عبر كلمات:
الملتقى القطري للمؤلفين يتضامن من لبنان
ضمن مبادرة كلمات الأسبوعية التي تشرف عليها الأستاذة منى بابتي استضاف الملتقى القطري للمؤلفين مجموعة من المثقفين والإعلاميين من لبنان ومن دولة قطر الإعلامي صالح غريب مدير البرنامج بالملتقى الذين عبروا عن تضامنهم مع لبنان بعد حادثة تفجير المرفأ في بيروت والتي خلفت عشرات القتلى وآلاف الجرحى، وتم بث الجلسة عبر قناة يوتيوب.
وقال غريب أن هذه الجلسة جاءت بشكل مغاير عما كان مخططا لها حيث ان الحادثة الأليمة جعلت خطة المبادرة تتغير من خلال تغيير الضيوف و المحاور وقال إن المشاهد التي تابعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو نشرات الأخبار تكشف حجم الجرح الكبير الذي نقلته الصور المؤلمه ومن هنا يأتي دور القلم والكاتب في التعبير عما حدث وقال إن موقف دولة قطر قياده وشعبا ليس بغريب نظرا لما يربط البلدين من علاقات وهذا الموقف ما هو إلا تعبير عما يجمع الشعبين من علاقات تعاون و محبة .
و أشاد كل من الإعلاميين حسن حموش وجلال شهدا وجوزيف طوق و سمير منصور والكاتبة سحر ناصر بجهود دولة قطر في الوقوف الى جانب الشعب اللبناني في أزمته لاسيما من خلال حملة لبنان في قلوبنا التي أطلقتها مجموعة من المؤسسات والجمعيات القطرية.
وقال الأستاذ حموش إن دولة قطر كانت سباقة كعادتها في مد يد العون لإغاثة الشعب اللبناني سواء الإعانات السخية التي قدمها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أو الشعب القطري الذي لم يبخل حتى أطفاله على مساعدة أطفال لبنان المتضررين، فكانت مشهدا مؤثرا،
و أكده أنه كإعلامي يحمل قضايا وطنه وهمومه عايش العديد من الأحداث السياسية و كان شاهدا على العديد من المنعرجات التاريخية بل و كان جزءا منها من موقعه و هو ما جعله يكتسب خبرة كبيرة في المجال الإعلامي، و كان له شغف متابعه التطورات في دولة قطر التي يقيم بها من سنة 2002 و هي فترات الإنجازات التاريخية حيث تحولت الأفكار و الرؤى إلى مشاريع وواقع كما عبر عن اعجابه بالمبادرات الإنسانية لسمو الشيخة موزا وبقدرة دولة قطر على الانتصار على الحصار إضافة الى تمكن قطر من الحصول على فرصة استضافة مونديال العالم 2022 و هي محطات جميلة مرت بها قطر صنعت مجدها و تخلدت في تاريخها.
من جهته قال جلال شهدا عن بداية تجربته في مجال الاعلام في لبنان الذي كان بمحض الصدفة باعتبار مجال تخصصه الدراسي بعيد كل البعد عن هذا المجال الذي كان هواية و شغفا و تحول الى مسيرة من الاحتراف و بعد 2010 أحس أنه وصل الى مرحلة النضج الإعلامي و أصبح مستعدا للخطوة الموالية التي تتناسب مع تطلعاته و هو ما جعله يلتحق بقناة الجزيرة سنة 2011 ، و قد خاض فيها تجربة جديدة ناجحة حيث فتحت له هذه القناة العديد من الأبواب أهمها برنامج بلا حدود الذي يقدمه من 2017 الى اليوم و كان فرصة للقاء العديد من الشخصيات السياسية، و أوضح أنه يحب العمل الميداني التي جعلته يخوض العديد من التجارب الإنسانية لا سيما في غزة و العراق و اليمن و هو ما أثقل شخصيته الإعلامية و أوضح أنه يتمنى التواجد حاليا في لبنان ليكون قريبا من المتضررين لينقل وجعهم.
