الملتقى القطري للمؤلفين يحتفي باليوم الدولي للترجمة أكتوبر 3, 2020

 الدوحة: اعلام الملتقى 

 

نظم الملتقى القطري للمؤلفين يوم  السبت 3 أكتوبر   الجاري جلسة خاصة بمناسبة اليوم الدولي للترجمة والذي  يوافق ل 30 سبتمبر من كل عام، استضاف خلالها مجموعة كبيرة من المترجمين والمهتمين والناشطين في مجال الترجمة من عدة بلدان حول العالم   حيث استمرت هذه الجلسة التي  تم تبثها عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى والتي جاءت تحت  عنوان “الترجمة جسور تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب” لأكثر من ثلاث ساعات للتطرق إلى مختلف جوانب الترجمة.

واستهلت الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى  هذه الجلسة بكلمة ترحيبية، واعتبرت الأستاذة مريم ياسين الحمادي أن  المترجمين  هم جنود يقفون خلف الكثير  من الاعمال التي تمت ترجمتها و التي فتحت لنا المجال للتعرف على ثقافات و حضارات و علوم و معارف مختلفة حيث أن للترجمة دور هام في الحراك الثقافي في مختلف الدول وتسهم  في الفهم الثقافي بين الشعوب لتحقيق تواصل أفضل بينها و تقريب  المسافات رغم التباعد الجغرافي  مشيرة إلى أن هناك العديد من الأطراف المرتبطة بالترجمة  سواء المترجم في حد ذاته او الجهات التي تقوم بالإشراف أو دعم هذا الحراك من خلال الجوائز و التحفيز، و رحبت بمختلف المشاركين في الجلسة من الفاعلين في الترجمة من داخل دولة قطر و خارجها.

تلتها الجلسة الافتتاحية  التي أدارها الكاتب والإعلامي صالح غريب مدير البرامج وشارك فيها كل من الأستاذ محمد حسن الكواري مدير إدارة الإصدارات والترجمة الذي قدم مداخلة بعنوان ” أهمية الترجمة في نقل التراث وصنع المستقبل”، والدكتورة حنان الفياض المستشارة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي التي تحدثت عن “دور جائزة الشيخ حمد في تعزيز الترجمة والتبادل الثقافي بين الشعوب.

 حيث قالت الدكتورة الفياض أن الترجمة سلوك ثقافي يعزز الحراك الثقافي في مختلف الدول و أكدت أن جائزة حمد للترجمة و التفاهم الدولي تقوم بدور كبير في تعزيز جهود الترجمة في قطر و في العالم و ساهمت بشكل كبير في الحركة الثقافية في دولة قطر. وتحدثت عن طبيعة و منهج وفكرة و رؤية الجائزة حيث حققت العديد من النتائج في احداث نهضة فكرية  اذ تتميز الجائزة عن غيرها من حيث فكرتها و منهجها، حيث يقوم المنهج على الجمع بين الثابت و المتغير أي بين اللغة الثابتة التي لا تتغير و لغات أخرى دائمة التغيير، حيث أنها لا تركز على  الترجمة للغة الإنجليزية فحسب مثل بقية الجوائز بل  تحاول الترجمة الى عدد من اللغات المختلفة  فاللغة الثابتة هي الإنجليزية و في كل سنة يتم اعتماد لغة مختلفة اخرها هذه السنة اللغة الفارسية  كما أن هذه الجائزة في تطور مستمر سواء من حيث عدد المشاركات، و تشمل  الجائزة  ثلاث فئات و هي الكتب المفردة وفئة الإنجاز و هي تقديم مجموعة من الاعمال التي قام بها المشارك على مدى مسيرته  و تندرج تحتها مجموعة من اللغات التي تتغير كل سنة،و تثوم رؤية الجائزة على تكريم المترجمين و تقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة بين مختلف شعوب العالم، كذلك تشجيع التميز و الابداع و عملية المثاقفة الناضجة و نشر الثقافة العربية و الإسلامية و اثراء المكتبات العالمية بالمؤلفات العربية و الإسلامية المتميزة، أما أهداف الجائزة فهي مبنية على رؤيتها أهمها تكريم المترجمين و تشجيع الأفراد و دور النشر  و المؤسسات و الأقسام العلمية و الاسهام في رفع مستوى الترجمة على أسس الجودة و الدقة و القيم الفكرية و المعرفية  و اغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من معارف العالم و فنونه و اثراء التراث العالمي بالتراث العربي، و تقدير كل من اسهم في نشر ثقافة السلام و التفاهم الدولي أفرادا و مؤسسات، و أوضحت في السياق ذاته أن القيمة المادية للجائزة مرتفعة مقارنة ببقية الجوائز العالمية فهي الأعلى بينهم معتبرة أن القيمة المادية لها دور كبير في دعم و تشجيع بعض المؤسسات التي تعرضت للتعثر حيث تضمن الجائزة دعم و استمرار حركة الترجمة وتبلغ قيمة الجائزة مليوني دولار أمريكي تتوزع على الفئات الثلاث الفئة الأولى 800 ألف دولار و الفئة الثانية مليون دولار و الفئة الثالثة 200 ألف دولار، و قد اشتملت الجائزة منذ انطلاقها سنة 2015 الى الوقت الحالي على مجموعة كبيرة من اللغات، فتم التركيز سنة 2015 على اللغة التركية و سنة 2016 على اللغة الاسبانية و 2017 على الفرنسية و تم إضافة اللغة الألمانية الى اللغات الرئيسية سنة 2018  كانت اللغة الروسية ، و في سنة 2020 أصبحت اللغة الفارسية هي اللغة الرئيسية، واشتملت  الجائزة منذ تأسيسها على توزيع جغرافي متنوع و ثري شمل القرات الخمس و امتدت في مختلف البقع الجغرافية المتاحة  ، و فازت عبر السنوات الماضية العديد من الأعمال و ترشحت مجموعة كبيرة للفوز في مختلف اللغات، ويمكن تبين أهمية الجائزة من خلال الا{قام حيث وصلت الترشيحات في 2015 48  عملا و في العام الثاني كانت 87 و في عام 2017 كانت 147 ترشيحا و في  سنة 2018  كانت 203 و في 2019 كانت 234 و في النسخة الأخيرة سنة 2020 تجاوز عدد الترشيحات 300 عملا مترجما، هذه الأرقام و خاصة القفزة الكبيرة في السنة الأخيرة تكشف مدى أهمية هذه الجائزة في تعزيز الترجمة في العالم، و تمكنت من احداث هذا الحراك النهضوي من خلال تحقق عدة نتائج و هي إعادة القيمة لدور الترجمة التاريخية باعتبارها وسيلة للنهوض بالفكر و العلوم باعتبار الترجمة التاريخية تنقل لنا خبايا التطور في العصور الذهبية للعالم العربي حيث بدأ الاهتمام بالترجمة في العالم العربي من أكثر من 1000 عام حيث يقال أن الخليفة المأمون كان يعطي المترجمين وزن كتابهم ذهبا و كان راتب المترجم في عصره 500 دينار ذهب أي ما يعادل 24 ألف دولار شهريا، فالاهتمام بالترجمة ليس جديدا ة تقوم جائجة الشيخ حمد بتجديد الاهتمام التاريخي بحركة الترجمة،و من بين النتائج التي خرجت بها الجائزة هي اقصاء الأعمال الضعيفة من خلال تحديد الاعمال القيمة و حفزت المترجمين على العناية بأعمالهم المترجمة ليتمكنوا من الفوز من خلال معايير التحكيم العالية التي تعتمدها الجائزة، كما اهتمت الجائزة بتوسيع الرقعة الجغرافية لتواجدها فلم تكن الترجمة محصورة في لغة واحدة بل مدت جسور التواصل مع العالم و التحرك الذي بني على أساسين، اما المناطق التي فيها نهضة كبيرة لحركة الترجمة أو المناطق التي فيها حراك ثقافي ضعيف و حركة ترجمة نادرة حتى أن هذه المنطقة تكاد تكون علاقتها شبه منقطعة مع العالم العربي فكان من المهم أن تتواجد الجائزة لمد جسور التواصل و التعارف و التبادل الثقافي، كما تميزت عملية التحكيم بالرصانة و الحرص على النزاهة و تمكنت من  تقديم للمشهد الثقافي العالمي اعمالا  مترجمة رصينة و حاصرت الاعمال الرديئة و عزلتها، كما أن نطاق اهتمام الجائزة كان لها دور كبير في تأثيراتها المتعددة، حيث لم يتوقف نطاق الاهتمام على تكريم المترجمين فحسب بل شمل الترجمة من العربية و اليها، وبذلك يكون دور الجائزة قد تجاوز البعد الثقافي ليكون دورا إنسانيا حيث ساهم في التعريف بالأخر و محو كل أنواع الجهل به الذي يسبب الصراعات السائدة في العالم حاليا و بذلك يمكن القول أن الترجمة من أهم أدوات نشر السلام و التفاهم بين شعوب العالم. 

و في السياق ذاته أكد  الأستاذ محمد حسن الكواري أن الترجمة تكتسب أهمية كبرى لما لها من دور في مد جسور التواصل و التبادل الثقافي بين الشعوب و هو جعل وزارة الثقافة و الرياضة توليها اهتماما فائقا و تقوم بترجمة العديد من الأعمال المتميزة من اللغات الأجنبية الى اللغة العربية و من العربية البى اللغات الأجنبية، و تكمن أهمية الترجمة في تعريف الشعوب في مهارات و معارف و ثقافات و حضارات البلدان المختلفة و هو ما يجعلها تكتسب خبرات و معارف جديدة و في نفس الوقت تعريف العالم بالثقافة العربية و استشهد بتطور الحضارة الأندلسية التي تمكنت من أن تكون من بين أهم الحضارات العالمية بفضل اهتمامها بالترجمة و العلوم، ووصف الأعمال المترجمة بالكنز الذي يمكننا من الانفتاح على العالم و التقديم و تطوير الذات وتنمية المعارف لبناء مستقبل مزدهر و جيل واع منفتح و متقبل للأخر، مشيرا الى أن اللغة العربية بدورها تحتوي على كنوز معرفية ثقافية لا بد من تعريف العالم بها، فمن الأفضل أن يقوم المواطن العربي بتعريف نفسه من خلال ثقافته على ان يعرفه الأخرون بطريقتهم التي قد تكون مغلوطة و مشوهة و غير واقعية و بالتالي فإن وزارة الثقافة كان حريصة اشد الحرص على ترجمة الأعمال المتميزة  للكتاب و الأدباء و الشعراء العرب حتى الكتب التاريخية لخلق تمازج ثقافي و بالتالي يتحقق تلاقي الإنسانية جمعاء و توحيد الرؤى الإنسانية.

 و أضاف أن وزارة الثقافة تنظم العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة مع  نظيراتها في العديد من الدول، و تقول الوزارة بمواكبة السنين الثقافية التي تقيمها دولة قطر لكي يكونوا حاضرين بعدد من الاصدارات المترجمة للغات المختارة سنويا  ،و ذلك للوصول لأكبر عدد من القراء من حول العالم لتعريفهم بالأدب و الثقافة العربية، كما  أن إدارة الإصدارات والترجمة لها شبكة علاقات مع مجموعة كبيرة   من المترجمين في مختلف أنحاء العالم الذين يمتعون بخبرات كبيرة في مجال الترجمة و لديهم مسيرة حافلة في هذا المجال و هي على تواصل مستمر معهم.

و أكد حرص وزارة الثقافة و الرياضة على تزويد المثقف القطري و العربي بالمعارف المختلفة مهما كان منشؤها و بعدها الجغرافي، حيث قامت مؤخرا بترجمة عمل من جورجيا و حضر تدشين العمل السفير الجورجي شخصيا و حرص على دعوة مدير دار الكتب في جورجيا للحضور الى الدوحة و احضروا ابنة الكاتب الجورجي صاحب العمل المتوفي  نيابة عنه  و هو ما يبرز اهتمامهم بالتعريف بثقافتهم، و كان هذا اللقاء فرصة للاتفاق على تبادل معرفي مستقبلي ،و من هنا تأتي أهمية مثل هذه اللقاءات الثقافية التي تكون فرصة للتعرف على الشخصيات الفاعلة في مختلف الدول. وأوضح أن ادارة الاصدارات والترجمة تولي الاهتمام الأكبر الى ترجمة الأعمال من اللغة العربية الى اللغات الأخرى حيث تصل نسبة الاعمال العربية 60%  من مجمل الاعمال المترجمة، حيث إنه رغم الحرص الشديد على التعريف على الثقافات الأخرى إلا أنه يبقى الهدف الأساسي هو تعريف الاخرين على الثقافة المحلية.

وأشار  أن اختيار الكتب التي تتم ترجمها يمر عبر عدة مراحل أولها اختيار الكتب المتميزة التي يكون بعضها قد فاز بالمركز الأول في مسابقات محلية وبعضها فاز بالمركز الأول في مسابقات عالمية وإقليمية ومنها يتم ترشيحه من بعض الدكاترة في جامعة قطر ومن بينها الاعمال التي حققت اقبالا كبيرا في معارض الكتب ودور النشر، ثم تأتي مرحلة قراءة هذه الاعمال وتقييمها للتأكد من كونها ترتقي الى المستوى التي تطمح الوزارة في تحقيقه، فجميع الاعمال  يجب أن تستوفي مجموعة كبيرة من الشروط.

واعتبر ان المترجم هو الجندي المجهول رغم كونه العنصر الرئيسي في العملية فلذلك يستحسن أن يكون المترجم متخصصا في المجال الذي ينوي الترجمة فيه، فلترجمة ديوان شعر يجب أن يكون المترجم ضليعا في الشعر وقادرا على نقل المعاني والمشاعر، حيث تقع على عاتق المترجم مسؤولية كبيرة و لذلك أن يكون على دراية كبيرة بالبيئة المترجم اليها فعملية الترجمة ليست بالعملية الهينة فهي تتطلب نقل العمل من اللغة الأصل دون افقاده روحه ، لذلك تضع وزارة الثقافة معايير عالية جدا لاختيار المترجمين الذين يجب أن يتمتعوا بالدقة و المعرفة الواسعة، حيث أن الترجمة عمل احترافي و ممارسة فلابد أن تتوفر في المترجم العديد من المواصفات لتحقيق نتائج مميزة تناسب البيئة الثقافية للغة الهدف ، وهو ما يجعل المترجمين نادرين ليس في قطر فحسب بل في مختلف بلدان العالم، و أكثر من يتقن الترجمة هم المهاجرون الذين ترعرعوا في دول عربية و هاجروا فأصبحوا على دراية تامة بالبيئة الثقافية لكل من البلدين.

و دعا السباب القطري المهتم بالترجمة و الذي يرى في نفسه القدرة على تقديم اعمال مترجمة ذات جودة عالية الى زيارة إدارة الإصدارات و التعرف على مشاريعها و الكفاءات العاملة بها للاستفادة من خبراتهم ليمكنوا من الدخول الى هذا المجال بكل سلاسة و سهولة و ليطلعوا على المعارف العالمية و يتزود بالعلم و يتشرب مختلف الثقافات. 

 

الجلسة الثانية أدارتها الأديبة سميرة عبيد عضو الملتقى بعنوان ” المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم هل هي ضرورة أم رفاهية” ناقشت خلالها الأستاذة شيخة الكواري رئيس قسم الترجمة بوزارة الثقافة والرياضة نماذج من الأعمال المترجمة والتراث والعالمي، وتحدثت  الأستاذة فاطمة الرفاعي مدير الإنتاج والتوزيع في دار لوسيل للنشر والتوزيع عن دور النشر في عملية الترجمة والتحديات التي تواجهها مثل الجودة والدقة وعمليات الإنتاج كافة.

وقالت الأستاذة شيخة الكواري أنها منذ استلامها إدارة الترجمة بالوزارة عملت على اعداد سياسة متكاملة للترجمة تشمل عملية شراء الحقوب و اختيار المترجمين و المراجعين و تحديد اساسيات اختيار العمل الذي تتم ترجمتها و الضوابط العامة و طرق التواصل مع المترجمين و اختيار المترجم المناسب لكل عمل، مشيرة ان الترجمة بحر فهو عملية ترجمة النص من لغة إلى لغة ثانية فحسب بل هو عملية واسعة تعتمد على التعريف بالانتاج الفكري لدولة معينة وفهم المجالات المعرفية  المختلفة ضافة الى تعزيز فهم سابق بمعارف سابقة دون الوقوع في التكرار، و عملت إدارة الترجمة على اختيار الأعمال القيمة ذات الفائدة و العائد الثقافي باعتبار الثقافة و الترجمة قوة ناعمة لأي مؤسسة أو دولة التعزيز الترابط و الاتفاقيات الثنائية حيث عملت وزارة الثقافة على ترجمة العديد من الاصدارات من بينها ” العمارة التقليدية في قطر” للكاتب محمد جاسم الخليفي و هو عمل توثيقي للفنون المعمارية في قطر و قامت الوزارة الى ترجمته الى اللغة التركية و الروسية، وتم عملية الطباعة و التوزيع مع دار لوسيل للنشر والتوزيع، كما أصدرت الوزارة مجموعة قصصية لمجموعة من المؤلفين  القطريين من الرواد حيث تمت ما يقارب 12 قصة، مؤكدة أنه يتم الواصل بصفة دائمة من أهم الكتاب لاستشارة و الاستفادة من خبراتهم، كما يتم التواصل مع قسم اللغة العربية بجامعة قطر و قسم اللغة الإنجليزية لفتح و توسيع قنوات التواصل، و قالت أنه تم منذ 4 سنوات ترجمة رواية الأستاذة دلال خليفة “عن الياسمينة البيضاء” الى اللغة الإيطالية حتى أنه تم تدرسيها في إحدى الجامعات الإيطالية.

وأكدت أنه من بين معايير اختيار الاعمال التي تتم ترجمها الأعمال التي ترتقى لذائقة الأفراد والتي تعرف بالمؤلف و المبدع القطري سواء في مجال القصة أو الرواية أو الشعر، لكون الترجمة تساهم في عملية التقريب بين الافراد و نقل الموروث الثقافي، لذلك لا بد من نقل المضمون بطريقة مناسبة مع المحافظة على الرسالة الأصلية و الهوية الثقافية للعمل. وأضافت أن  الوزارة قامت  بترجمة العديد من الأعمال من اللغات الأجنبية إلى العربية  من بينها ” دليل المؤلف وكاتب السيناريو “وهو كتاب موجه لفئة معينة  وهم المؤلفين وكتاب السيناريو، وسعت الوزارة لتنويع الأعمال التي تمت ترجمته بين الأدبي و العلمي و مختلف مجالات المعرفة، وأشارت الى أن جميع الاصدارات متوفرة على الموقع الرسمي للوزارة و يتم التحديث بصفة مستمرة كما يمكن للقراء التواصل مع الإدارة لإرسال الكتب كما يوجد نافذة توزيع داخل الوزارة تشتمل على كافة الاصدارات مع هناك تعاون مع دار لوسيل لتوزيع اصدارات الوزارة في نطاق المحافظة عل حقوق الملكية الفكرية.

وفي نهاية مداخلتها دعت المؤلفين الذين يرغبون في ترجمة أعمالهم والتي يرون انها ترتقي إلى شروط قسم الترجمة التواصل مع الوزارة وتحديدا قسم الترجمة للتنسيق والتعاون لترجمة الأعمال القيمة.

من جهتها أوضحت الأستاذة فاطمة الرفاعي أن دار لوسيل للنشر حاولت التأقلم مع الوضع الحالي الذي فرضه انتشار فيروس كورونا واغلاق الحدود الدولية وتراجع حركة النشر والتوزيع وإيجاد حلول ذكية من خلال المنصات الافتراضية التي ينظمها أخرها المعرض الافتراضي الأوروبي.

و أوضحت أن دار لوسيل كان لها تجربة في عملية الترجمة حيث قامت بترجمة العديد من الأعمال  سواء بالتعاون مع وزارة الثقاة و الرياضة في  توزيع الكتب المترجمة بطريقة موسعة في المحافل الدولية أو ترجمة أعمال منفردة من اللغة العربية الى اللغات الأجنبية أو العكس  مع اختيار الاعمال التي تنقل خصائص الثقافة العربية، كما تتعاون الدار من وزارة الثقافة التركية لترجمة أعمال هادفة مع التركيز على ترجمة الفكر و الرسالة.

وأكدت أن دور النشر تواجه العديد من التحديات أولها اختيار الكتاب المناسب للترجمة ووضع معايير ل الاختيار، الصعوبة الثانية تكمن في اختيار المترجم المناسب المتخصص في المجال المطلوب والمتمكن من المصطلحات والمفردات فلكل مجال مترجم مختلف و لابد من الحرص على التخصص سواء في المجالات العلمية او الأدبية.

واضافت أن بعد عملية الترجمة تواجه دور النشر تحدي جديد و هو التسويق و التوزيع لأن الفئات المستهدفة من الترجمة محددة بالبقة الجغرافية التي تنطق اللغة الهدف، في حين أن الترجمة الى اللغة العربية و الإنجليزية اسهل لأن الفئات المستهدفة كبيرة ومنشرة حول العالم، مؤكدة أن الخيار المطروح اماهم في المرحلة القادمة هي النشاط الافتراضي للترويج للكتب مع التركيز على الكتب الورقية و ليس الالكترونية.

في الجلسة الثالثة  بعنوان ” تجربة فائز في جائزة حمد للترجمة” والتي أدارها الإعلامي والمترجم الأستاذ عبيد طاهر  استعرض كل من الفائزين  الأستاذة اخلاص القنانوة والدكتور جمال شحيد تجربتهما في المسابقة

و قالت الأستاذة القنانوة و هي باحثة ومترجمة أردنية تحمل درجة الدكتوراه في اللغات السامية الشمالية الغربية من جامعة برلين الحرة – ألمانيا الاتحادية. صدر لها، إضافة إلى كتاب “العلم في تجلٍّ” الفائز بجائزة الشيخ حمد للترجمة ، عدة ترجمات من بينها  آثار قمران ومخطوطات البحر الميت (للمؤلفة جودي ماغنس)، وأحوال الزواج في قرية فلسطينية  (للمؤلفة هيلما غرانكفست)، قالت إنها بدأت في العمل في الترجمة منذ نحو 10 سنوات في الكتب المتخصصة في اللغات السامية الشمالية، و تنوعت ترجماتها بين العلمي و التاريخي و حتى الأنثروبولوجيا الاجتماعية، و في النهاية وقع اختيارها على كتاب ” العلم في تجل”  و الذي ترجمته رفقة زوجها المهندس يحيى القعقاع  و فاز بالمركز الأول عن فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية لجائزة الشيخ حمد للترجمة في نسختها الأخيرة.

و عن سبب اختيارها لهذا الكتاب بالذات قالت أنها اختارته بسبب الخلفية الثقفافية و الاكاديمية المشتركة مع صاحبه اذ ان كلامها متخصص في اللغات السامية الشمالية، إضافة الى ايقانها أن هذا الكتاب يضيف لكثير الى معارفها، و منذ قراءة المقدمة و تصفح الصفحات الأولى لقت ان هذا الكتاب يستحق الترجمة التخصصية البحثية، و منذ بداية العمل على ترجمة هذا الكتاب اكتشفت ان ترجمة هذا الكتاب تختلف عن تجاربها السباقة في الترجمة نظرا لاحتوائه على مجموعة كبيرة من الاقتباسات للتراث العربي الإسلامي  التي يجب البحث عنها في أصولها و تبحث عن الكتب التي اعتمدها  الكاتب الأصلي و الاطلاع عليها للإحاطة بالسياق العام و كافة جوانب العمل.

وأوضحت الدكتورة القنانوة أن لجائزة الشيح حمد للترجمة معايير محددة، وبعد نشر كتابها عملت أنه يستجيب لهذه المعايير و تم تشجيعها على المشاركة فقامت بإرساله للجائزة و تمكن من الفوز في الدورة الخامسة. وأوضحت أن العالم العربي تعوزه الترجمة الرصينة و ينقصه الكثير من التنوع نظرا لأن معظم الترجمات تركز على الاعمال الأدبية  و أن جائزة الشيخ حمد تساهم مساهمة كبيرة في تعزيز الترجمة و تجويد الاعمال المترجمة من خلال المعايير التي حددتها للمشاركة، فقلة من الأعمال  ترتقي إلى هذه المعايير، حيث أن التحكيم يخضع الى مستوى عالي كما أن هذه الجائزة الأعلى من حيث قيمتها المادية في العالم العربي و في العالم اجمالا،و اصبح الفوز بهذه الجائزة حلما يراود جميع المترجمين فهي تكريم لجهود المترجمين، كما أن تخصص الترجمة صار تخصصا مطلوبا من قبل الطلاب في مختلف الدول و في الأردن تحديدا،في حين ان حركة الترجمة في الأردن بدأت تنشط في السنوات الأخيرة حتى أنه تم اطلاق جائزة بالترجمة باعتبار هذه الجوائز تساعد المترجمين على مزيد العمل في الترجمة.

من جهته أكد د. جمال شحيد دكتوراه في الأدب المقارن من جامعة السوربون، باحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، عضو في اتحاد الكتّاب العرب، خبير ترجمة سابق في الهيئة العامة السورية للكتاب، فائز في جائز حمد للترجمة والتفاهم الدولي، عام 2017 بالمركز الثاني من الفرنسية إلى العربية، عن كتاب” المسرات والأيام” لمارسيل بروست ، الذي يعتبر كتاب شبابي و هو نواة لسباعيته بحثا عن الزمن المفقود، حيث ساهم في ترجمة جزئيها الأخيرين و راجع كامل صفحاتها التي يبلغ عددها 4000 صفحة.

و نوه الدكتور شحيد الى بعض العبارات الخاصة بالترجمة و استشهد بمقولة الكاتب الفرنسي البرتو ايكو “إن لغة أوروبا هي الترجمة” و اعتبر أن  الترجمة هي لغة العالم، كما قال  أحد الفلاسفة” قل لي كيف تنظر إلى الترجمة اقل لك من أنت” و قال أحد المفكرين الفرنسيين في القرن التاسع عشر ” الكتاب  غير المترجم يعتبر نصف منشور” حيث تلعب الترجمة دورا مفصليا في العالم المعاصر، كما انها كانت حاضرة عبر التاريخ العربي لاسيما في العصر العباسي حتى صارت في الحاضر العنصر الحقيقي للتفاهم بين الشعوب و المؤشر اللافت للتقدم، ويتم  اليوم ترجمة كافة النصوص في مختلف العلوم من علوم و أداب و تقنيات ، حتى أن أعداد الكتب المترجمة صارت بالملايين  وتصاعدت أعداد  المترجمين المحترفين بشكل ملحوظ لاسيما في البلدان التي تعتمد أكثر من لغى رسمية ، و يلاحظ أن البلدان الأكثر تقدما هي التي تترجم أكثر من غيرها، حتى أن اليونسكو أصدرت كتابا حول الترجمة الذي يتم اعتماده في الجامعات و المؤسسات و هو يحتوي على العديد من الاخصائيات الخاصة بالترجمة، ويلاحظ من خلال هذا الكتاب الذي يحتوي أرقاما و بيانات حول أهم الكتاب في العالم أن عدد الترجمات قد تضاعف بسبة 50%ما بين 1980 و 2009.

