاذة عبد اللطيف ببعض الوقائع والأحداث التي طبعت في ذاكرتها من الوزيرة السابقة والتي تبرز خصالها كإنسانة متواضعة وقريبة من الجميع وخاصة جانبها الإنساني إذ كانت أما للجميع كما كانت امرأة صاحبة رؤية وفلسفة.

وناشدت صاحبة “امرأة عانقت الشمس” الجهات المسؤولة بتسمية إحدى المدارس باسم الراحلة شيحة المحمود لتخليد ذكراها وتغيير أسماء بعض المدارس بأسماء شخصيات فاعلة بدل الأسماء الحالية.

كما أكد الأستاذ علي المحمود أنه من خلال معاصرته للوزيرة السابقة وعملهما المشترك في العديد من المواقع، أن الراحلة كانت نموذجا مشرفا للمرأة القطرية التي تجمع بين لين وحنان الأم من جهة وذكاء وتفاني القائدة من جهة ثانية، لاسيما أنها كانت تهتم بالتفاصيل الخاصة بالطلاب وتضعهم على رأس الأولويات وكانت حريصة كل الحرص على أن يولى الطالب الاهتمام الذي يحتاجه وأن تصل المعلومات له بطريقة سهلة وسلسة كما كانت تحث الطلاب على الابداع والتقدم وطلب العلم باستمرار.

كما قال الأستاذ المحمود أن الوزيرة الراحلة كانت شعلة من النشاط   وصاحبة رؤية ناضجة وكانت تنشر التفاؤل وحب في العلم في الجميع وخاصة طلبة العلم من كبار السن الذين أولتهم اهتماما كبيرا وأخذت بأيديهم وساندتهم.

واعتبر الكاتب القطري أن التوثيق مهم للحفاظ على إرث الشخصيات التي تركت بصمتها وخدمت البلاد بتفان وأنه لا بد من العمل على كتابة المزيد من الأعمال التوثيقية للعديد من الشخصيات التي تستحق التقدير لما قدموه للبلاد. 

كما طالب الحضور المتكون من كوكبة من المثقفين والمؤلفين بمزيد من التوثيق للشخصيات الفاعلة في المجتمع لاسيما أصحاب الأيادي البيضاء وبناة الوطن وقادة التغيير أثناء حياتهم ليشهدوا تكريمهم، مشددين على أهمية إطلاق أسماء بعض الشخصيات البارزة على الشوارع والمدارس والهيئات الثقافية وغيرها بدل الأسماء الحالية كاعتراف بالجميل على عطائهم وكتشجيع للمثقفين وجميع الفاعلين لحثهم على مزيد التفاني لتخلد أسمائهم مستقبلا.

 

ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية باعتباره هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة والرياضة تعنى بالاهتمام بالمؤلفين، ويهدف الملتقى إلى الاهتمام بالمؤلفين وبخاصة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين وفق قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي.