مبادرة اقرأني فإني هذا الكتاب
الناقدة الإيطالية يولاندا غواردي: القصة القطرية تعرف بتاريخ قطر و تنقل ثقافته و لا بد من ترجمتها للتعريف بها
ضمن الجلسة النقدية الأسبوعية إقرأني فإني هذا الكتاب التي تبث كل يوم اثنين عبر قناة الملتقى القطري للمؤلفين و التي يديرها الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب و الدراسات النقدية و المقارنة بجامعة قطر تمت استضافة الناقدة و الأكاديمية الايطالية الدكتورة يولاندا غواردي من جامعة طورينو لمناقشة “القصة القصيرة النسوية في قطر ( بين الترجمة والدراسة)
في بداية الجلسة أوضحت الناقدة الإيطالية انه ليس هناك اهتمام بترجمة الأعمال العربية عموما و القطرية على وجه التحديد إلى اللغة الإيطالية بسبب غياب دور مؤسسات مخصصة للدعم و الترويج و التخطيط و التنظيم لعملية الترجمة في العالم العربي عموما واكدت ضرورة تغيير هذا الوضع من أجل فتح المجال لترجمة نصوص عربية تستحق أن تلفت إليها الانتباه و عدم الاكتفاء الروايات التي تتناول الحرب و العنف الاجتماعي وثورات الربيع العربي باعتبار الترجمة عمل سياسي على حد تعبيرها و اعتبرت أن ترجمة الأعمال الهادفة و التي تنقل الحضارة و تعكس الثقافة العربية مسؤولية مشتركة بين المترجمين الذين يجب أن يحسنوا اختيار النصوص و تقديمها لدور النشر من أجل النشر من جهة و المؤسسات الثقافية العربية المعنية للتعريف بالأدب المحلي في الأسواق الإيطالية.
وقالت إنها تعتقد أن النقاد يهملون الجانب السياسي في الأدب النسوي رغم أنه موجود و ان الروايات النسوية لا تقتصر على تناول قضية المرأة و حالتها الشخصية فقط بل إنها تلقي نظرة عامة على العلاقات بين الأفراد و شرائح المجتمع و تتميز هذه النظرة بكونها كلمة و عميقة باعتبارها نظرة مثقفة لها القدرة على ملاحظة المشاكل الموجودة في المجتمع قبل الأخيرين و كشفها و تقديمها للقارئ كي يساهم بدوره في تغييرها.
و اعتبرت أن القصة القصيرة الوسيلة الأدبية المثالية للتعبير و التغيير لأنها تعتمد أسلوب آني و فعلا و يمكن كتابتها و قراءتها في وقت قصير ،مؤكدة أن حضور المرأة القطرية في المجال الأدبي قوي و مميز و لا يقتصر على مجال القصة حتى أنهن كتبن أغلبية الروايات المطروحة حاليا في المكتبات القطرية ،مشيرة أن القصة هي النوع الأدبي الأكثر انتشارا باللغة العربية منذ خمسينيات القرن الماضي و هو النوع الأدبي المفضل لدى النساء لأنه يتيح لهن امكانية الكتابة و التعبير عن أفكارهن من جهة و القيام بواجبات اجتماعية مختلفة من جهة ثانية.
و أوضحت انها وجدت من خلال دراستها للقصة القطرية علاقة بين القصة و التقاليد في ظل التغييرات الاجتماعية و الاقتصادية و هو ما انعكس على التقاليد الفنية للقصة، حيث تناولت معظم القصص أمورا خاصة بالنساء و دورهن في المجتمع و ايضا أمور سياسية و ثقافية و أخلاقية، في بدايات الكتابات النسوية كانت الكتابات تتمحور حول القضايا الاجتماعية كالعادات و التقاليد لكن مع بداية التغييرات الكبيرة في المجتمع القطري في السبعينات بدأت القصة القطرية تأخذ منحى كونيا ة عالميا و استطاعت أن تخترق حدود المكان و الزمان و تصل إلى الجميع، وتطرقت إلى بعض نماذج القصة القطرية في بداياتها على منها قصة “الزواج” من تأليف كلثم جبر التي تدور أحداثها حول إجبار البطلة على الزواج من شخص لم تود الارتباط به.
وأرجعت الناقدة الإيطالية أسباب التغيرات المحورية في المجتمع و بالتالي في القصة القطرية إلى فتح المجال أمام المرأة للدراسة و الشغل و هو ما ساهم في تكوين وعي اجتماعي و من هنا تصبح القصة وسيلة قوية في يد المرأة لإيصال رسالتها و المطالبة بحقوقها، حتى أن التغييرات انعكست بشكل كبير في قصة” بداية الطريق” لمريم محمد عبد الله التي رفضت بطلتها الزواج من قريبها و أوضحت من خلال التعابير الواضحة و الكلمات القوية و المباشرة التي استخدمتها أن الأمور تغيرت و أن المرأة لم تعد مجبرة على القيام فقط بدور الزوجة.
و في نهاية الجلسة خلصت الناقدة إلى أن الأدب وسيلة قوية للتغيير الاجتماعي،و القصة القصيرة القطرية ليست استثناء، و بالتالي فمن الضروري التعريف بها من خلال نشر دراسات أكاديمية خارج قطر و ترجمتها للقارئ الأجنبي.