واعتبر الباحث السوري أن الترجمة تعادل التأليف وأن الكتاب الذي لا يترجم يعتبر نصف منشور، و أكد أن جهود الترجمة في سوريا كبيرة حيث تعنى وزارة الثقافة بشكل كبير إضافة الى دور النشر، حيث ينشر معظم المترجمين السوريين في بيروت، و أوضح أنه رغم الجهود المستمرة للاهتمام بالترجمة و تحسن أعداد  و نوعية الاعمال المترجمة و تضاعف أعداد المترجمين إلا أن الإنتاج لايزال يعتبر قليلا مقارنة ببقية دول العالم، و دعا الجهات المختصة بالدول العربية الى مزيد  دعم و تحفيز  المترجمين سواء من خلال الجوائز أو الأنشطة الثقافية، و دعا الى تجنب الترجمة الوسيطة.

 وتمحورت الجلسة الرابعة والأخيرة حول مكانة الثقافة العربية والاسلامية و دور الترجمة في تعزيزها” و أدارها الاعلامي الدكتور خليفة هزاع حيث ناقش كل من المترجم الأستاذ ظافر دركوشي والكاتبة  الأندونيسية أسما ناديا  ” نقل التراث و العادات و التقاليد من خلال الترجمة “و يشار أن هاذين الأخيرين  قد تعاونا  مؤخرا  لترجمة  رواية الجنة المنسية Forgotten  Paradise   للأستاذة ناديا من اللغة الانجليزية إلى العربية.

حيث اعتبر الأستاذ دركوشي الترجمة واحدة من أهم الوسائل القديمة الحديثة لنقل المعارف والعلوم والثقافات بين الشعوب، ليس هذا فحسب، بل حتى العادات والتقاليد الاجتماعية والتراث والمفاهيم والأفكار والمشاعر الإنسانية المتنوعة يتم نقلها من شعب إلى آخر وثقافة إلى أخرى عبر الترجمة.

 وقال إن التواصل البشري بين الشعوب يحتاج لوجود مترجمين يعملون على ربط الثقافات والحضارات من خلال إتقانهم لأكثر من لغة، وبالتالي ليكونوا صلة الوصل فيما بين الشعوب المختلفة من خلال نقل الرسائل الشفهية والمكتوبة لتحقيق التقدم والازدهار والرفاهية للإنسانية جمعاء.

ولأن لكل شعب عاداته وتقاليده وثقافته الخاصة به، فلابد من وجود طرف آخر يكون الناقل الأمين لهذه العادات والتقاليد للشعوب الأخرى لكسر حاجز اللغة التي تعيق طرفاً ما من الغوص في عالم الطرف الآخر.

وأضاف أنه مع تطور العلوم والمعارف ازدادت الحاجة لوجود مترجمين متمكنين ينقلون المعرفة من لغة لأخرى وتحقيق الفائدة المرجوة بين الطرفين. وعلى الرغم من تطور التقنية الحديثة إلى حد كبير ودخول المترجم الرقمي عالم الترجمة بين اللغات إلا أن الترجمة الإلكترونية لم تستطع أن تكون بديلاً شفافا عن المترجم الإنسان الذي بإمكانه استخدام الكلمة المناسبة أو استبدال كلمة مكان أخرى لنقل المشاعر والأحاسيس من اللغة الأم إلى اللغة الهدف، وبالتالي يحافظ على الأمانة والنزاهة في نقل الأفكار والمفاهيم إلى أعلى درجة من الشفافية والمصداقية.

وأوضح   أن نقل الجمال الإبداعي للغة لا يمكن أن يتم من خلال الترجمة الحاسوبية أو الرقمية لما في ذلك من صعوبة في نقل البلاغة اللغوية من لغة إلى أخرى، الأمر الذي يتطلب وجود مترجم مبدع يحافظ على جمالية اللغة الأصلية دون أن يفقدها صفاءها ونقاءها.

فعندما تتم ترجمة رواية، على سبيل المثال، من لغة إلى أخرى يتم التعرف من خلال شخصيات الرواية إلى المجتمع الآخر الذي يتميز بتراثه وعاداته وتقاليده التي تختلف اختلافاً متفاوتا عما تتصف به الشعوب الأخرى من صفات تجعلها منغلقة على نفسها كل الانغلاق ما لم يتواجد من يتقن اللغتين ليفك لغز التباين ويكسر عائق الفهم بينهما.

كما يستطيع المترجم أن يتفنن في الأسلوب الذي يستخدمه في نقل الفكرة والمشاعر التي تتميز بها كل شخصية من شخصيات الرواية دون أن يغير من مضمونها أو الهدف الذي تسعى لتحقيقه، ولا يمكن للمترجم أن يقوم بتغيير الثابت مما هو موجود في اللغة الأصلية وتحويله إلى متحرك في اللغة الثانية، لأن مهمته النقل وليس التغيير، وأي محاولة منه للقيام بتغيير المحتوى الثابت محكوم عليها بالفشل وانعدام المصداقية، وهذا ما يفقده الثقة بأن يكون جسراً سليما بين الشعوب.

