الملتقى القطري للمؤلفين في جلسة نقدية: الكاتب هو صاحب الفكر وضمير المجتمع فبراير 23, 2020

ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للقصة عقد الملتقى القطري للمؤلفين أمس الأحد 23 فبراير 2020 جلسة نقدية بعنوان من “هو الكاتب الحقيقي؟” بمشاركة كل من الأستاذة الكاتبة والإعلامية خولة مرتضوي والأستاذة الناقدة سهام جاسم لمناقشة واقع الكتابة في دولة قطر والصعوبات التي تواجه الكتاب. 

وقالت الأستاذة الكاتبة سهام جاسم خلال الجلسة التي أدارها الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ الأدب ومناهج الدراسات النقدية المقارنة في جامعة قطر، إن الكاتب الحقيقي هو صاحب الفكرة والرسالة والرؤية ويجب أن يكون عنده فكرة مهمة وقادر على ايصالها بالأسلوب والطريقة المناسبة وأن التمكن من قواعد النحو والإملاء وحدهم غير كافيين لجعل الشخص كاتبا وإلا لكان كافة مدرسي اللغة العربية من أهم الكتاب في العالم.

وبينت الناقدة القطرية أن الكاتب الحقيقي هو من يملك القدرة على مخاطبة جميع شرائح المجتمع والتعبير عن احلامهم وآمالهم وطموحاتهم بلغة بسيطة وعميقة.

وأضافت أن شبكة القراءات والمخزون الذي يحصل عليه الشخص من قراءاته المتراكمة يمكنه في وقت لاحق من الكتابة ويحسن مستواه و يمنحه حق النقد و بطاقة الدخول الى عالم الكتابة.

كما أشارت الى ضرورة رفع الوصاية الأبوية على الكتاب الشبان الجدد حيث أن دور الكاتب صاحب الخبرة من الجيل السابق هو المرافقة والمناصحة وليس النقد السلبي الذي يحبط العزائم ويقتل الابداع.

 

من جهتها قالت  الإعلامية الكاتبة الأستاذة خولة مرتضوي إن الكاتب هو ضمير المجتمع، عليه أن ينقُلَ التحدِّيات الحقيقيَّة التي يواجهها عصره بشكل شفاف لقرائه، فيعرِّي الحقائق ولا يُجمِّلُها، بصورة واقعيَّة موضوعيَّة، خالية من التطبيل والتزمير، بلغة سليمة وتعبيرٍ لغويٍّ سديد، بعيد عن التكلُّفِ والمُبالغة.

 مضيفة إنَّ ثقافة العلاقات العامَّة المسيطرة على المجتمع، تجعل البعض يستهجن من الكاتب أن يُقدِّم أفكار نقديَّة أو حتى يتعرَّض لبعض القرارات بنوعٍ من التوجيه والتصحيح، هذه الثقافة التي تبتغي أن تظهر كافَّة مناحِي الحياة بصورة مشرقة 

وأضافت مرتضوي الكاتب الجاد عليه أن يستفيد من المناخ الديموقراطي لا أن يخشاه، وأن يؤطِّرَ فكرةً يُمكنُهُ أن يدافع عنها، بل ويُمكنُهُ كذلك، إن وُجِّهَ لهُ نقدًا موضُوعيًا، أن يطوِّرها ويُصدرها مرةً أُخرى للمجتمع، فكُلُّ يوم الكاتب يعيش في مرة نمو وتطوير بفضل مجموعة من العوامِل الداخلية والعوامِل الخارجية التي تبدأ من لدُنِّ الكاتِب إلى القرِّاء إلى المجتمع العريض.

إنَّ صوت الكاتب المثقَّف الجادّ يدُلُّ على صحَّة المجتمع لا اعتلالِه، ويجب أن يتم دفع هذا الكاتب لمزيدٍ من العطاء، لا محاولة بتر صوتِه أو نقدِهِ بشكلٍ غير موضوعي، الأمر الذي يولِّدُ فيه نوعًا من الجمود والاستلاب الفكري والرُكون للمواضيع والإشكالات الكلاسيكيَّة والعقيمة. ويبقى أنَّ نؤكِّد على أنَّ الكاتِب ليس نبيًا، ففي بعض الأحيان تخرُج منه بعض الهنَّات، في اللغة أو الفكرة أو الطرح أو حتى القصد، ففكرة أن الكُتَّاب يجب أن يكونوا كاملين، فكرة خاطئة جدًا.

و انه لا بد من إنتاج المزيد من الإصدارات الهادفة التي تُعالج وتبحث في مختلف القضايا محل النقاش والدراسة، إضافة إلى سَنّ القوانين التي تُنظِّم عمل قِطاع الطباعة والنشر وتحديث قوانين الملكية الفكرية؛ بما يُحقِّق أهداف التنمية ، واستحداث مسابقات أدبية وفكرية تُكرَّم فيها دُور النشر الفاعِلة والمنتِجَة كُلّ عام وفق شروط وضوابط منهجيَّة ومعتبرة، إضافة إلى طرح مسابقات وجوائز دولة لتقدير جُهود المؤلفين في هذا القطاع. 

أما الدعم الخاص لقطاع الطباعة والنشر في البلاد، فيتأتَّى من خلال مبادرات القطاع الخاص لرعاية وتسويق المنتجات الفكريَّة والمختلفة التي تستصدرها دُور النشر المحلية، إضافة إلى تنظيم ورعاية فعاليات فكرية ومناشِط تدريبيَّة وبحثية بُغية تطوير الكُتّاب والباحثين في مختلف المجالات وتحسين منتجاتهم الفكرية المُعدّة، ويبقى التأكيد على فكرة أنَّ الكاتب في عالم اليوم لا يهدِف إلى أن يجنِي ذهبًا من منتجاتِهِ الفكريَّة، فهو في النهاية يتحصَّل على نسبة زهيدة من مبيعات كتابة، لكن الهدف الأكبر للكاتِب النزيه هو تصدير منتج فكري وعلمي رصين يبتغي منه تحقيق هدف بنائي إيجابي رصين في المجتمع.

ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية باعتباره هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة والرياضة تعنى بالاهتمام بالمؤلفين، ويهدف الملتقى إلى الاهتمام بالمؤلفين وبخاصة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين وفق قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي.