ضمن الجلسة الأولى من المبادرة الجديدة التي أطلقها الملتقى القطري للمؤلفين بداية ديسمبر بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر الموافق ليوم 18 ديسمبر و التي تحمل عنوان ماذا أهديت لقطر استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الكاتبة القطرية الدكتورة زكية مال الله التي استقبلت فريق الملتقى في منزلها و حاورها الأستاذ صالح غريب مدير البرامج لتحمل المتابعين في رحلة عبر التاريخ تستعرض خلالها أهم إنجازاتها الثقافية و محطاتها الإبداعية التي تهديها لقطر.
و تحدثت الدكتورة زكية مال الله صاحبة التاريخ الحافل بالكتابات المتنوعة و البصمة المميزة في الشعر عن بداية مسيرتها حيث أنها سافرت الى القاهرة لدراسة الصيدلة بعد أن انهت المرحلة الثانوية في مدارس قطر لتكون أول صيدلانية قطرية تدخل هذا المجال الذي كان حكرا على الرجال، كما أنها كانت أول قطرية تحصل على درجة الدكتوراه في علوم الصيدلة من جامعة القاهرة كلية الصيدلة، و بدأت بعد ذلك العمل في وزارة الصحة العامة سنة 1990 و كانت من بين مؤسسي مختبر الرقابة الدوائية و شاركت بعدها في تأسيس كافة الأقسام في اختصاص الصيدلة و ساهمت في تطوير المخبرات و طرق الأبحاث و الدراسات في مجال التحليل الدوائي لمدة 30 سنة.
اما عن مسيرتها الثقافية فقالت الدكتورة مال الله أنها عملت مع وزارة الثقافة و الفنون لمدة 25 سنة كما عينت هضوا في المجلس الوطني للثقافة و الفنون سنة 2002 و شاركت في كافة مهرجانات الثقافة و المعارض الكتب على مختلف الأصعدة، وقد تزامنت هذه المسيرة في الثقافة مع خطوات ثابتة خطتها في المجال الإعلامي التي بدأت في جريدة الراية ثم الشرق و اخرها الوطن لمدة 26 سنة بين كتابة التحقيقات و الحوارات و المقال الصحفي بالإضافة الى الحوارات التلفزيونية و الاذاعية.
وأكدت أنه رغم الفرق الشاسع بين المجال العلمي و الثقافي لاسيما في المفردات فإنها تمكنت من المزج بينهما بفضل الموهبة التي تتمتع بها في تحقيق التوازن بين مختلف المجالات إضافة الى كفاحها و اجتهادها لاستثمار المواهب و تطويعها لخدمة الوطن، فحب الوطن والسعي لخدمته كان الخيط الذي يربط كافة أنشطتها، موضحة أن العامل الأساسي في دعم المواهب و القدرات في أبناء جيلها الذين كانوا الدفعة الأولى من القطريين خريجي القاهرة هو العطاء السخي و الدعم غير المحدود من الدولة، حيث أنها طيلة فترة اقامتها في القاهرة للدراسة لم تشعر بالألم أو النقص لأن سفارة قطر و الملحق الثقافي القطري كانوا يتابعون الطلبة ز يدعمونهم في مختلف نشاطاتهم، و حتى العودة الة أرض الوطن لتبدأ مسيرتها العملية فقد لاقت نفس الدعم، كذلك وجدت استقبالا دافئا في الوسط الثقافي الذي احتضن موهبتها و تم منحها العديد من التكريمات و المناصب، حيث كانت الثقافة و الصحافة الحلم الجميل لكل مجتهد في قطر، موضحة أن قطر وفرت لها سبل النجاح وساهمها اجتهادها في نحت بصمتها في مختلف المجالات التي دخلتها منوهة أن دعم قطر للمبدعين مازال متواصلا حتى اليوم.
و عبرت عن تقديرها و تثمينها لكافة الجهود التي بذلت من المسؤولين في كافة المجالات لتطوير و بناء دولة قطر، وذلك بفضل القيادات الحكيمة للدولة على مدار السنوات التي حفزت ابداعاتها و كافة المبدعين في قطر من رسامين و فنانين و أباء و شعراء التي شهدت تطورا كبيرا على مدى عقود