وأكد أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق المترجم  في تحقيق التقارب الثقافي والحضاري بين مختلف الثقافات من خلال ترجمة الأعمال الأدبية بكافة أنواعها من شعر وقصة ورواية التي تعكس تجارب شعب ما وقياس مدى تقاربه أو تباعده من شعب آخر. وقد حققت الترجمة الأدبية لأعمال كثيرة على مر العصور تقدماً ملحوظ في فهم ثقافات الشعوب الأخرى ومحاكاتها والاستفادة من تجاربها.

وأوضح انه تمكن من  خلال ترجمته لرواية (الجنة المنسية) للكاتبة الإندونيسية أسما ناديا من  التعرف على عادات وتقاليد المجتمع الإندونيسي إلى حد كبير ونقلها إلى المجتمع العربي من خلال فهم أسلوب الكاتبة في التعبير عن أفكارها ككاتبة من جهة، وتجسيد أفكار ومشاعر الشخصيات وأحاسيسهم ونقلها إلى لغة مفهومة من قبل شعب آخر من جهة ثانية.

وأنهى مداخلته باستنتاج  أن الترجمة هي عامل مهم مساعد على التقريب بين مختلف الثقافات وتحويل ما هو غريب إلى ما هو مألوف، وذلك من خلال القيام بترجمة أكبر عدد ممكن من المؤلفات والأعمال الأدبية والعلمية.

ودعا  المؤسسات الحكومية إلى  رعاية المترجمين وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم للمساهمة في نقل المعارف والعلوم بين مختلف البلدان ودفع عجلة التقدم والازدهار في كافة المجالات إلى الأمام بوتيرة متسارعة تحافظ على التوازن الحضاري والفكري بين الثقافات على اختلاف أنواعها.

من جهتها  أكدت الكاتبة الأندونيسية الأستاذة أسما ناديا أن  أعمالها الأدبية وخاصة رواية الجنة المنسية التي قام بترجمتها الكاتب ظافر دركوشي عملت على توصيف المجتمع الاندونيسي كما هو لتبدو الصورة واضحة للشعوب والثقافات الأخرى عن طبيعة المجتمع الاندونيسي خاصة من الناحية الاجتماعية..

وعبرت عن سعادتها الكبيرة لترجمة أعمالها إلى اللغة العربية نظرا لاهتمامها بالثقافة العربية باعتبارها  كاتبة مسلمة مهتمة اهتماما  واضحا بالثقافة الإسلامية والمجتمع العربي والإسلامي بشكل عام.

تلتها مداخلة المهندس أحمد رحمن العتیقي  من الأهواز بایران و هو ناشط ثقافي و کاتب في الصحف والمقالات و مترجم من العربیة إلی الفارسیة و من الفارسیة إلی العربیة  حول ضرورة الترجمة لتواصل بين الشعوب و بعض الاركان المهمة بالترجمة، الذي أكد أن تاريخ الترجمة ضارب في التاريخ منذ القدم فهي تعطيك نظرة على ثقافة و أدب البلدان الأخرى و طريقة تعايش الشعوب، مشيرا إلى أن ليس جميع الترجمات مناسبة و تعبر عن المعنى الأصلي الذي ورد باللغة الأصلية، لذلك لا بد من التعرف على ثقافة الشعب في مرحلة أولى قبل القيام بعملية الترجمة، فبعض العبارات أو الصفات التي تعتبر عادية في مجتمع ما تكون غير مستحبة و ربما تدخل في خانة الألفاظ النابية في مجتمع ثان، فبعض اللغات لا تتميز بنفس السخاء والثراء التي تتميز به لغات ثانية وتعتبر اللغة العربية أثرى اللغات و اكثرها تعبيرا و دقة و استشهد بمحاولة قراءة القرآن و الصلاة باللغة الفارسية، الذي لم يكن ممكنا لعدم وجود كلمات مرادفة بنفس معنى و دقة  اللغة العربية، و أوضح أن أصعب الترجمات هي الترجمة الدينية والأدبية و لا سيما الشعر لأنه لا يمكن ترجمة الأوزان والمعاني العميقة  الا بمجهود كبير لحفظ الجمالية و قد توفق فيها الشاعر أحمد شوقي ، في حين أن بقية أنواع الترجمة كالعلمية والاقتصادية و غيرها أقل صعوبة لكنها تقتضي التخصص.

وأكد في السياق ذاته أن الترجمة في عصرنا الحالي أصبحت ضرورة من الضروريات، كنا أن هناك اقبال  كبير من الشباب على محاولات الترجمة وخاصة في الأهواز الناطقة باللغة العربية حيث تضاعفت الجهود الفردية في هذا المجال، فرغم تخصصه في الهندسة إلا أنه لم يجد صعوبة في  الترجمة  حيث  قام بترجمة کتاب التطویر الذاتي وکتاب النزول في الفلاة من الفارسیة إلی العربیة، وکتاب السمآء تعود إلی أهلها للدکتورة وفآء عبدالرزاق من العربیة إلی الفارسیة، إضافة الى العديد من الكتب الأخرى و المقالات الصحفية 

