كشف الكاتب و الإعلامي الناقد القطري أحمد عبد الملك فصول حكاية نجاحه و كواليس مسيرته في مجالي الكتابة و الاعلام ، و ذلك خلال الجلسة الثانية من برنامج الحكاية الذي يقدمه الملتقى القطري للمؤلفين عبر قناته يوتيوب و منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي و تديره الدكتورة عائشة جاسم الكواري مدير عام الملتقى.
و استعرض الروائي القطري الحاصل على جائزة كتارا للرواية مرتين بدايته في مجال الكتابة وأهم محطاته في الإعلام بداية من الإعلام المكتوب مرورا بالإذاعة و ثم التليفزيون، و قال إن حكاية الشغف بالكتابة بدأت بحبه للغة الضاد و تميزه في مادة الإنشاء رغم كونه طالبا في مدرسة التجارة، ليجد نفسه بعد ذلك في معترك عالم الصحافة منذ 1970 الذي يحتاج لإتقان و تحكم أكبر باللغة فاضطر لتحدي نفسه و دراسة و تقديم نظام الثلاث سنوات في سنة واحدة و كانت خطوة مهمة في حياته حصل على إثرها على بعثة لدراسة اللغة العربية في لبنان ودخل في رحلة تحصيل الزاد اللغوي و الثقافي الذي كان على مراحل و محطات مختلفة فكتب الشعر و النثر و القصة القصيرة،
و في الفصل الثاني من حكاية النجاح و العطاء دخل د. بعد الملك سنة 1968 الإذاعة و اخذت مسيرته منعطفا اخر غير مساره من الصحافة المكتوبة إلى المسموعة و كتابة المسلسلات سنة 1969
و الفصل الثالث من الحكاية بدأ سنة 1973 حيث دخل إلى عالم التلفزيون و جميع هذه المحطات و الفصول شكلت شخصيته الاعلامية و شخصية الناقد و الكاتب.
و أكد ضيف الملتقى أن تجارب الحياة هي دروس نتعلم منها و أن طريق النجاح يحتاج الى خطوات و مسار مدروس و اجتهاد فعندما دخل الى التلفزيون وجد أنه بحاجة إلى تحسين لغته فاستعان بمدرس خصوصي قدم له دورة مكثفة في اللغة خلال ستة أشهر، و هذا التحسن جعله من المذيعين في تلك الفترة
و دعا الشباب إلى تحصيل العلم و المعرفة بشكل مستمر و تحسين مستواهم في اللغة العربية، و أرجع ضعف اللغة العربية لدى الطلاب و الناشئة لطريقة التلقين غير المناسبة و التي لا تجذبهم للغة العربية ، ونصحهم بالاستفادة من المخزون اللغوي الثري للقرآن الكريم و الاستماع إلى الأغاني باللغة العربية الفصحى و التي تعد جزءًا من تراثنا و ثقافتنا
و تحدث عن تجربته الأكاديمية في التدريس في جامعة قطر وكلية المجتمع لمدة خمسة وثلاثين عامًا، حيث أن الطلبة يتجنبون الأسئلة الانشائية و التحريرية و يفضلون أسئلة الخيارات المتعددة و هو ما يجعل الطالب يتخرج و هو عاجز عن كتابة فقرة باللغة العربية على عكس الجيل القديم الذي كان يسترسل في الكتابة دون صعوبة و هو ما جعله قادرا على العطاء بسخاء في مجال الكتابة حيث قدم إلى حد الآن 40 كتابا و مازالت مسيرة العطاء مستمرة حتى أن عمله الحادي و الأربعين سيرى النور قريبا ، لكنه ينوي في الفترة القادمة التركيز على جنس الرواية الذي أرسى فيه بعد رحلة دامت لخمسين عاما جال خلاله بين مختلف الأجناس الادبية و الكتابة العلمية وقرر أن يصب جل تركيزه عليها ليقدم بصمته و إرثه الثقافي.
أما في المجال الإعلامي فقال د. عبد الملك إنه تخصص في البرامج السياسية والجادة و هو بعيد كل البعد عن البرامج الترفيهية، و أيضا تطرق لإسهاماتهم الأكاديمية من خلال التدريس في جامعة قطر لمدة خمسة و ثلاثين عاما.
و يشار أن الحكاية هي احدى مبادرات الملتقى تأتي ضمن خطة البرامج لسنة 2023 و هي تستضيف كوكبة من الكتاب و المثقفين و الفاعلين في مجال الثقافة لتسليط الضوء على مسيرتهم و نجاحاتهم في مجال الكتابة و في مختلف المجالات.