ضمن رسالة مثقف
د الصلاحي يؤكد أهمية القراءة والكتابة في تشكيل الوعي الحديث في المجتمع
ضمن فقرة رسالة مثقف قدم الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة قطر مساء الأحد محاضرة بعنوان “أهمية القراءة والكتابة في تشكيل الوعي الحديث في المجتمع” وتم بث الجلسة التي حاوره فيها الأستاذ صالح غريب مدير البرامج عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
و اعتبر الباحث و الأكاديمي اليمني أن الثقافة هي التي تحدد وعي الإنسان بذاته و بالمسائل الحياتية وهي الإطار الأوسع التي جعلت الانسان يحدد طبيعة الأشياء المحيطة به و يطورها وفقا لاحتياجاته و هي التي تحدد مسار حياة الأفراد و الشعوب و ترسم المنعرجات التاريخية والحضارية، باعتبار أن الانسان هو الذي يبني تاريخه و يحدد النقاط المفصلية ونقاط التحول الرئيسية في مساره وبالتالي فإن الإنسان تتطور حياته بقدر ما تتسع ثقافته و منظوره للثقافة من منظور العادات و التقاليد و الرموز و القيم التي يكتسبها منذ نشأته و طيلة حياته و من ثم تزداد معارفه بعد الالتحاق بالمؤسسات التعليمية التي تمنح الثقافة بعدا علميا و منهجيا يؤسس لفكر عقلاني ، ثم تنضج بالأدوار التي يمارسها في مجتمعه و هو ما جعل الدول حول العالم تركز على الثقافة باعتبارها سلاحا لا يقل أهمية عن الاقتصاد والتكنولوجيا.
و أكد أن أهمية الثقافة تزداد مع التطورات التكنولوجية التي يعيشها العالم لاسيما أن التكنولوجيا الحديثة و المتطورة سهلت الولوج إلى مصادر الثقافة و المعلومة و منحت الافراد فرصا للإطلال على نوافذ الثقافة العالمية، موضحا أن الثقافة يجب أن يتم تعزيزها من خلال التعلم الذاتي و المستمر الذي لا يتوقف مع انهاء الدراسات العليا بل يجب أن يبقى على اطلاع دائم على كافة المستجدات و لا يجب أن يكتفي منها، فالمعارف تتجمد اذا ما توقف الانسان عن البحث والإطلاع و تطوير الذات و تثقيفها لفهم كل ما يدور من حوله من متغيرات في السياق الإقليمي و الدولي، فالثقافة تقدم لنا الإجابات عن العديد من التساؤلات من حولنا،
و أوضح أن التثقيف مسؤولية مشتركة بين مؤسسات الدولة والمجتمع من خلال الإعلام والجامع والنوادي والفرد في حد ذاته لتشكيل الوعي بالواقع المعيش والتاريخ و هو ما سيمكنه من استشراف المستقبل.
و أكد أن هناك فرق بين الثقافة الحياتية و هي الثقافة الشفهية التي يتم تلقينها للأبناء من خلال التنشئة الاجتماعية و الثقافة العلمية التي يحصل عليها الفرد من الكتب المتنوعة و المتخصصة في مجالات علمية، و هي القادرة على فتح آفاق العقل لتجعله واعيا و مستنيرا قادرا على التحليل و لا يمكن التلاعب به سواء من جهات سياسية معينة أو من بلدان خارجية ليحتكم في كل مسائله الحياتية إلى عقله الذي تراكمت فيه المعارف بفعل القراءة و هو ما ساهم في بناء استقلالية رأيه و توجهه و وبالتالي يكون فاعلا و مؤثرا و قائدا في مجتمعه و في العالم.
وأشار في سياق مختلف إلى أن المعلومات المنتشرة في العالم الافتراضي لا تصنف كلها من المعلومات العلمية بل ان بعضها يكون غير صحيح و إشاعات لذلك لا لن من التثبت من المعلومات من أكثر من مصدر و الاطلاع على المصادر الرسمية و الموثوقة، و دعا الشباب القطري و العربي اجمالا إلى تكثيف قراءاتهم و مصادر معلوماتهم ليساهموا بشكل فعال في بناء و تطوير مجتمعهم و مواكبة التطورات و اللحاق بركب الدول المتقدمة.
و يواصل الملتقى القطري للمؤلفين بث رسالة مثقف ضمن حملة “أطلق فكرك بقلمك” التي يقدم من خلالها مجموعة من الكتاب و الباحثين و المثقفين محاضرات و تدريبات للشباب لحثهم على المساهمة في تطوير مجتمعهم من خلال الثقافة والعلم و رفع الوعي.