ضمن رسالة مثقف
د. عبد الرحيم الهور يقدم محاضرة” أخلاقيات وضوابط الكتابة الصحفية”
ضمن فقرة رسالة مثقف قدم الإعلامي والأكاديمي الدكتور عبد الرحيم الهور مساء الأحد محاضرة بعنوان “أخلاقيات وضوابط الكتابة الصحفية ” وتم بث الجلسة عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
واعتبر الدكتور الهور أن الكتابة تتطلب توفر الموهبة و الشغف في مرحلة أولى و من ثم تنمية الموهبة من خلال الممارسة و التدريب المستمر الذي يصقل القدرات و ينقل الكاتب من مرحلة الهواية الى مرحلة الاحتراف والمهنية ليكون قادرا على المنافسة ويتمكن من أدوات الكتابة السليمة و يكون لديه القدرة على ترجمة أفكاره بطريقة سلسلة من خلال استخدام المفردات المناسبة في الإطار المناسب من دون الوقوع في التكرار أو الملل، مؤكدا أنه لا يمكن الوصول الى مرحلة الاحترافية من دون تكثيف القراءات فكلم قرأ الكاتب أكثر كلما أثرى قاموس المفردات لديه حتى تنساب الكلمات على الورق بمجرد تبلور الأفكار و يتمكن من التعبير عن فكره و رأيه و ينقل الأحداث و المواقف دون تحريف أو ضبابية و بكل مرونة.
و أوضح أن الكاتب المحترف يصل بعد تعدد القراءات لديه و الانفتاح على مختلف الكتابات و الأفكار المختلفة إلى الفكر المضاف أي أنه يمزج من تراكم لديه من معارف ووجهات نظر ويصبح قادرا على رؤية الاطار الأشمل والمشهد الأوسع و تكوين رأيه الخاص و تحليلاته الشخصية بناء على ما سبق من معارف مكتسبة و يحولها إلى مقال صحفي.
مؤكدا أن القراءات المختلفة لا تحدد توجه الكاتب و لا تحد من فكره بل يمكن أن ينبي على ما سبق من كتابات و يواصل التحليل و الاستنتاج حتى أن كتاباته يمكن أن تدحض ما سبق و تنفيه.
وأوضح أن الكتابة الصحفية مسؤولية أخلاقية كبيرة لأن الكاتب لا يمثل نفسه فحسب بل يمثل الوسيلة الإعلامية التي يكتب فيها فلا بد أن يتأنى في نشر الأخبار ويستحق الثقة التي منحته إياها المنصة الإعلامية، لذلك يجب أن يتأكد من مصدر معلوماته و يعتمد على المصادر الموثوقة و يتأكد من مصدره و يحاول الالتزام بالموضوعية و الحيادية و الأمانة في نقل الخبر و عدم الانجراف وراء الشائعات أو وجهات النظر المتشددة التي قد تحرف الأحداث و تخرجها عن سياقها بسبب الاختلافات السياسية أو الأيديولوجية أو العقائدية.
وأضاف أن نشر معلومة دون التأكد من مصدرها أو تحليلها بطريقة غير عقلانية أو مبنية على مشاعر الغضب أو العداء لطرف قد يكون سببا في نشر الفتن و تأزيم الأوضاع لاسيما في الدول التي تشهد أزمات سياسية و أوضاع غير مستقرة أو أحداث استثنائية، فقد تأجج بعض الأخبار مشاعر الغضب أو تنشر الرعب و الخوف و هو ما ينجر عليه تبعات وخيمة يمكن أن تكون طويلة المدى.
ودعا إلى الالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي و عدم التعدي على الآخرين و عدم القدح والاعتماد على الدلائل و البراهين و الإحصاءات عند النقد و التخصص في مجال محدد و التعمق فيه بالشكل الكافي ليكون قادرا على توجيه الرأي العام و إيصال رسالته مؤكدا أن حرية الصحافة مقرونة بالمهنية.
ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين بث رسالة مثقف ضمن حملة “أطلق فكرك بقلمك” التي يقدم من خلالها مجموعة من الكتاب والباحثين والمثقفين محاضرات وتدريبات للشباب لحثهم على المساهمة في تطوير مجتمعهم من خلال الثقافة والعلم ورفع الوعي.