وتحدث الإعلامي جوزيف طوق عن تجربته في الاعلام التي قال أنها بدأت سنة 2010 بالكتابة في صحيفة لبنانية و استذكر في اطار حديثه حادثة حصلت سنة 2009 عندما كان يعمل في السلك الدبلوماسي في دولة افريقية وزار في اطار عمله دولة قطر و قابل مجموعة من كبار الشخصيات الذين عبروا عن اعجابهم بالشعب اللبناني الذي يتمتع بالكفاءة و روح المبادرة، هذه الشهادة كان محفزا له للعودة للاستقرار في موطنه و تسخير جهوده و مواهبة و طاقاته لخدمة بلاده و عمل بعدها عمل في جريدة الجمهورية و منها انطلقت مسيرته في التلفزيون لإيصال كلمته و صوته و بدأ مشواره التلفزيوني سنة 2015، و قال أن أحلى لحظات العمل الصحفي بالنسبة له هي لحظة ولادة الكلمة فوق الورقة أو أمام الكاميرا او على الأثير لتكون صوت المظلومين التي تدافع عن حقوق الناس، معتبرا أن ما حصل في لبنان جعل الجميع كبيرا و صغيرا يشعر أن الانفجار قريب منه و أن الوضع ازداد سوءا مع انتشار الشائعات، مؤكدا أن الشعب اللبناني متعود على الموت و الأزمات و الكوارث، وعبر عن أمله على تجاوز الأزمة و تحويل الألم الى أمل و هو ما تعود على الشعب اللبناني على فعله و أشاد بالجهود التي يبذلها الشباب اللبناني في ترميم ما حطم و اصلاح ما تكسر و جبر الخواطر و مساعدة المحتاجين و تنظيف الشوارع مؤكدا أن الانفجار لن يكسر عزيمتهم و ان لبنان سيعمر من جديد بسواعد الشباب الأحرار المصممين على انارة شوارع بيروت بالأمل و الطموح و التفاؤل بغد أفضل.
و تحدثت الكاتبة الصحفية سحر ناصر عن شرارة الشغف بالصحافة التي اشتعلت بداخلها مع رؤية الجثث المتناثرة امام منزلها التي كانت تشاهدها من الشرفة و التساؤلات التي تجول بخاطرها حول أسباب القتل و الموت و الدمار في وطنها و هو ما جعلها تبحث عن سبل تغيير الوضع و المساهمة في بناء وطنها و إيقاف النزيف المتواصل للشعب الذي يحب الحياة وهو ما جعلها تتخصص في العلوم السياسية لتفهم العوامل التي أدت لهذه الأزمات و عملت بعدها في صحيفة لبنانية ثم انتقلت للدوحة لمواصلة دراستها و تجربتها في الصحافة و عملت في جريدة العرب القطرية التي كانت تجربة ثرية بالنسبة لها و اتاحت لها الفرصة للتواصل مع شخصيات سياسية قطرية و لبنانية، و أشادت بجهود قطر في المفاوضات بين الأطراف السياسية اللبنانية و تسوية النزاعات على أرضها لمحاولة حل الأزمة، و حاولت من خلال كتاباته التمسك بصورة لبنان القوي المحب للسلام و المتسامح و الصامد.
و أشاد الإعلامي سمير بمجهود دولة قطر لتقريب وجهات النظر بين الجهات السياسية و فض النزاعات و عبر عن أمله في غد عربي أفضل لاسيما ان الأوضاع في العالم العربي ليست على ما يرام نظرا لكثرة المثرات التي لا يجب أن تغطي على القضايا المشتركة و التاريخ المشترك.
و في ختام الجلسة وجه كافة الضيوف رسالة للشعب اللبناني الى حسن اختيار الطبقة السياسية مستقبلا و عدم إعادة انتاج نفس الوجوه التي فشلت فشلا ذريعا في حماية حقوقهم و خذلتهم و الوقوف صفا واحدا في وجه العنف و الحرب و إعادة اعمار بلادهم من خلال الكلمة و العلم و العمل و الاجتهاد و الإخلاص للوطن.