بث الملتقى القطري للمؤلفين مساء السبت أولى حلقات سلسلة مبادرة الطفل التي أطلقها الملتقى خلال شهر يونيو وتشرف عليها الكاتبة والفنانة التشكيلية لينا العالي، عبر قناة الملتقى على يوتيوب، و تم خلال هذه الحلقة استضافة الكاتبة الدكتورة وفاء الشامسي من سلطنة عمان المتخصصة في أدب الطفل لمناقشة موضوع “السرد و قصص الأطفال”.
و دارت الجلسة في شكل حوار حول العديد من المسائل المتعلقة بأدب الطفل و خصوصياته و أهم مميزاته، حيث استهلت الأستاذة لينا الحوار بسؤال ضيفتها حول سبل تحقيق التوازن في الحياة الذي يعتبر سر النجاح لاسيما في مجال الكتابة.
و كان رد الدكتور الشامسي أنه بعد المرور بالخبرات و التجارب يصبح لدى الشخص قدرة على تصور رؤية واضحة تعتمد على التنظيم والتخطيط في البعد الزمني لمدة شهرين و ثلاثة أشهر وهو ما يمكنها من اقتناص الفرص للقيام بالأعمال لا سيما أنها لديها العديد من الالتزامات ، و اعتبرت أن هذه العملية تحتاج نضج فكري و مرونة و رغبة في الانجاز والتقليل من الوقت المهدور في الحياة.
و في إجابة عن سؤال حول تخصصها في تدريس اللغة العربية و دوره في ميولها إلى أدب الطفل، أكدت الدكتور الشامسي أن الفضل في حبها للغة العربية و لقصص الأطفال يعود إلى طفولتها و تعلقها بجديها الذين كانا يقصين عليها القصص التراثية إلى جانب حبها للأناشيد في المنهج الدراسي في المستوى الابتدائي و اهتمامها بالمجلات الموجهة للطفل التي كانت تتطلع أن تصبح كاتبة فيها في أحد الأيام و هو ما تحقق في السنوات الأخيرة ، ووجدت أن التخصص في دراسة اللغة العربية سيمكنها من الأدوات التي ستدخل بيها الى عالم الكتابة بنفس جيد إضافة إلى أنه يمكنها من الخوض في القوالب الفنية المختلفة مثل الشعر و المسرح و القصة،
و قالت الأستاذة الشامسي في اطار حديثها عن مسيرتها العملية و في الأدب أنها انتقلت في السلم الوظيفي من مدرسة إلى مشرفة على الأنشطة الأدبية وخاصة نشاط المسرح ثم انتقلت إلى الجامعة والتعليم الأكاديمي لكل من الناطقين و غير الناطقين باللغة العربية و هو ما مكنها من حصد تجربة و خبرة كبيرة و أصبحت قادرة على تطويع اللغة العربية و حتى تقديم العديد من الورش لفئات مختلفة و متفاوتة من المهتمين بالكتابة.
كما قالت الدكتورة الشامسي أنها اختارت الكتابة للطفل لأنها تخاطب الطفل في داخلها كما أنه أم واستعملت القصة كأسلوب تربوي مع أبنائها و طلبتها لتمرير العديد من القيم و المضامين الهادفة باعتبار أن الحكاية اقرب وسيلة تواصل تحقق الهدف التربوي وهي ما جعلها حريصة على التمكن من هذا المجال، كما أنه تعتبر ان الكتابات في أدب الطفل شحيحة و هو ما جعلها تسعى لإشباع فضولها و حاجتها لهذا النوع من الكتابات .
و أشارت الدكتورة وفاء أنها تحب المسرح لأنه وسيلة تربوية أثبت نجاعتها خاصة مع الطلبة الذي يعانون مشاكل سواء في ضعف التحصيل العلمي أو الذين لديهم بعض السلوكيات غير المناسبة او الذين لديهم ضعف ثقة في النفس.
و بخصوص المشاركة في المسابقات تقول الأستاذة وفاء أن المسابقات تحفز المواهب و تستفز الأفكار لاسيما أنها تتمتع بروح تنافسية عالية معتبرة أن النجاح في المسابقات في العادة يكون ضربة حظ لأنها تشارك لإثبات النفس ووضع النص في مكانه المناسب و تقديره بالطريقة المناسبة و ليس الربح هو الغاية الأساسية من مشاركاتها .
و تحدثت الضيفة عن تجربتها في التحكيم في مسابقات قصص الأطفال و اعتبرت أن التحكيم يتطلب الابتعاد عن الذاتية و الذوق الخاص و الالتزام بمعايير تحكيمية علمية ووضاحة لأنها مسؤولية أخلاقية و أمانة و يجب تأدية الأمانة على أكمل وجه.
وختمت الدكتورة وفاء الشامسي اللقاء بالحديث عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء و هي هيئة ثقافية نظيرة للملتقى القطري للمؤلفين تهدف للإسهام في الحركة الادبية في سلطنة عمان والعمل على تفعيلها وازدهارها بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الثقافية المختصة.
كما أنها ترمي إلى الحث على روح العمل التطوعي في مجالات الثقافة والادب وتبنيها إضافة العمل على دعم حرية الفكر وتشجيع لغة الحوار والدفاع عن حقوق الكاتب بالتعاون مع الجهات المختصة وفق السياسة المرسومه وتشجيع الناشئة من الكتاب والأدباء في سلطنة عمان والعناية بإبداعهم المنسجم مع المثل الانسانية والأهداف التي أنشأت من أجلها الجمعية في عدة مجالات مختلفة معتبرة أن أدب الطفل صار حاضرا بقوة في مختلف معارض الكتاب في العالم و يحتل مكانة مميزة في الأدب المحلي الخليجي و العالمي.