الملتقى القطري للمؤلفين يحتفي بالأديبة السودانية الدكتورة اشراقة مصطفى نوفمبر 3, 2020

عقد الملتقى  القطري للمؤلفين مساء الثلاثاء جلسة خاصة عن بعد للاحتفاء بالشاعرة والأدبية السودانية الدكتورة اشراقة مصطفى بعد حصولها على ميدالية الشرف الذهبية من فيينا تقديرا لإنجازاتها واعترافا بنشاطاتها وأعمالها الجليلة في المجتمع النمساوي، وقد جاءت الجلسة التي  أدارتها الأديبة القطرية سميرة عبيد والتي بثت عبر قناة يوتيوب بعنوان ” بنت السودان والطريق نحو الميدالية”.

و عرفت الأستاذة سميرة الدكتورة اشراقة و بكونها نموذج المرأة العربية الناجحة و المشرفة فهي حاصلة على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة فيينا و على ماجستير في الاعلام وعلوم الاتصال من جامعة فيينا دبلوم عالي في علوم الاتصال من جامعة الخرطوم ، دبلوم في سياسات التنوع و غيرها الكثير من الشهادات العلمية عالية المستوى  وهو مستشارة في كلية فيينا للشباب  و محاضرة غير متفرغة في كلية العلوم السياسية في جامعة فيينا وهي منسقة مشاريع إبداعية من خلال الترجمة  و لها العديد من الاسهامات في مجال البحوث الاكاديمية الموجهة لخدمة المجتمع، و هي  سفيرة النوايا الحسنة بالثقافة بلبنان.

وعبرت الدكتورة اشراقة عن سعادتها باستضافة الملتقى القطري للمؤلفين لها الذي كان قد استقبلها في معرض الدوحة الدولي للكتاب  لاستعراض تجربتها، و اعتبرت نفسها شجرة غرست على ضفاف النيل في السودان و مدت فروعها في كل انحاء العالم، وأكدت أن حياتها البسيطة و السعيدة  في السودان هي التي كونت شخصيتها المكافحة و النشيطة و أن الفضل يعود الى العديد من الأشخاص المحيطين بها أولهم جدتها التي كان تحفزها على النجاح وتشجعها على الدراسة ، ووالدها الذي غرس فيها بذرة حب الاطلاع الذي ووالدها التي أورثتها التفاؤل و الطموح إضافة إلى حيها البسيط الذي أحاطها بالحب و علمها اللحمة والتكافل.

 و تحدثت عن بداية نشاطاتها في النمسا التي انطلقت منذ وقت مبكر، عندما كانت في مرحلة انهاء دراستها العليا، حيث  أنها لم تكن تنوي الاستقرار في النمسا و انما تحصيل العلم والعودة الى مسقط رأسها، حيث عملت جاهدة لإتقان اللغة الألمانية لان تعلم اللغة المحلية هو مفتاح فهم المجتمع  و للتعريف بنفسها بمختلف مكوناتها الثقافية و الفكرية و هويتها كسودانية وعربية ومسلمة افريقية ، في بداية نشتطها كانت تحاول الانضمام الى مجموعات نسائية ثقافية و كان جائزتها الأولى في النمسا في اطار نشاطها مع الحركة النسائية و كانت تكريما لكتاباتها التي فتحت سجور التواصل بين المرأة العربية الافريقية  و النمسا و التي عملت على تقويض الصور النمطية و فتح قنوات الحوار مع المرأة النمساوية و هذا كان التحدي الأول بالنسبة لها لأنها كانت الخطوة الأولى التي حفزتها على التقدم و مزيد العطاء في هذا المجال، وفي سنة 2003 بدأت كمحاضرة في جامعة فيينا  غير متفرغة و كانت تركز في معظم محاضراتها  على تضييق الهوة الثقافية بين الشعوب و تقريب الأفكار، كما انها كانت ناشطة في المطالبة بحقوق المهاجرين  و حقوق المرأة المسلمة المحجبة وقد تمكنت من إيصال وجهة نظرها ورؤيتها و صوتها و استغلت هامش الحرية المتاح و كونت مجموعة النساء المبدعات المهاجرات التي كانت تدعو المساء اللواتي جئن من بيئة مختلفة الى تعزيز وجودهن عبر المنتوج الادبي والابداعي الذي يسوق فكرة إيجابية عن هؤلاء النساء و بالتالي تنعكس هذه الصورة الإيجابية على بلدانهم مؤكدة أن الأدب و الفنون خير وسيلة لتقريب الشعوب وفي هذا الاطار قدمت مشروعا عندما كانت تعمل كمنسقة مشاريع في القلم النمساوي تشمل العديد من البلدان العربية و تحديدا الخليج حيث أنها كانت تقوم بترجمة كلمات المشاركين الذي كانوا يتحدثون عن مشاكل مجتمعاتهم و قد نسقت ورشة عمل في وزارة الخارجية النمساوية حول ماذا يعني الموت للمسلمين و كانت ورشة ناجحة وقد أجرت  استبيان لتبين رؤية النمساويين للأخر المختلف قبل الورشة وبعدها و هو ما عكس تغير الصور النمطية بعد التفاعل و التعمق في معرفة الاخر، بعد هذه الفعالية تم تنظيم أمسية شعرية تم خلالها قراءة اشعار باللغتين الالمانية و العربية و تم تجسيد أحد النصوص في مسرحية ، و من بين أهم المحطات في مسيرتها الثقافية كانت سنة 2018  بمناسبة الاحتفال بمرور 100 سنة على تأسيس الجمهورية النمساوية  حيث كتبت سيرة توثيقية لتاريخ النمسا، كل هذه الاعمال جعلتها  تحصد العديد من الجوائز رغم أن الطريق لم يكن بالسهل لكنها كانت دائما تبحث عن الانسان المناسب الذي يؤمن بالمشروع وكما أنها كانت شديدة التمسك  برؤيتها و أفكارها و طموحها و تصر على إنجازها حتى لو بعد مرور عدة سنوات.

و أكدت أن الميدالية الذهبية التي حصلت عليها مؤخرا من الحكومة النمساوية حفزتها على مواصلة طريقها   في العطاء الثقافي و المجتمعي حيث أن هذه الجائزة يمكن استثمارها للتسويق للكثير من القضايا لأنه صوتها أصبح مسموعا أكثر و أصبحت اكثر تأثيرا  لتغيير الصور المغلوطة عن المرأة العربية و المسلمة و الافريقية و السودانية.