و في نهاية الجلسة الرابعة قدم الأستاذ حسام شاكر  باحث ومؤلف، استشاري إعلامي، كاتب ومحلل في الشؤون الأوروبية والدولية وقضايا الفكر والاجتماع والمسائل الإعلامية. صدرت له كتب وبحوث في مجالات متعددة، ونُشِرت له مقالات بحثية في مجلات علمية محكّمة. يشرف على مشروعات وبرامج في الثقافة والتواصل والمعلومات على مستوى أوروبا، مداخلة بعنوان” التعريف بالقضايا العربية و الإسلامية لتسهيل التفاهم الدولي، قضية القدس في أعمال الترجمة” حيث أكد أن الأعمال المترجمة لعدة لغات كان لها تأثير كبير في التعريف بالقصية الفلسطينية و تعزيز الجهود لتقديم قضية القدس في فضاء عالمي مشبع بالتحيزات و خاضع لضغوط دعائية واعية و غير واعية، انطلاقا من حقيقة عدم وجود توازن بين جهتي الصراع بين المحتل الذي يمتلك اليات و خطوط دعم ثقافية و مالية مقابل شعب تحت الاحتلال فاقد لموارده و مسلوب السيادة  و هو ما ولد إشكالية الاختلال المتعلق باقتصادات الترجمة وبالإمكانات المتاحة للترجمة إضافة الى الاستحواذ على النطاق و الذي تمكن من نسج السردية الدعائية ليتمكن من التظليل و خلق الاساطير، و هو ما جعل الأعمال المقدمة و المترجمة عن القدس متحيزة  كما هو الحال بالنسبة لعدد كبير من القضايا المتصلة بالأمة العربية و العالم أجمع، لكن هذا التحيز والجهد الدعائي يتضح بشكل اكبر و أوضح في القضية الفلسطينية لتهيئة الفكر العالمي لتقبل  الاحتلال  بل و دعمه و تبرير انتهاكاته ، حتى أنه تم الترويج لأساطير تاريخية تتحدث عن مزاعم مختلقة و تنشرها بين شعوب العالم من خلال الترجمة.

و أشار الى الاعمال الثقافية و السياحية التي قدمت عن القدس عبر عقود طويلة عبر أكبر دور النشر في أوروبا و هي مؤسسة “مريان” الألمانية التي قدمت عدد كبيرا من الأعمال المتحيزة عن القدس و ترجم الكثير من هذه الأعمال و انتشرت حول العالم و ذلك لتسويغ الاحتلال دعائيا و ثقافيا و زرع مفاهيم مغلوطة في وعي الجماهير عبر مدخل الاعلام السياحي و الكتابة الثقافية، ويسحب هذه النموذج على العديد من المؤسسات العالمية الكبرى ذات النفوذ والتأثير، فمعظم الأعمال تخدم سردية الاحتلال و تغيب صوت صاحب الأرض  و تحجب الانسان  و الخطاب الفلسطيني الشرعي.

هذا التحيز يأخذ شكلا أوضح في الصور والأغلفة التي تعلق في ذاكرة القارئ وتكرار بعض العبارات و الأفكار لتصبح بمثابة المسلمات، كل ما سبق سالفا يشير الى ضلوع الترجمة في التحيز ضد الشعب الفلسطيني.

و في المقابل نجد بعض  الاعمال التي ترجمت عن القدس و فلسطين و عن القضايا العادلة  حول العالم و قدمت في لغات شتى غير أن معظمها بقي على هامش صناعة النشر منع استثناءات محدودة، حتى أن معظم الاعمال المتعلقة بالقضية هي أعمال أدبية، استطاعت بعضها أن تحرز حضورا نسبيا من بينها أعمال محمود درويش باللغة الفرنسية التي وجدت صدى كبيرا في الفضاء العام و أعمال غسان كنفاني القصصية المنشورة بلغات مختلفة التي تعتبر حالات نجاح نادرة، لكن يبقى حضور قضية القدس مشبعا بعدد كبير من الإشكالات من بينها عدم الدقة في ترجمة المصطلحات ودلالاتها و معانيها العميقة و رمزيتها الثقافية على غرار مصطلح” النكبة” و ما تحمله من ايحاءات حيث مازال هذا المصطلح مجهولا لجمهور القراء حول العالم، و أوضح أن أهم مؤشرات قياس التعريف بالقضية الفلسطينية هي رمزيتها مثل المفتاح الذي يرمز إلى حق العودة واللباس المقدسي و سرديات بائع الكعك و ما يرتبط بالبيئة المقدسية.

وأكد ضرورة شرح السياقات  الثقافية والتاريخية للقراء وليس سرد الاحداث بمنأى عن المحيط والسياق العام ليتمكنوا من إدراك التفاصيل لتتحقق لهم فرصة فهم ومواكبة أفضل.

واختتمت الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى  باستخلاص مجموعة من التوصيات التي خرج بها مختلف المشاركين أهمها ضرورة وجود استراتيجية توزع الأدوار داخل القطاع المتخصص في الترجمة، بحيث يتشارك جميع الفاعلين من مترجمين ومؤلفين ودور نشر وجوائز  في عملية الترجمة، أضافة الى مزيد تنسيق الجهود بين مختلف الأطراف لتحقيق الرؤية المطلوبة.

حيث دعا المشاركون لمزيد دعم جهود المترجمين وتوفير قاعدة بيانات للمترجمين لتسهيل عملية التواصل فيما بينهم لتبادل التجارب والخبرات،

ويشار أن  الاتحاد  الدولي للمترجمين أطلق فكرة الاحتفاء باليوم العالمي للترجمة كيوم معترف به رسميًا يوم 30 سبتمبر لتكون  فرصة لعرض مزايا هذه المهنة التي تزداد أهمية يوما عن الآخر في عصر العولمة.